حروب في عالم مجهول (الحرب السيبرانية) بقلم جلال نشوان
تاريخ النشر : 2022-01-04
حروب في عالم مجهول 

(الحروب  السيبرانية) 

بقلم: جلال نشوان

تغيرت الأحوال وتبدلت الأمور ، وفي كل يوم يشهد العالم صراعات محمومة ، بين الدول العظمى ، وٱخر تلك الصراعات ، هي الحروب السيبيرانية ، صراع في فضاء سيبراني  ناتج عن  بيئة تفاعلية رقمية تشمل عناصر مادية وغير مادية، مكوّنة من مجموعة من الأجهزة الرقمية، وأنظمة الشبكات والبرمجيات، 

عالم مجهول ، مليئ بالغرائب والعجائب : 

فمن منا يتخيل في كل ١١ ثانية يقع هجوم   إلكتروني في منطقة ما في هذا العالم ؟!!!!!!!!

هجمات سيبرانية تسببت بخسائر مادية فادحة لدولة عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية  التي تعرضت لعدة هجمات بفيروس  عطل مواقع وشبكات أكثر من 1000 شركة أمريكية، وكذلك في ظل الحرب الألكترونية الجارية بين العديد من الدول  التي طالت  مؤسسات عسكرية ومدنية حيوية، يتوقع خبراء أن تصل خسائر الهجمات الإلكترونية عالمياً في نهاية عام 2021 إلى قرابة 6 تريليونات من الدولارات 

وفي الحقيقة : 

القضية في غاية التعقيد ، حيث تعد مشكلة الانتهاكات والهجمات الإلكترونية ذات طبيعة معقدة ومتطورة، وبالتالي لا يوجد طريقة واحدة تقي من كل الهجمات الإلكترونية، ومن هنا بدأ الخبراء في رحلة البحث ،  للتخفيف من مخاطر انتهاكات بياناتها وأعمالها، من خلال خطط  لتوفير إطار فعال  لدرء  المخاطر،  وسلامة  البيانات والمعلومات 

وعندما التقى الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين  في جنيف لم تتركز المحادثات بينهما على القضايا التقليدية لنزع السلاح أو المقايضات المعتادة.

وتركزت محادثاتهما  على قضية جديدة فرضت نفسها، وهي الهجمات الإلكترونية التي تتعرض لها منذ سنوات مؤسسات الحكومة الفدرالية والأجهزة المحلية والشركات الخاصة في الولايات المتحدة

وفي إطار درء  المخاطر والتهديدات تحاول الدول وضع خطط لتفعيل  الأمن السيبراني  للتقليل من حدوث الأضرار التي يمكن أن تسببها أي تهديدات وهجمات إلكترونية

حيث أنها تركز على منع تلك الهجمات ...

 لكن اليوم، على الرغم من أن الوقاية من الهجمات لا تزال ضرورية، إلا أن تركيز الأمن السيبراني أصبح غير منصب عليها فقط ،بل تحولت لوضع برامج وتقنيات  لمنع الاختراق، لذا فإنها توعز لكبار الخبراء   لإعداد خطط شاملة مسبقة للتهديدات وتحديثها بانتظام ومن هنا تعطي أهمية كبيرة  للأمن السيبراني القيام بها، فبمجرد وقوع أي حادث، يمكن للمؤسسة اتباع خطة لمواجهة ذلك

ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً

أما ٱن الأوان للأمة أن تكون جزءاً مؤثراً من مايحدث في هذا الكون ؟

لقد فشل النظام الرسمي العربي في إحداث أي تأثير على الساحة الدولية وإرتضى  لنفسه أن يرتمي بأحضان الأمريكان ، مع أن الأمريكيين لا صداقة لهم ، وكما قال المثل 

(المتغطي بالأمريكان عريان) 

أمتنا  أمة مجيدة وتزخر بالكفاءات من العلماء في كل الميادين ، ويبقى السؤال :

لماذا الغرب يستثمر تلك الطاقات العملاقة بينما النظام السياسي العربي يهمل تلك الطاقات ، ويغلق كافة الطرق أمامها ، حيث يحاول الإرتقاء بالفاشل ، حتى ينجح ، أما العرب يفشلون الناجح !!!! 

الفجر قادم بإذن الله وسيأتي يوم تشرق فيه الشمس وينقشع الظلام