الزهو يمتشق العكاز بقلم د:فـرج الجطيلاوي
تاريخ النشر : 2021-12-05
الزهو يمتشق العكاز 

بقلم: د:فــــــرج الجطيلاوي

(1)
أنتفضت كبرى مدن الجنوب ضد قرار ماسمي بالمفوضية العليا للإنتخابات برفض طلب الترشح للرئاسة من قبل "سيف معمر" الذي ظلمته النزاعات المتزمتة البغيضة. تقدمت صفوف المنتفضات والمنتفضين إمرأة ستينية العمر.لم تتلق تدريبا في التعبيئة داخل فرق ما يعرف بالمجتمع المدني. أطلق عليها الصبية والصبايا الحاضرون بحبور لقب "المشيرة سدينة".

جاءت تحرك عزيمتها عكازها الخشبي. لم تأبه للمليشيات المتربصة وخريجي معاهد مهمة إعطاء الإحداثيات.
 
سدينة تمتشق العكاز مثلما امتشقت البندقية في صباحات لم تغرد الطيور مرحبة بشمسها بيد أن طيور الناتو ألأبابيل أحتلت السماء الجنوبية في تلك الأيام منذ عشر سنوات مقيتة مضت.
 
وقفت شامخة تصوب بعكازها نحو بزات عسكرية مشبوهة تقف امام باب المحكمة . أرسلت نظراتها بعينيين كعيني شيهانة" أنثى الصقر"محذرة تلك البزات من مغبة أي فعل.

كانت حشود الرفض لتسيس القضاء تقف في مواجهة غير متكافئة مع مليشيات ما يسمى بــالكرامة" منذ لحظات أمام باب المحكمة الذي كان مغلقا .إلا أن حضور سدينة رجح الكفة. صارت الحشود تتزايد . يذكرون بعضهم أن هذه المحكمة نقيض تلك التي تجمعت أمامها مجموعات ما أطلقت عليه فضائيات التحريض البغيض الممنهج "الربيع"في بنغازي. هنا يتصدر المشهد العفوي حضورسدينة "بنت جبيل" ولا تنقله الفضائيات المسعورة ، وهناك كانت تصرخ فيه سهام "بنت سرقيوة" حاقدة وهي تسرد ألأكاذيب وتذكر أسماء المغتصبات المزورة بفخرأمام الشاشات الفضائية وتثني على رفيقاتها المأجورات اللائي يهللن للناتو ويتحلقن حول عراب الربيع"هنري ليفي". 

لم تجرؤ واحدة من نساء العرب ذات مرة عبر التاريخ المفاخرة بذكر كلمة "ألإغتصاب " حتى في السر، ولا حتى في ألأساطير والخرافات.

(2)
أنقشع الوجل عن النفوس التي كانت تترقب قدوم القضاة للبث في قضية ترشيح "سيف الله القذافي".

كانت الحشود تتململ فيما سدينة تقول لهم بلغة عفوية : "إما يقبل ترشح سيف أوتحرق بطاقات ألإنتخاب". هذا ولد وطن ماهو مزدوج الجنسية . هذا راجل ما جي من "سلفانيا" تقصد من ولاية بنسلفانيا. ما علمه "أردوغان". و لا لبس النياشين في "الكرمن" تقصد "الكرملين"

قال شاب من الواقفين قرب منها داعما لحديثها : تسلل من منفاه الجبلي في غفلة من النخب الفاشلة والضباع الهرمة ليقدم ترشحه لرئاسة دولة لا زالت معلقة على سلم الفشل!.

لم يعهد احد من حكومات فبراير المتعاقبة هذه اللغة المباشرة الصارمة إلا عبر الفضائية الخضراء . أو بعض المحللين السياسيين عبر فضائيات من هنا وهناك.
 
استمرت سدينة تصول وتجول وقد فسحت النسوة لها الطريق فبقت تتصدرهن على نحوغير مسبوق وهي تتوكأ على عكازها. لم يحدث من قبل ان واجهت إمرأة من هذا التراب بعكازها ما قد تؤل اليه قضية تعبث بها ألأطماع وتتقاذفها الضغائين ويحيط بطموحها الغموض.

ايقنت في أعماقها أن عكازها هذا هو الضمير البا حث عن الحقيقة في زمن إستحسان الرداءة.

(3)
عندما دخل القضاة المحكمة تحت ضغط البند السابع، أدركت سدينة إن المرجفين في العاصمة وفي بنغازي لا مناص لهم إلا أ ن يستبدلوا تمردهم المزيف بالشعور بالندم.
 
تداول المعتصمون عبارة "قبلت القضية"، ورددت النسوة عبارة: "قبلت عريضة ترشح سيف". هلل الرجال والشبان والصبيان والصبيات وألأطفال المتحلقين حول "المشيرة سدينة" "الله أكبر" . أنطلقت المسيرات تجوب شوارع معظم المدن والقرى الجنوبية بعيد إعلان الحكم ألإجابي غير أن سدينة أستمرت مترقبة وهي تحرك عكازها بزهو حذر وتحدث نفسها ا لجامحة التي تترقب ألأيام القادمة.