رحلت شيرين
تاريخ النشر : 2022-05-14
رحلت شيرين


بقلم: نضال أحمد جودة
لله الأمر من قبل ومن بعد، فالموت حق على كل خلق الله سبحانهُ وتعالى، ونحن كبشر علينا أن نأخذ بالأسباب ويكون الموت موعظة للأحياء، فإنها قد رحلت ولم تكن الأولى ولم تكن ايضاً الأخيرة وسبقها الكثير من الاعلاميين، الاطباء، الممرضين، المسعفين وجميعهم رحل لعالم الخلود من قلب الميدان وهو يمارس مهمته الإعلامية او الطبية او التمريضية وشيرين رحلت وقد افاضت روحها إلى الباري جل في علاه ورحلت وقد افاضت إلى ما كانت هي عليه وكذلك البشر كافه الجميع يرحل وسيرحل الآخرين المسلم والمسيحي واليهودي واصحاب معتقدات التفكر الجميع بلا استثناء سيفضوا إلى ما كانوا عليه. 

انتفض المجتمع الفلسطيني حزناً على رحيلها بصورة عفوية عاطفية صادقة، وخرج في مشهد مهيب يُشيع جثمانها إلى مثواها الأخير وظهر العلم الفلسطيني التي غيبته الرايات الحزبية والتنظيمية، التي هي سبب رئيس في غياب عنوان القضية الأساس وأسهمت تلك الرايات بصورة سلبية على رأس المال المجتمعي الفلسطيني وأثرت سلباً على رأس المال البشري الفلسطيني. 

رحلت شيرين وبرحيلها انتهى دورها الفاعل والفعال في قناة الجزيرة الفضائية التي اي الجزيرة لم تتخذ أي ردة فعل فاعلة على أرض الواقع واكتفت بالشجب والاستنكار والادانة شيء ليس بالجديد على العالم العربي اجمع. غياب ردة الفعل في اتخاذ خطوات إجرائية فاعلة من الجزيرة الحاضنة الام للراحلة شيرين وانتفاضة الحزن كلاهما أطلق العنان للمنظرين كافه في استغلال رحيلها ووظفوه في إظهار الذات والعزف على الميول النفسية لكل منهم. فالفلسطينية شيرين أبو عاقلة كما أسلفنا لم تكن الأولى فالكثير الكثير رحل بنفس الأسلوب افرادً ومجموعات ولم يتحرك هؤلاء المنظرين للحديث عنهم وان تحدثوا يتحدثوا عن المشاهير ولم يذكروا الافراد حتى وان رحلا سوياً ومعاً وفي نفس المكان، لم يذكر أي من المنظرين زميل شيرين السمودي الذي نجا من طلقات الموت متمنين له السلامة والشفاء، وايضاً لم يتحدثوا عن ردة الفعل الباردة في سلوك الجزيرة وهنا يجب ان تكون وقفة لمراسلي وصحفي وزملاء أبو عاقلة على برود قناة الجزيرة في ردة فعلها، فالبكاء لم يغير من الواقع شيئاً وليضع كل منهم نفسه مكان شيرين اطال الله بالخيراات أعمارهم كافه، وكذلك لم يكن لأولئك المنظرين الا من رحم ربي دوراً بارزاً عندما غابت عائلات كاملة تحت الانقاض، ولم يكن لهم دوراً عندما رحلت والدة الأسير يونس وهي في انتظاره أربعون عاماً. 

وداعاً شيرين: فلقد رحلت بأمر الله وأنه الحق الذي يكرهه البشر وانما هو موعظة للأحياء وصحوة لاحرار الامه كافة، يقول الإمام الغزالي رحمه الله خذوا العلم من أحرار الأمة ولا تأخذوه من المعللين والمنظرين والمفسرين حتى وان تزعموا نداء الطبيعة ومنطق الفطرة. وأسأله تعالى ان تكون انتفاضة الحزن هذه دعوة وصحوة للكل الفلسطيني على ان يجمعوا أمرهم على شيء واحد وتحت راية واحدة تجمع الكل منهم وان يعودوا برشدهم إلى الهدف الرئيس والأساس الذي انشيء كل منهم لأجله حيث كانت الغاية عامة والهدف شمولي ولكم في التجربة الجزائرية اسوةٌ حسنة. 

ختاماً: نسأل الله الثبات لشيرين ولذويها الصبر و السلوان وان يَمن الله سبحانه وتعالى على زميلها السمودي بالشفاء التام.
نضال أحمد جودة