صدور رواية "نصف إنسان" للكاتب اليمني نجيب نصر
تاريخ النشر : 2021-12-18
صدرت عن دار كتارا للنشر، الدوحة- قطر، رواية (نصف إنسان) للكاتب اليمني نجيب نصر، وقد جاءت الرواية في 240 صفحة من الحجم المتوسط، وقد اشتمل الغلاف الأخير على تعريف مختصر للكاتب، ونبذة عن الرواية:

"رواية تسجل التقلبات التاريخية التي شهدتها قرية السّاقية، إحدى القُرى اليمنية"

يعود عبد الرحيم الغازي إلى قريته بعد تغرب سنوات طويلة.. يجد القرية تغيرت، لكن عقلية الناس لم تتغير، يعيشون الحياة باستخفاف كبير بين مجالس القات المليئة بالحكايات السطحية..

في ظل تلك الحياة الرتيبة تشيع بينهم حكاية ظهور المرأة الغامضة التي سمعوا حكايتها في الماضي بأنها تسببت في مقتل الشيخ عبد المعين في مطلع الثمانينيات، يستغلها كبار القرية فيروجون لها، ويشيعون بأنها حقيقية، ويتلقفها الناس بالتحليل وسرد الحكايات حولها..

في الليلة التي أقيمت فيها المبارأة النهاية لكأس العالم، يشاهد عبد الرحيم شخصا في المقبرة، ويشيع الأهالي أن ذلك الشخص هو الـ(نصف إنسان) الذي أرعب القرية في الماضي.

تقع أحداث في القرية، من بينها تعليق جثة غريبة فوق الطولقة العملاقة، ليبدأ الرعب يعصف بالقرية ويشتت أهلها من ديارهم، ويظل عبد الرحيم يراقب الأحداث ويسجلها في دفتره ويربط بينها وبين الحوادث التي عصفت بالقرية في الماضي وشردت أهلها عن الديار".

وكان الكاتب، قد نشر في صفحته على الفيس مقتطفا من الرواية، نعيد نشره هنا:

"لم تنقشع الغيوم عن القرية في ذلك النهار، حتى جاء المساء فاجتمعت ظلمة الغيوم وظلمة الليل.. التف الضباب حول المقبرة، كأنه يتستر على جرائم القرية وخطاياها.. كانت الريح تعزف لحنا شجيا حزينا بعيد الصدى"

كأنين مسافر تائه جاء الصوت:

لن تعودوا للديارْ   بعدما صارت قفارْ

واطلبوا العيش بعيدا خلف أمواج البحارْ

بيتان من قصيدة قديمة، يتذكرها الأهالي ويغنونها في مختلف مواسم العام، فلم يكن لها موعد محدد للغناء كبقية ترانيم الفلاحين.. زعموا أنها لفلاح قديم نظمها بعد الزلزال الذي ضرب القرية، فتفرق بعدها الأهالي في الأودية والجبال المجاورة، ونزح بعضهم إلى قرىً وبلدانٍ بعيدة، بسبب الجوع والخوف، ولم يعد أحد يسمع عنهم شيئا..

انفض الناس عن المجلس، وعادوا إلى منازلهم، وفي المساء تموقع الحرس في أماكنهم حاملين أسلحتهم، وكشافات الضوء. كان الليل مظلما، والمقبرة مقفرة، والضباب يلتف حول القرية كمشنقة.

كانت ليلة للريح والكلاب، هكذا عايشتها.. تداخلت الأصوات.. كان رنين الصدى يتشكل فوق حواف المنحدرات، وشوامخ الصخور في جبل العين، وبين أغصان الأشجار حيث تنعب بومة في الظلام ينبعث الموال القديم..

لن تعودوا للديار  لن تعودوا للديار

ونامت القرية تترقب فجرا باسما ينتشلها من همودها المميت"..

ونجيب نصر، من مواليد قرية بني غازي بمدينة تعز اليمنية عام 1984، يقيم في غرناطة بإسبانيا. تخرج في كلية الآداب جامعة تعز عام 2009، وحصل على الماجستير تخصص (نحو – لسانيات) عام 2012 من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس- المغرب، ثم على الدكتوراه في التخصص نفسه عام 2018.

وكانت روايته (نصف إنسان) قد فازت بجائزة كتارا للرواية العربية، فئة الروايات غير المنشورة عام 2020.