حينما تذكّرتُ العدمَ بقلم عطا الله شاهين
تاريخ النشر : 2021-11-29
حينما تذكّرتُ العدمَ
 
بقلم: عطا الله شاهين

لا أذكر بأنني دخلت إلى العدم منذ سرمد هكذا بتفكير عقلاني.. أذكر بأن عقلي توقف عن التفكير في أي شيء، عيناي كانتا تبحثان عن إجابة حول ماهية العدم، تركت عيني بلا إغماض حتى أدرك أين أنا في اللامساحة، لم أتحرك منذ سرمد، فلا حيز للتحرك سوى الدوران حول ذاتي، رغم تعبي من ضيق اللامكان، كانه خُيل لي بأنني أحدث ذاتي عن العدم، الذي لا يمكن تخيّله.. أذكر بأنني كنت أقف على شرفة زجاجها ملون وفي يدي صورة للعدم، فقلت: هل أنا دخلت إلى هذه الصورة، وغبت عن وعيي دهرا، ولكنني أتذكر الآن صوت العتمة في العدم.. كان الصوت بلا ضجيج، رغم أن اللامكان لا يمكن تخيله بقوانينه الميتافيزيقية، إلا أنني تذكرت العدم، وتذكرتني وأنا معدم.. ففي العدم لا حياة تشبهني.. لا روتين يضجرني هناك لا تفكير، فقط كنتُ في انتظار حتى يعود العقل للتفكير، والتّذكّر أين كنتُ؟..