بقلم: صلاح صبحية

شيرين أبو عاقلة أيقونة الصحافة الفلسطينية التي تربعت على عرش الحقيقة في كبد السماء ، المناضلة الفلسطينية التي وثْقَت جرائم العدو الصهيوني على مدى خمسة وعشرين عاماً قضتها صحفية خدمت قضيتها الفلسطينية بالصورة والكلمة ، وهي تنقل الحقيقة من ميدان الصراع إلى كل اتجاهات الأرض ، لتؤكد للعالم حقيقة هؤلاء الغزاة الصهاينة أنهم يعملون على اقتلاع فلسطين أرضاً وشعباً من ذاكرة العالم ومن الخارطة الجغرافية والسياسية .

لقد قضت شيرين أبو عاقلة نَحبَها اليوم وهي توثق جريمة العدو الصهيوني المستمرة ضد مخيم جنين ، لتكون هي رسالة الحقيقة لكل العالم بأن ما يجري على أرض فلسطين هو حرب إبادة لشعبها الذي يقاوم الغزو الاستعماري الصهيوني الاستيطاني منذ مائة عام ونيف وما زال صامداً في وجه هؤلاء الغزاة مدافعاً عن حق وجوده على أرضه .

شيرين أبو عاقلة استشهدت اليوم برصاص العدو الصهيوني لتدخل كل المحافل الدولية شهيدة وشاهدة على جرائم الاحتلال ضد الشعب العربي الفلسطيني، ولتعلق جرس الحق والحقيقة على منابر تلك المحافل صارخة في وجوههم أن يكونوا صادقين مع أنفسهم ولو مرة واحدة ، وأن يكونوا مع الحق والحقيقة ويعلنوا فشل المشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني على أرض فلسطين، وبأنّ فلسطين ليست أرضاً بلا شعب وبلا تاريخ لكي تقيموا عليها مشروعكم الاستعماري الاستيطاني .

شيرين أبو عاقلة باستشهادها اليوم وحدت كل أبناء الشعب العربي الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم ليعلنوا حقيقة الصراع مع الغزاة الصهاينة بأنه صراع وجود لا نزاع حدود .

شيرين أبو عاقلة ترحل إلى علياء السماء راضية مرضية ، وأنها آثرت أن تكون فداءً لجنين ومخيمها معلنة أن الحقيقة على أرض فلسطين لا يمكن للغزاة الصهاينة طمسها باستهدافهم وقتلهم لها ، وأن الشعب الفلسطيني سيستمر في نضاله حتى دحر الغزاة الصهاينة عن أرضه .