"إسرائيل" تقامر بحياة الأسير أبو هواش
تاريخ النشر : 2022-01-04
"إسرائيل" تقامر بحياة الأسير أبو هواش

بقلم: خالد صادق
 
يبدو ان حكومة الاحتلال الصهيوني الهشة لا تدرك ابعاد المقامرة بحياة الأسير البطل هشام أبو هواش, او انها تغامر لأجل إرضاء المجتمع الصهيوني الذي يرى في تراجع «إسرائيل» امام إضرابات الاسرى الإداريين دليلا على ضعفها وعدم قدرتها على انفاذ قراراتها الإدارية بحقهم, وبالتالي أصبحت الحكومة الصهيونية الهشة والتي لا تملك استقلالية قرارها نظرا لإدراكها ان انسحاب أي عضو كنيست اواي ائتلاف يعني سقوطها فورا, باتت امام خيارين أولهما محاولة إرضاء المجتمع الصهيوني من خلال التصعيد العسكري ضد غزة, وهذا معناه الدخول في معركة غير محسومة النتائج وقد تؤدي لإسقاط الحكومة, والخيار الآخر هو فكفكة الازمات مع الوسطاء والتعاطي مع مطالب المقاومة الفلسطينية لإيجاد حل وانهاء الحصار المفروض على قطاع غزة منذ خمسة عشر عاما, وانهاء سياسة الاعتقال الإداري بحق الفلسطينيين, والافراج عن الأسير البطل هشام أبو هواش الذي يخوض معركة الاضراب عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيوني منذ مائة وثلاثين يوما, لكن في النهاية حركت «إسرائيل» الوسطاء بعد تصاعد تهديدات فصائل المقاومة الفلسطينية, وعندما لمست إصرارا من فصائل المقاومة على حقهم في الرد على جريمة الاعتقال الإداري بحق الأسير هشام أبو هواش في حال استشهاده لا سمح الله, اتجهت لتصعيد العمل العسكري في قطاع غزة, وقامت الليلة الماضية بقصف مناطق عدة في القطاع, بحجة اطلاق المقاومة لصواريخ وصلت الى شواطئ يافا وتل ابيب, ولم تقبل رواية الفصائل بان الصواريخ انطلقت تلقائيا لسوء الأحوال الجوية, لكن الرد كان محدودا لان خيار المواجهة العسكرية لم يحسم لديها.

«إسرائيل» لديها اعتبارات أخرى كثيرة في حال اتخاذ قرار بمواجهة عسكرية مع فصائل المقاومة الفلسطينية, وذلك في اعقاب المعادلات الجديدة التي فرضتها المقاومة بعد ملحمة سيف القدس البطولية, فالفصائل بادرت بتهديد الاحتلال اذا ما استشهد الأسير أبو هواش لا سمح الله, وهذا يعني ان الفصائل الفلسطينية قد تكون هي البادئة بالمعركة, كما ان «إسرائيل» تخشى من زيادة العمليات العسكرية في الضفة الغربية والقدس المحتلة, وهى تحذر من انتفاضة جماهيرية في وجه الاحتلال, كما تخشى من حراك شعبي جماهيري في المنطقة تضامنا مع الاسرى الفلسطينيين ودعما للمقاومة, في وقت تتباهى فيه «إسرائيل» انها ماضية في سياسة التطبيع واقامة التحالفات مع الدول العربية, وحكومة نفتالي بينت المجرمة لا يمكنها ان تضمن نتائج أي عدوان قد يشنه الجيش الصهيوني على قطاع غزة, لأنها ستدفع ثمنه فورا, كما دفعه من قبل الصهيوني المجرم بنيامين نتنياهو, فالمقامرة بحياة الأسير أبو هواش لها ثمن, والمقامرة بعملية عسكرية على غزة لها ثمن, والمقامرة بالاستجابة للوساطات العربية لها ثمن أيضا, لذلك تبحث حكومة بينت المرتبكة عن مخرج, بحيث لا تبدو انها تراجعت امام فصائل المقاومة الفلسطينية واستجابت لمطالبها بوقف اعتقال الأسير أبو هواش, وبالتالي يهاجمها الكيان الصهيوني المتطرف ويعمل على اسقاطها, لذلك يتحرك الوسطاء لإيجاد حلول تحفظ ماء وجه بينت وحكومته, والى هذا الوقت رفضت كل الأمور المطروحة إسرائيليا لأنها لم تلق قبول هشام أبو هواش واسرته او قبول المقاومة للحلول المطروحة, ولا زالت الجهود تبذل من الوسطاء بما يضمن الافراج عن الأسير أبو هواش.

اسرة الأسير أبو هواش حذرت من اقدام الاحتلال على تغذية ابنها الأسير هشام قسريا, وطالبت المؤسسات التي تعنى بالأسرى بالتدخل لحماية الأسير وطالبت بحراك جماهيري وشعبي كبير للضغط على الاحتلال, فقد بات الاحتلال الصهيوني يخشى من استشهاد الأسير هشام وان هذا سيمثل بداية لمواجهة عسكرية مع فصائل المقاومة الفلسطينية, لذلك هو قد يلجأ للتغذية القسرية عندما يدخل الأسير أبو هواش في غيبوبة, فالاحتلال لديه أساليب غير قانونية في التعامل مع الاسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام, وطالما ان الاحتلال يحاول ان يتجنب مواجهة عسكرية مع الفصائل, فعليه ان يستجيب للوسطاء ويوقف قرار الاعتقال الإداري بحق أبو هواش, لكن المعروف عن الاحتلال دائما, انه يناور حتى الانفاس الأخيرة, ويحاول الرهان على الوقت, ويعمل على تحقيق مكاسب اذا ما اقدم على الاستجابة للوسطاء, وفي حالة الأسير هشام لمسنا ان الاحتلال يتعنت, ويتعامل بمنطق جديد بعد ان خسر كل معاركه السابقة امام الاسرى الإداريين المضربين عن الطعام, ويبدو ان عملية انتزاع الحرية التي نفذها اسرى الجهاد الإسلامي في سجن جلبوع المحصن, أسست لواقع جديد في التعامل الصهيوني مع الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال, وقد تزايدت عمليات القمع والعزل للأسرى, وتم سحب العديد من الإنجازات التي حققوها طوال سنوات الاسر بتضحيات كبيرة, والأسرى داخل السجون يراقبون عن كثب ما يحدث في معركة الأسير البطل هشام أبو هواش, ويستنفرون لمواجهة أي مستجدات لخوض معركة النصرة لرفيقهم أبو هواش, والأيام القادمة حبلى بالأحداث التي قد نرى فيها جديداً سواء بالحل او التصعيد.