تجاعيد السياسية الصهيونية بقلم جلال نشوان
تاريخ النشر : 2022-01-04
تجاعيد السياسية الصهيونية           بقلم جلال نشوان
جلال نشوان


تجاعيد السياسية الصهيونية

بقلم: جلال نشوان

في أكبر مؤامرة.استعمارية  قذرة تبنت الدولتان الإستعماريتان  ( الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا) مشروع المنظمة الصهيونية العالمية إلغاء حقوق شعبنا الفلسطيني وإحلال القومية اليهودية وإقتلاع شعبنا من جذوره ، 

حلّت أحداث النكبة الفلسطينيية ، حيث كانت بريطانيا في ذلك الوقت القوة الكبرى الأولى في العالم وكانت أمريكا عدوة الشعوب تدير الأمور في الظلام الحالك 

لقد تأسست المنظّمة الصهيونية تأسست( عام 1897)، على يد اليهودي( ثيودور هرتزل) ، وكانت قائمة على ديباجات وخلفيات دينية وتراثية وقومية يهودية، حيث انتهجت مبدأ إحتلال فلسطين ، لما تتميز به من موقع جغرافي فريد ، لتكون موقعا لتنفيذ المؤامرة الاستعمارية الكبرى 

وفي الحقيقة: 

في ظل الظروف التي خلقتها بريطانيا من أجل إتاحة الفرصة للحركة الصهيونية لتثبيت أقدامها على فلسطين  أعلنت الحكومة البريطانية اعتزامها الانسحاب من فلسطين بتاريخ (14 أيار 1948) . فأخذت الحركات الصهيونية في تصعيد حرب الإبادة المنظمة وأعمال العنف مستخدمة كافة الأساليب لبث الذعر في نفوس عرب فلسطين لإجبارهم على الفرار من بيوتهم مما يمكنها من أخذ الأراضي خالية من السكان، فقامت لهذا الغرض بتنفيذ العديد من المجازر البشعة ضد المدنيين، ومنها المذبحة التي نفذتها العصابات الصهيونية في قرية دير ياسين، بالقرب من القدس في( 9 نيسان 1948)، والتي أسفرت عن مقتل ما يقرب من ثلاثمائة شخص بينهم نساء وأطفال وشيوخ، حيث تم إيقافهم بجانب الجدران وإطلاق النار عليهم بشكل عشوائي، والتاريخ الفلسطيني حافل بالكثير من المذابح والمجازر التي ارتكبها الكيان الغاصب منذ نشأته بحق الشعب الفلسطيني.

وبحلول(14 أيار 1948 )موعد إنهاء الانسحاب البريطاني من فلسطين أعلن عن قيام دولة إلكيان الغاصب على الأرض الفلسطينية، الأمر الذي أعقبه دخول وحدات من الجيوش العربية للقتال إلى جانب سكان فلسطين، حيث أسفرت الحرب عن وقوع القدس الغربية بالإضافة إلى مناطق أخرى تقارب أربعة أخماس فلسطين تحت السيطرة  الصهيونية والتي تجاوز بكثير الأراضي التي نص عليها قرار التقسيم، وبقيت القدس الشرقية تحت سيطرة الأردن، وتوقف القتال بعد توقيع الأردن وإلكيان الغاصب  اتفاقية لوقف إطلاق النار في( 30 تشرين الثاني 1948) 

ومنذ تلك الأيام السوداء ، الحالكة الظلام ، وحتى يومنا هذا  وعصابات القتل والإجرام  والإرهاب الصهاينة ، وشعبنا يواجه الأمرين وللأسف المجتمع الدولي الذي يدعي التحضر والرقي يغمض عينيه عن حقوق شعبنا  وهو  أمام اختبار حقيقي لتطبيق الشرعية الدولية ومبادئ حقوق الإنسان

كل محافظات الوطن والقدس المحتلة  تحت نيران الاحتلال وبشكل يومي وعلى مدار الساعة، في عدوانٍ وحشي وبشع يهدف إلى استكمال عمليات اسرلة وتهويد وضم القدس وتفريغها من أصحابها الأصليين، وإلى تكريس سيطرة الاحتلال على ما تبقى من الأرض الفلسطينية  وتخصيصها كعمق استراتيجي للاستيطان الاستعماري بأشكاله كافة، وفي استباحة مستمرة لأرض دولة فلسطين أقرب ما تكون إلى عملية قرصنة واختطاف للضفة الغربية المحتلة وإخراجها تماماً من أية عملية سياسية تفاوضية وفصلها عن أية جهود دولية وإقليمية مبذولة لإحياء عملية السلام ، ذلك كله بقوة الاحتلال وعنجهيته وبقرار صهيوني  رسمي تشرف على تنفيذه حكومات المستوطنين  المتعاقبة.

 إن ترجمات هذا المشهد الدموي تتصاعد يومياً بأشكال مختلفة ومتواصلة من الجرائم والانتهاكات التي تؤكد بشكل قاطع أن دولة الاحتلال وقادتها معادية للسلام وتبحث عن مخارج تضليلية للمسؤولين الدوليين لتغطية هذه الحقيقة، بل وأكثر من ذلك، تقوم حكومة المستوطن بينيت  يومياً وكأنها تسابق الزمن في حسم قضايا المفاوضات النهائية من طرف واحد وبقوة الاحتلال، وتحدد علاقاتها مع الدول بما فيها الإدارة الأمريكية بناءاً على مدى دعمها أو رفضها للخطوط الحمراء البارزة لمشروعها الاستعماري التهويدي التوسعي في الضفة الغربية المحتلة، وهو ما يفسر تصعيد الاحتلال ومنظماته الاستيطانية الإرهابية من عدوانها المتواصل ضد شعبنا وأرضه ومقدساته وممتلكاته، كثابت لا يتغير من ثوابت من تجاعيدهاالسياسية  تجاه الأرض الفلسطينية المحتلة.  

إن عمليات القمع الوحشية ضد أبناء شعبنا  في باب العامود، الاستباحات اليومية واقتحامات المسجد الأقصى المبارك، اقتحام قادة المتطرفين( بن غفير وسموتريتش )الاستفزازي لباب العامود والبلدة القديمة، وإبعاد رئيس لجنة إعمار المقابر الإسلامية بالقدس عن مقبرة اليوسفية في باب الاسباط، وكذلك عمليات الاعتقال الجماعية ضد المواطنين المقدسيين بمن فيهم الاطفال والفتية والنساء والطلبة، استمرار عمليات هدم المنازل والمنشآت وتوزيع اخطارات بهدم اخرى كما حدث في سلوان، مخططات التطهير العرقي المتواصلة ضد المواطنين المقدسيين من أحياء وبلدات القدس كما هو الحال في سلوان وحي الشيخ جراح وغيرها، في عملية استعمارية قل نظيرها لتكريس ضم القدس وفصلها عن محيطها الفلسطيني والحاقها بدولة الاحتلال. 

هذا المشهد الإجرامي الذي سيطر على شعبنا قبل العام ١٩٤٨ هو ذاته يتكرر بالقدس حالياً، ويتواصل ببشاعة أكبر ضد الوجود الفلسطيني الوطني والإنساني من استمرار عمليات سرقة ومصادرة وتجريف الأرض الفلسطينية كما حصل  في واد رحال جنوب بيت لحم، إلى تقطيع وإبادة ٣٠٠ شجرة زيتون في بلدة المزرعة الغربية شمال رام الله ومنع المواطنين من الوصول إليها، سرقة ثمار الزيتون ومعدات زراعية في قريوت جنوب نابلس، تجريف واغلاق الطرق المعبدة والزراعية لمنع المواطنين من الوصول إلى أراضيهم وقطف ثمار زيتونها، استمرار حرب الاحتلال لفرض سيطرته التهويدية على المواقع التاريخية والدينية والأثرية التي تقع في قلب المناطق الفلسطينية كما حصل مؤخراً في اقتحام المستوطنين للمنطقة الأثرية في سبسطية، وغيرها من انتهاكات وجرائم الاحتلال التي تسيطر على واقع وحياة أبناء شعبنا في محافظات الوطن 

إنها تجاعيد السياسة الصهيونية القذرة ، فهذا :

ديدنهم 

والإرهاب متأصل في فسيولوجيتهم 

والقتل والإجرام من طبائعهم 

ورغم ركام الٱلام ، سيركلهم شعبنا المناضل بإذن الله إلى من حيث أتوا من وراء البحار

الكاتب الصحفى جلال نشوان