الإحباط النفسي أو خيبة الأمل.. الأسباب والعلاج بقلم إبراهيم شواهنة
تاريخ النشر : 2021-12-02
الإحباط النفسي أو خيبة الأمل :الأسباب والعلاج 

بقلم: إبراهيم شواهنة

قد تسود لدى البعض خاصة فى هذه الايام مع تزايد الضغوط والاحوال الغير مرضيه بضم الميم مشاعر سلبيه من عدم القبول او الرضا او الاحباط. فاذا كان شعورك ميالا للاستسلام والعجز، وكانت الرغبه فى الانطواء والعزله مسيطره عليك وإذا كانت الأفكارالسوداويه ومشاعر اليأس تدور في رأسك وتسيطر عليك فلا بد أن لديك مشاعر من الاحباط ولابد لك من التخلص منها . ويؤكد علماء النفس أن الإحباط من أخطر المشاكل التي يتعرض لها الإنسان بصورة مستمرة في حياتنا اليومية لما له من تأثير سلبي على سلوكياتنا وصحتنا النفسية.

فالإحباط هو حالة شعورية تطرأ على الشخص حين يتعرض لضغوط اجتماعية أو نفسية لا يستطيع مواجهتها تؤدي به إلى التوتر والاستسلام والشعور بالعجز، ويتكرر هذا الإحساس مثلا حين يتعرض الإنسان للفشل فى موقف ما او عدم تحقيق رغبة ملحه او هدف من الاهداف او موت عزيز لدينا او حتى التعرض إلى مناوشات في الطريق العام او اختلافات في العمل مع الرؤساء أو الزملاء وحتى بعد العوده إلى المنزل او الدخول في مشاحنات أسرية، مما يؤدي به إلى الانسحاب والانطواء والشعور بالإحباط. 

ومن ثم نلاحظ ان الاحباط ليس التعرض للمواقف الصادمه او التعرض للفشل وانما هو ما يترتب عليها من مشاعر نفسيه سالبه مضاده للصحة النفسيه الايجابيه . اذن فالاحباط مسئله نسبيه ومن ذلك:

انه قد يكون الاحباط حاله فرديه تصيب شخصا معينا . وقد يكون عاما ويشمل مجموعه من الافراد.

تباين مدي التاثر الأفراد بالمواقف الاحباطية , فهو يظهر قويا وشديدا عند شخص مقابل ظهوره لدى شخص اخر ضعيف القوة ولاتاثير له بينما يظهر عند شخص ثالث بشكل حاله من الرضا والتكيف.

قد تكون حالة الاحباط ناجمة عن عوائق خارجية تعمل علي حدوث الاحباط وابرز هذه العوائق تاتي الحاله الاقتصاديه للفرد المحبط بسبب فقدانه مصدر الرزق والمعوقات الاخري اضافة الي العوامل الثقافية التي تقف عائقا بسبب أتجاهها نحو التمييز او العنصرية او التعصب بشكل عام . وكذلك هنالك ظروف العمل ومدي تاثيرها علي قدرة الفرد للتكيف أو عدم تكيفه معها مما يوقعه في حالة الاحباط.

قد تكون حالة الاحباط ناجمة عن عوائق داخلية ، هي في حد ذاتها عوائق نفسية أو جسمية.

أن ادراك الشخص لمواقف الاحباط تستند إلي مجموعة عوامل من ابرزها أ- دوافع الفرد وطبيعة هذه الدوافع من حيث مدي تأثيرها وقوتها وطول مدتها ومدى تحققها للناحية الاشباعية.
ب- مدى ثقة الفرد بذاته حيث تلعب الفروق الفردية دوراًهاماً في هذا المجال وليس بخاف أن ثقة الفرد بنفسه من العوامل المهمة في دحر الاحباط وابعاده مقابل عدم الثقة بالنفس حيث لا يتمكن الفرد هنا من السيطرة على حالات الاحباط التي قد يتعرض لها.

ج- شروط البيئة ومدى ثقة الفرد بهذه الشروط التربوية الاجتماعية والاقتصادية ومايتبع ذلك من الضوابط والانظمة التي قد تدفع أو لاتدفع لحالات الاحباط .وهنا يجب التأكيد على أن ادراك الفرد في حالة الاحباط يتوقف على مدى قوته أو ضعفه في مجموعة القيم التي تتمثل في (الأنا الأعلى) ممثل هذه القيم قد تقف عائقاً أمام اشباع حاجة معينة لدى الفرد ولكن الفرد هنا قد لايشعر بشدة الاحباط بسبب أن عدم اتشباع هذه الحاجة يتوافق مع مبادئه وقيمه ومعتقداته.

ومن انواع الاحباط
احباط داخلي :وهو ناجم عن صفات شخصية ذاتية للفرد وذات علاقة بوجود عاهات عقلية أو جسمية أو اعراض مرضية .
احباط خارجي: وهو ناجم عن عوامل بيئية تحيط بالفرد مثل العادات والقيم والتقاليد الاجتماعية إضافة إلي الظروف الاجتماعية كالفقر والحاجة …إلخ.
احباط ايجابي: وهو ناجم عن وجود عائق يرفقه تهديد قوي يحول دون اشباع حاجة ملحة ومثال ذلك وجود رغبة لدى شخص في الخروج من منزله لقضاء حاجة ما لكن تساقط الثلج بغزارة يمنعه من ذلك.

احباط سلبي: هو ناجم عن وجود عائق لا يرفقه تهديد قوي يحول دون تحقيق الحاجة ومثال ذلك شاب يرغب في شراء رداء مفضل لديه ولكن يعزف عن ذلك.

احباط اولى: هو يمثل شعور الفرد بالحاجة مع وجود ما يحقق اشباعه ومثال ذلك شعور الانسان بالجوع مع عدم وجود الطعام .
احباط ثانوي: هو يمثل شعور الفرد بحاجة وبوجودها امامه – أي وجود ما يحققها ويحقق اشباعها – وفي الوقت ذلك شعوره بوجود عائق يحول دون تحقيق حالة الاشباع ومثال ذلك شعور الانسان بالجوع والطعام موجود إلي جانبه ولكن هنالك عوائق تـقف حائلا دون الاقدام علي الاكل.

ومن المنظور الايمانى نجد ان الاحباط لا يتأتى الا بتعلق الفرد الشديد او الزائد بأمور الدنيا واعراضها من مال وبنون ونساء وحاجات ومقتنيات ورغبات او طموحات ...وعندما يفشل الفرد او لا يستطيع تحقيق ذلك او الوصول اليه فإنه لا يؤمن ويحتسب وانما يصاب بمشاعر من خيبة الامل وعوارض نفسيه سالبه من القلق والاكتئاب والضيق والضجر واليأس وعدم الاقبال على الحياة او العمل وقد يفكر فى ايذاء نفسه بطريقة او اخرى او حتى الانتحار !! .فالنظره الايمانيه هى التى تشكل هنا حجر الزاويه فى مشاعر الاحباط فالمؤمن الحق هو الذى ينظر الى هذه المصائب والكروب على انها ابتلاءات واختبارات وهو قى جميع الاخوال فائز او مأجور كما انها تشكل دافع له للتغلب عليها او النجاح من خلالها وهكذا كل الناجحين هم لم يجدوا الطريق مفروش بالزهور والرياحين.

وللتغلب على ذلك من الناحية الايمانية لابد من التمسك بالايمان الصادق واليقين بقدر الله وان هذه كلها اعراض دنيويه زائله وهو مفارقها لا محالة ... طال الامد او قصر مع الاخذ بالاسباب والتوكل على الله حق توكله.

ومن هذه الاسباب
ـ التهدئة الذاتية: أي اتباع طرق التنفيس عن النفس بأخذ شهيق عميق وزفير بطيء.
ـ تفريغ المشاكل أولا بأول وذلك بالدعاء واللجوء الى الله اولا واخير ثم بالفضفضة والتحدث لصديق أو أي
انسان مقرب او حبيب
ـ إذا أحس الإنسان برغبة في البكاء فيجب ألا يتردد وألا يكابر بحبس دموعه.

ـ الترويح المباح الجميل ومنها الخروج إلى الأماكن العامة المفتوحة حتى يستطيع التعبير عما يجول بخاطره.
ـ تدريب النفس علي استيعاب المشاكل اليومية وذلك باسترجاع الذاكرة بأن هذا الموقف المحبط قد ألم به من قبل وأمكن التغلب عليه.. إذًا فهو قادر على التغلب عليه أيضا هذه المرة.. وهكذا.
ـ تبسيط الضغوط النفسية بحيث يتعامل الإنسان مع أي مشكلة على أن لها حلا .

ـ ممارسة الهوايات لأنها تنقل الشخص إلى حالة مزاجية أكثر سعادة.

ـ أن يركز الإنسان على التفكير في إسعاد الآخرين ويبتعد عن التفكير في مشاكله ويقلل من التركيز عليها.

ـ يجب أن نتذكر أن دوام الحال من المحال وأن بعد العسر يسرا وأن الوقت كفيل بإنهاء هذه الحالة المزاجية السيئة.

ـ الاهتمام بالغذاء وتناول البروتينات الحيوانية والنباتية وعسل النحل والقرفة وغيرها من الأغذية التي تحتوي على الأحماض الأمينية، تلك الأحماض هي مضادات طبيعية للإحباط وقانا الله واياكم شر الاحباطات.