شيرين ابو عاقلة ايقونة الكلمة
تاريخ النشر : 2022-05-12
شيرين ابو عاقلة ايقونة الكلمة


بقلم: حامد شهاب
شيرين أبو عاقلة هي شهيدة أيقونة الكلمة ، وشهيدة الرأي المعبر عن صوت كل مناضل فلسطيني وعربي شريف ، رفع صوته بوجه الإحتلال الصهيوني، ويريد أن تكون الكلمة هي الوسيلة الأمثل لإيصال الصوت الوطني الفلسطيني المجلجل وقضية شعبها الشريفة الى كل أرجاء العالم، عل ضميره يصحو في يوم ما.

أجل .. إن إستشهاد الرائدة الصحفية شيرين أبو عاقلة مراسة قناة الجزيرة ، لأكثر من ربع قرن، لم يكن حدثا عاديا ، ولا جريمة جنائية عادية، إرتكبها المجرمون الصهاينة، ضد صحفية مثابرة ، ناضلت طوال تلك الحقبة المعطاء ، من أجل إعلاء كلمة قضية فلسطين ،وايصال صوت نضالها المرير ضد الاحتلال الصهيوني البغيض.

بل هي شهيدة رسالة الصحافة العالمية ، حيث تزامن إستشهادها مع مضي أيام من إحتفال العالم بيوم الصحافة العالمي في الخامس من أيار من كل عام، لتؤكد للمجتمع الدولي ، أنها أوفت بعهدها ، من أجل إعلاء شأن الكلمة الحرة المسؤولة، في أشرف قضية وطنية ، دفعت حياتها ضريبة من أجل أن تبقى شعلة قضيتها محل إهتمام دولي وانساني، وهي جريمة ضد الإنسانية أن يتم إستهداف صحفية مناضلة، لم تحمل سوى الكلمة سلاحها الذي تشهره بوجه الاحتلال الصحيوني ، وتفضح جرائمه على كل صعيد.
وبرغم الدعوات الى تحقيق دولي ، في تلك الجريمة الشنعاء، إلا ان المجتمع الدولي في الغالب هو مناصر للمجرمين والقتلة، ولم يحرك ضميره في يوم ما، ليقول للصهاينة ، كفى قتلا وإجراما بحق هذا الشعب المناضل ، ومع هذا يتحدى الصحاينة المجتمع الدولي ، بمساندة من أمريكا ودول اوربية، خانعة لإسرائيل صنيعتهم في المنطقة، وهم في كل مرة يغطون على جرائم هذا الكيان المصطنع، ويمنعون أي جهد دولي او انساني لايقاف مسلسل إجرامه الذي تعدى نصف قرن من النضال الفلسطيني المشروع وقضيته العادلة، من اجل إستعادة القدس الشريف وكل بقعة ارض فلسطينية مغتصبة، تحت وقع العالم وعلى مرأى سمعه، دون أن يكون له موقف مسؤول لنصرة الحق واهله، وهم من سمحوا للصهاينة في التمادي بجرائمهم التي فاقت كل تصور.
لك الحياة الأبدية يا شيرين أبو عاقلة، وأنت المناضلة التي فاقت شجاعتها وبطولتها رجالا كثيرين ، يعدون أنفسهم عربا، وهم أبعد ما يكونوا من العروبة والضمير الانساني من شيء.

ألا تبت يد الاحتلال الغاصب، وكل من يسانده ويمده بوسائل القتل والدمار والإرهاب، وما يزال شعب فلسطين يدفع كل يوم، طيلة كل تلك العقود ، دون أن يتوقف نزيف رجاله واطفاله ونسائه وشيوخه، والعالم يتفرج، ولا يطلق العرب على الزاني رصاصة بندقية.

مبروك لك أيتها الشهيدة شيرين أبو عاقلة، فقد إعتلاك رب العرش ورب الرحمة لتكوني في جنات فردوسه ، بعد أن دافعت بضراوة عن الكلمة والحق ، ولم تخش في الحق لومة لائم.
نامي رغيدة العين ، ياقريرة العين، وقرة عين كل فلسطيني وعربي شريف، وقف بوجه الإحتلال، ورفض جرائمه التي فاقت جرائم النازيين وعصابات الجريمة في العالم أجمع.

لك الرحمة والغفران، أيتها الصحفية الشجاعة المناضلة.. وشهادتك ستكون حافزا للأجيال ، يسرع بتحقيق أمل شعبك، بأن تتحرر فلسطين من رجس الصهاينة، ويرتفع العلم الفلسطيني عاليا فوق ربى القدس العربية، وكل أرض فلسطينية شماء.

لك من أحرار العالم ، ومن عراق البطولة وعراق العرب الذي لم يبخل على فلسطين يوما ما، الا بعد أن توطأ حكامه مع الإحتلال، وارتضوا الخنوع والذل والمهانة بعمالتهم لأمريكا والصهاينة، وهم اليوم ليس بمقدورهم أن يحركوا شفة لنصرة قضية شعبك ، بعد أن تخلى ساسة العراق من عملاء الاحتلال، عن قضية فلسطين ، وهم يكذبون عندما يظهرون صوتهم الخافت المستنكر ، بعد أن ايقنوا أنهم باعوا قضية فلسطين بثمن بخس في سوق النخاسة.

لك من شعب العراق ومن مناضليه النشامى وصوتهم العروبي الهادر، ومن كل عربي شريف ، تحية وتقدير وعرفان ، يا تاج عزنا ورفعة رؤوسنا، ، وأنت علمها المشرف الذي يرفرف في الآفاق ، ياشهيدة الكلمة ، لتكون نبراسا للأجيال العربية، في أن يكون يوم إستشهادك يوما لرسالة الكلمة، وأيقونة لانطلاقتها، يحتفل به العالم أجمع..وأنت ترقدين في جنات الخلد آمنة مطمئنة، مع الشهداء والصديقين، إمتثالا لقوله تعالى " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" ..ولرسالة أمتنا المجد والخلود.