بقلم: بيد جورج
ولدت صديقتي لدى عائلة همّها الوحيد إنجاب الذكور، أمّا الفتيات ليس لهن وجود، وإن كانوا متواجدات.
ذات ليلةٍ ذهبت الأمّ إلى الطيب، قال لها مبروك مدام أنت حامل بفتاة من هذه اللحظة شاء القدر أن تكون صديقتي الفتاة المعذبة...
جاءت والحزن معها، وجمالها لم يغيّر شيئًا في الأمور.
عاشت طفولتها بألم كل من حوليها يتعامل معها كأنها ولد، وليست بنت، مضت الأيام بسرعة كبيرة رغم الألم والحزن اللذين كانا يرافقانها طوال الوقت.
كانت تسمع كلمة واحدة، لماذا لم تكن ولدا، ولكن هكذا شاء القدر..
أصبحت في الصف الأول الابتدائي، كانت تذهب إلى المدرسة كي تنسى ما يجري في المنزل، كانت كسولة جدًا ليس لأنها تريد ذلك، بل لأنها كانت تعتقد بأن كسلها سيجعل الأهل يهتمّون بها بعض الشيء، كان التعليم آن ذاك إلزاميًا من الصف الأول الابتدائيّ إلى الصف السادس الابتدائيّ، ولم يكن هناك أحدًا يسقط ويعيد السنة، الجميع كان ناجحًا النشيط والكسول، مرّت ست سنوات عليها هي نفسها لا تعلم كيف، ولكن كان اعتقادها أنها ستبقى صغيرة ولأن الصغار لا يكبرون...
ولم تعلم أن بالعلم فقط ستكون وتحقق ذاتها..
كان عقلها صغيرًا ليعرف ما هو الأنسب لها..
الجميع كان يقول لها لم يكون لديك حظ حين أتيت إلى هذه العائلة، وأصبحت في السابع عشر من عمرها، كانت الأخت الأصغر لخمس بنات، وصبيّ واحد، الأخ الأكبر كان أخًا فقط، ولا تعلم شيئًا عن معنى الإخوة والاحتواء كأخ أكبر..
وهي لم تكن تعرف لماذا هذا التصرّف، ما هو ذنبها الذي لم تكن تعلم شيئًا عنه، وكما ينصّ قانون الطبيعة تزوج جميع الإخوة، وذهبوا كلهم إلى قدره الذي اختارته له الحياة، وبقت هي مع والديها،
بدأت تدرك أن فشلها في التعلّم، لم يؤذي أحدًا غيرها، ولم يكون هناك من أحد يقدّم لها النصيحة....يتبع
صديقتي والمرض
تاريخ النشر : 2022-04-16