هيرتسوغ يدنّس الحَرَم الإبراهيمي ضمن مخطط التهويد بقلم علي أبو حبلة
تاريخ النشر : 2021-12-02
هيرتسوغ يدنّس الحَرَم الإبراهيمي ضمن مخطط التهويد
 
بقلم: المحامي علي أبوحبله
 
مرّة أخرى، يختار رئيس الكيان الإسرائيلي افتتاح عهده ليعبر عن دعمه للمستوطنين ومشروع الاستيطان والتهويد في خطوه استفزازيه للفلسطينيين والمسلمين جميعا ، من خلال اقتحام الحرم الإبراهيمي في الخليل، مشرّعاً بذلك الباب على موجة جديدة من المواجهات مع الفلسطينيين الذين ردّوا بالرباط في المسجد، وتحذير كيان الاحتلال من الكلفة الباهظة لمثل هذه الاعتداءات
بعد فشل الاحتلال في تمرير مخططه في المسجد الأقصى بإحداث تغييرات جوهرية في المسجد الأقصى، وخشيته من أن تؤدي أيّ فعاليات دينية فيه إلى تفجير الأوضاع وبيقينه أن الأردن يقف بالمرصاد لأي محاولات للمس بمكانة المسجد الأقصى باعتبار أنه صاحب الوصاية والولاية الهاشمية على المقدسات في القدس ، توجّه الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هيرتسوغ، لإضاءة ما يُسمّى "شمعة حانوكا" في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة، بمشاركة قادة المستوطنين في الضفة الغربية، وسط استنكار فلسطيني ودعوات إلى الرباط في الحرم. وبالتوازي مع ذلك، حوّلت سلطات الاحتلال المكان ومحيطه إلى ثكنة عسكرية، وعزّزه بقوات أكبر من المعتاد، في وقت نظّمت فيه جهات يسارية مثل حركة "السلام الآن" و"كسر الصمت"، تظاهرات بالقرب من المسجد احتجاجاً على مشاركة هيرتسوغ في الحفل. واعتدى جنود الاحتلال على المحتجّين لإجبارهم على فضّ وقفتهم، فيما أفاد رئيس تجمع "شباب ضدّ الاستيطان"، عيسى عمرو، بأن الخليل تحوّلت إلى منطقة عسكرية مغلقة تقريباً، حيث هناك جندي إسرائيلي كلّ 10 أمتار، وتشديد على الحواجز، وإعاقة لحركة الطلاب والمواطنين وهم في طريقهم إلى عملهم. وشارك في الاقتحام، إلى جانب هيرتسوغ، المئات من المستوطنين، وتبعتهم مسيرة في البلدة القديمة، تخلّلتها اعتداءات بالحجارة وتكسير للأملاك وإطلاق شعارات عنصرية وشتائم ضدّ أهالي المنطقة.

وأشعل هيرتسوغ شعلة ما يُسمى "عيد الأنوار - الحانوكا" يرافقه الحاخام الرئيس لجيش الاحتلال شاي أبرمسون، وزعم هيرتسوغ قائلًا: "رغم كل التعقيدات تزداد قوة الارتباط اليهودي بمدينة الخليل، و"مغارة همكفلا" (المسجد الإبراهيمي)، مع تراث الأمهات والآباء التي لا جدل فيها، ويجب أن يكون الاعتراف بهذا التقارب فوق كل جدل".ويشكل اقتحام هرتسوغ للحرم إعلانا صريحا وواضحا عن رعايته لمخططات المستوطنين ودعم جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني.

ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من مدينة الخليل، بالمنطقة التي يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويسكنها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي ، ويدعي المستوطنون أحقيتهم في العديد من الأماكن التاريخية الإسلامية بالضفة، فيما تنفي الدراسات والأبحاث العلمية والدراسات التاريخية تلك المزاعم.

تمضي سلطات الاحتلال قدما في سلسلة إجراءات تهويدية للمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل (جنوب الضفة الغربية)، وكان آخر حلقاتها المصادقة النهائية على مشروع يسهل اقتحام المستوطنين للمسجد. ورئيس الوزراء الحالي بينت ، وزير الدفاع السابق في حكومة نتنياهو صادق على مصادرة أراض تقع بمحاذاة المسجد الإبراهيمي خصصت لإقامة ممر ومصعد وجسر لمقتحمي المسجد من المستوطنين، خاصة لذوي الإعاقات، وأوعز إلى منسق أعمال الحكومة السابق في الأراضي المحتلة كميل أبو ركن باتخاذ كل ما يلزم لتنفيذ المشروع.

اقتحام رئيس دولة الاحتلال للمسجد الإبراهيمي ، يأتي بعد يومين من إعلان المصادقة على بناء 372 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة كريات أربع،وإضافة إلى استمرار المستوطنين في بناء 31 وحدة استيطانية في مجمع الحافلات الكراج القديم والذي استولت عليه قوات الاحتلال في العام 1980 وحولته لقاعدة عسكرية، وفي العام 2017 قدم المستوطنون طلبا للحصول على تمويل من الحكومة الاسرائيلية، والتي رصدت في العام 2018 أكثر من 21 مليون شيكل كميزانية لبناء هذه المستوطنة الجديدة في قلب الخليل. وبحسب حركة السلام فإن وزير جيش الاحتلال هو الوحيد القادر على منع إقامة هذه المستوطنة إن أراد هو ذلك.

حركة السلام الآن وهي حركة إسرائيلية تقدمت مع بلدية الخليل بالتماس لمحكمة الاستئناف الإسرائيلية ضد قرار حكومة الاحتلال ببناء هذه المستوطنة، و ردت هذه المحكمة الطلب، ومن المنتظر أن تذهب السلام الآن وبلدية الخليل للمحكمة العليا الإسرائيلية. وياتي ذلك تزامنا مع قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بالسماح للمستوطنين ببناء مصعد كهربائي يمتد على طول أكثر من 90 متر إضافة لمصادرة قطعة ارض تابعة لبلدية الخليل لهذا الغرض.

ويذكر أن تقسيم الحرم الإبراهيمي مكانيا وزمانيا تم في عام 1994 بعد المجزرة الرهيبة التي ارتكبها احد المستوطنين وراح ضحيتها 29 مصليا وأصيب اكثر من 150 مصليا كانوا ركعا سجدا بين يدي الله في صلاة فجر الجمعة. حيث قررت لجنة شمغار الاحتلالية تقسيم المسجد الاسلامي و اغلاق العديد من الشوارع والطرق المفضية للمسجد الابراهيمي، وتم تحويله الى ثكنة عسكرية. محاط ببوابات حديدية والكترونية وجنود مدججين بالسلاح.