المحاسبة الإلكترونية بقلم محمد يزيد زهير الناظر
تاريخ النشر : 2022-01-20
المحاسبة الإلكترونية          بقلم محمد يزيد زهير الناظر
محمد يزيد زهير الناظر


المحاسبة الإلكترونية

بقلم: محمد يزيد زهير الناظر

ما هي المحاسبة الإلكترونية؟

ظهرت المُحاسبة الإلكترونية بظُهور الإنترنت، حيث بِدأت الشركات في الانتقال إلى استخدام برامج المُحاسبة الإلكترونية وقواعد البيانات عبر الإنترنت؛ إذ تُتيح قواعد البيانات حفظ الحسابات عبر الإنترنت بطريقة تُسهل على المُستخدمين الوُصول إليها دون صرف الأموال أو بذل الجُهد والطاقة والمحاسبة الإلكترونية (Electronic Accounting) أو

 (E-Accounting) تعني تقديم جميع خدمات المُحاسبة التقليدية ولكن عبر الإنترنت، حيث يتم العمل على تسجيل المُعاملات في قواعد البيانات ويُمكن الوُصول إليها من خلال الأجهزة المُختلفة المُتصلة بالإنترنت؛ كالهواتف المحمولة، وهذا بدوره يُساهم في التقليل من الوقت والجهد المُستهلك في الوصول إلى خدمات المُحاسبة التقليدية.

ما أبرز مزايا عيوب المحاسبة الإلكترونية؟

أحدثت الثورة الرقمية نقلةً نوعيةً في جميع المجالات الاقتصادية وهذا بدوره أدى لإحداث تغيير في أساليب الأنشطة المُحاسبية، كالمُحاسبة الإلكترونية التي تُعد إحدى التطورات على المُستوى الدولي ومن أبرز مزايا وعيوب المحاسبة الإلكترونية ما يأتي: مزايا المحاسبة الإلكترونية تتيح برامج المُحاسبة الإلكترونية تقديم تقارير مالية فورية عن تقييم الأسهم والربح والخسارة والرواتب وتحليل المبيعات وغيرها من الأُمور المُحاسبية التي تقوم بها غالبية الشركات 

وفيما يأتي بعض أهم إيجابيات المُحاسبة الإلكترونية:

إمكانية الوصول الشامل:

تُتيح برامج المحاسبة الإلكترونية إمكانية الوُصول إلى قواعد البيانات خلال الوقت والزمن الفعليين من خلال الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، مما يزيد من سُرعة تلبية طلبات العُملاء، على سبيل المثال: يقوم أحد تُجار مواقع التجارة الإلكترونية بتسليم طرد للمُنتجات من أجل إيصالها إلى للعميل، وبنفس الوقت يتصل عميل آخر لمعرفة أسعار مُنتج آخر، من خلال هذه البرامج تمكن التاجر من الوُلوج إلى قاعدة بياناته الخاصة بالمُنتجات والتحقق من سعر المُنتج وبذلك يُحقق تسليم مُنتجين خلال وقتٍ واحد.

توفير التعاون:

إن استخدام برامج المُحاسبة يُسهل التعاون بين فريق عمل قسم المُحاسبة على الرُغم من التباعد الجغرافي، على سبيل المثال: إذا قام أحد المُوظفين ببيع مُنتج في فرع دلهي فإن هذا المُنتج سيظهر أنه تم بيعه للمُوظف في فرع مومباي.

سهولة الحُصول على المعلومات وتحديثها:

إن استخدام برامج المُحاسبة الإلكترونية يُتيح إمكانية استخدام البيانات لمُستخدمين مُختلفين في الوقت نفسه، كما أن هذه المعلومات ستكون مُحدثة نظرًا لأن السجلات يتم تحديثها تلقائيًا عند إدخال البيانات المُحاسبية أو تخزينها، وفي حال كان هُنالك أي خطأ فإن وُصول عدد أكبر من أعضاء قسم المُحاسبة سيُساعد على تدارك الأخطاء وتصحيحها بسرعة.

توفير الأمان:

إن تطوير برامج مُحاسبة إلكترونية يهدف لتوفير حماية صارمة تمنع المُتسللين من الوُصول إلى المعلومات واختراقها، مما يضمن توفير الأمان اللازم للمعلومات المُحاسبية.

 الموثوقية والكفاءة:

تضمن برامج المُحاسبة تأدية الوظائف المُتكررة دون تعبٍ أو مللٍ وهذا بدوره يُؤدي لتأدية الوظائف بطريقةٍ فعالةٍ وموثوقةٍ للغاية، كما يضمن ذلك استخدام الوقت والمواد بطريقةٍ أفضل.

توفير التقارير اللازمة:

تُمكن هذه الأنظمة الإلكترونية من إنشاء التقارير المُحاسبية كدفتر النقدية وميزان المُراجعة وغيرها من البيانات المالية التي يُمكن الوُصول إليها بسهولة، مما يُسهم في إدارة الوقت الفعلي ومُراقبة الأعمال والتحكم فيها.

عيوب المحاسبة الإلكترونية

 تتعدد المزايا التي تتمتع بها المُحاسبة الإلكترونية إلا أنه وعلى الرغم من ذلك هنالك بعض السلبيات التي تُواجهها أنظمة المُحاسبة الإلكترونية نظرًا لوجود العديد من المشاكل الناتجة عن استخدام أجهزة الكمبيوتر، على سبيل المثال: من الممكن أن تضيع البيانات بسبب تلف الأجهزة أو البرامج أو حتى بسبب انقطاع التيار الكهربائي قبل حفظ البيانات أو وُصول أحد الفيروسات إليها وغيرها من العُيوب التي يُمكن أن تُواجهها المُحاسبة الإلكترونية.

وفيما يأتي بعض سلبيات المُحاسبة الإلكترونية:

التكلفة المُرتفعة:

تحتاج أجهزة الكُمبيوتر مع مرور الوقت إلى الاستبدال كما أن برامج المُحاسبة الإلكترونية تحتاج إلى التحديث من أجل ضمان توفير الإصدار الأحدث وهذا بدوره قد يكون مُكلفًا، كما أن تكلفة تدريب المُوظفين على الإصدارات الأحدث تكون مُكلفة بدورها.

حدوث اضطرابات في العمل:

إن استخدام أنظمة مُحوسبة جديدة يؤدي لحدوث خسارة في وقت العمل وفي بيئة العمل، كما أن المُوظفين يخشون على أنفسهم من أن يتم استبدالهم بهذه الأنظمة، مما يُؤدي إلى حدوث بعض الاضطرابات في بيئة العمل.

حُدوث فشل في النظام:

إن مخاطر التعطل التي يُمكن أن تتعرض لها أجهزة الكُمبيوتر قد تكون أحد أهم سلبيات المُحاسبة الإلكترونية كونها تُؤدي لفقدان العمل وخاصةً عندما لا يتم الاحتفاظ بنسخة احتياطية، وهذا الذي بدوره سيُؤدي إلى استهلاك الوقت في حال عدم وجود نُسخة احتياطية.

حُدوث أخطاء غير مُتوقعة:

يُمكن أن تتعرض أجهزة الكُمبيوتر إلى أخطاء غير مُتوقعة في النظام وكونها لا تمتلك القُدرة على التحكم في الأخطاء أو اكتشافها فإن هذا يُعد عقبة في طريقة سير الأعمال.

المحاسبة الإلكترونية والمحاسبة التقليدية من حيث التكاليف

تتمحور التكاليف المُرتبطة بالنظام التقليدي حول استخدام الورق وأقلام الرصاص، وقد يبدو للوهلة الأولى أن هذا أرخص من أن تقوم الشركة بتوفير جهاز كمبيوتر وطابعة وبرامج المُحاسبة الإلكترونية، إلا أن النظام اليدوي يتوقف عند نُقطةٍ مٌعينة ألا وهي توفير المُوظفين ذوي الخبرة. بينما تعمل المُحاسبة الإلكترونية من خلال توفير برنامج المُحاسبة الذي يتطلب تكلفة مُسبقة ومن ثُم يتم التعاقد مع مُحاسب لإعداد الحسابات وتدريب صاحب العمل على استخدام البرنامج وهذا بدوره يُؤدي لجعل البرنامج أكثر فعالية من حيث التكلفة، إذ لا يحتاج أصحاب العمل فيما بعد إلى الدفع مُقابل أي شيء، فكل ما يلزم هُو شراء البرنامج وإعداده.

 المحاسبة الإلكترونية والمحاسبة التقليدية من حيث النسخ الاحتياطي

 يظهر الفرق بين المحاسبة الإلكترونية والمحاسبة التقليدية من حيث النسخ الاحتياطي عند فُقدان البيانات؛ ففي المُحاسبة التقليدية يُعد تلف الأوراق أو إتلافها أحد أسباب فُقدان البيانات والتي تحتاج إلى إعادة إنشاء العمل مُجددًا من أجل الحُصول عليه، بينما في المحاسبة الإلكترونية فإن الأنظمة المُحوسبة تعمل على توفير خيار النسخ الاحتياطي من خلال عدة وسائل، مثل: الاحتفاظ بها على قُرص مضغوط أو محمول أو حتى عبر الإنترنت، وهذا يُمكن الشركات من استعادة البيانات من النُسخة الاحتياطية عند الحاجة إليها.

المحاسبة الإلكترونية والمحاسبة التقليدية من حيث الوصول للمعلومات والأمان

تُتيح المُحاسبة التقليدية الوُصول للمعلومات في أي وقت وفي أي زمان من خلال استخدام الأجهزة اللوحية أو باستخدام الهاتف الذكي، فكُل ما يلزم هو توفير اتصال بالإنترنت وإمكانية الوُلوج إلى الخادم والحُصول على المعلومات، بينما تتطلب المُحاسبة التقليدية الذهاب إلى مكان العمل وتفحص الأوراق والبحث فيها، كما تضمن المُحاسبة الإلكترونية توفير الأمان للبيانات حيث إن مُجرد إدخالها في الكُمبيوتر يضمن الاحتفاظ بها وإبقائها آمنة وخاصةً عند إجراء نسخ احتياطي لها على الإنترنت في حال ضياع جهاز الكمبيوتر أو تلفه يُمكن الوُصول للبيانات من خلال الإنترنت، بينما في المُحاسبة التقليدية فإن الأوراق يُمكن أن تُفقد بسهولة أو تُتلف بسرعة.

تختلف المحاسبة الإلكترونية عن التقليدية من حيث الدقة والوقت والتكاليف والنسخ الاحتياطي والأمان ولكل جهة أو مؤسسة سياستها التي تجعلها تفضل واحدة على الأخرى.

هل ساهمت المحاسبة الإلكترونية في تقليص الفساد المالي؟

يُعد استخدام المُحاسبة الإلكترونية من الطُرق التي تتكفل مُتابعة المُعاملات المالية وجميع العمليات المُحاسبية من تتبُع للنفقات وإعداد للتقارير التي تشمل حسابات القبض والحسابات الدائنة ودفتر الأُستاذ العام، كما تعمل على تتبع المخزون وإدارة علاقات العُملاء وتحديث البيانات، فامتلاك برنامج مُحاسبة إلكترونية يشبه وُجود مُستشار مالي داخلي، مما يدُل على أن دور المُحاسبة الإلكترونية في الرقابة يُعد دورًا مُهمًا.

ويُعد الفساد أحد الأسباب الرئيسة للفقر والناتجة عن الافتقار للمساءلة والشفافية، حيث إن استخدام نظام المُحاسبة اليدوي يُساهم في الزيادة من الفساد وقد يكون الفساد عبارة عن التحايل في القواعد الرسمية المُتعلقة بصُنع القرار كما أن الفساد يحصُل نتيجةً لاستخدام المنصب أو الرُتبة للمصلحة الشخصية، وعليه يُعد استخدام المُحاسبة الإلكترونية أحد الأسباب التي تُساهم في تقليص الفساد المالي وخاصةً في القطاع العام، حيث تُعد الحكومة الإلكترونية من العوامل التي تُساعد على التنمية الاقتصادية والتقليل من الفساد.

لذا فإنه لا بُد من الأخذ بعين الاعتبار الدور الهام الذي تلعبه المُحاسبة الإلكترونية كونها تُمثل دورًا هامًا في الرقابة نظرًا للكفاءة والشفافية التي تُتيحها كما أن جميع المعلومات والبيانات ستكون مُتاحة لمن يحتاج للاطلاع عليها والتدقيق فيها والبحث عن أوجه الفساد التي رُبما ستكون موجودة، وبالتالي يُمكن التقليص من الفساد المالي باستخدام المُحاسبة الإلكترونية.

محمد يزيد زهير الناظر

مدقق حسابات رئيسي

مجموعه طلال أبو غزاله العالمية