د.مثال صبري ..مثال للإعلامية المتألقة في سماء الأصالة والإبداع بقلم حامد شهاب
تاريخ النشر : 2021-11-23
د.مثال صبري ..مثال للإعلامية المتألقة في سماء الأصالة والإبداع

بقلم: حامد شهاب

د.مثال صبري ، سيرة حافلة بكل ما يسر الخاطر ، وهي معطرة بأريج الإبداع والتفوق والأناقة والتميز، في كل مراحل دراستها ، الى أن دخلت قسم الاعلام بكلية الاداب جامعة بغداد في الثمانينات!!

ووجدت مثال صبري الطالبة بقسم الإعلام وفي جريدة الإعلام في بداية مسيرتها ، أنها الساحة الرحبة لتطوير قدراتها الصحفية ، على شاكلة زملائها وزميلاتها الأخريات، لكي تجيد إتقان الفنون الصحفية وفن التحرير الصحفي وكتابة المقال والتحقيق الصحفي ، وكل الفنون التي ينبغي ان تدرس موادها لمن يعمل في الميدان الصحفي، وعملت في مجال الصحافة وهي لا تزال طالبة في قسم الاعلام !!

وكانت قد درست بقسم الاعلام تاريخ العراق وتاريخ الصحافة العراقية والعالمية والقانون والفلسفة واللغة الانكليزية وقواعد اللغة العربية وعلاقتها بالصحافة ومواد الرأي العام والحرب النفسية ، وكثير من الزملاء يتذكرون ما نشرته من مواد صحفية لاقت إستحسان أساتذتها وزملائها، فكانت جريدة ( الإعلام) كذلك احدى التجارب الصحفية المتواضعة التي تشكل خميرة العمل الصحفي في بدايات مراحله الأولى، ، كما عملت بمجلة صوت الطلبة وايضا في جريده الثورة قبل التخرج، وقامت بالتدريس في معاهد عليا لاحقا!!

تبوأت د.مثال صبري بعد تخرجها من قسم الاعلام مناصب عليا بدوائر الدولة المهمة ، وكانت عضوة المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنساء العراق، وعضوة رئاسة تحرير مجلة المرأة الصادرة عن الاتحاد ورئيسة قسمها السياسي ، كما تولت رئاسة تحرير صحيفة الجندر، وقد صقلت كل تلك المهام مواهبها في الصحافة والعمل النسوي ، وأبدعت فيه أيما إبداع!!

تميزت لغتها العربية في العمل البحثي والاعلامي بلغتها المحكمة والعبارة الجزلة والقدرة على سبك حروف اللغة العربية لتستخرج منها لآليء ودرر وتصوغ لها سبائكها الذهبية ، لتظهر اللغة العربية بكل رونقها وجمالها ، وهي التي كانت متميزة في درس اللغة العربية منذ نعومة أظفارها، وجاء دخولها الى قسم الاعلام وتجاربها الصحفية في ادارة مؤسساته لتصقل تلك التجرية وتضيف لها مواهب ، أهلتها لأن تكون ممن رفعن شأن اللغة العربية وحافظن على مكانتها، وما أن تتمعن بين ثنايا مفرداتها حتى تجدها بارعة في صياغة العبارات ، لتوحي للآخرين انها متمكنة من لغتها وهي تجيد سبك حروفها بأناقة وباهتمام ، حتى تفوح منها روائح عذوبة الحرف وعطر المعاني ودلالة وجمالية المضمون ، وهي سمات كل مبدعة واصيلة ومتفوقة ، يشهد لها زملاؤها وزميلاتها بأنها كانت على تواصل معهم ، ولديها مع الكثير من زميلاتها وهن في درجات علمية واكاديمية مختلفة علاقات طيبة يسودها الاحترام والتقدير !!

لقد وجدت د. مثال خلال وجودها بمقر إقامتها في مصر بعد عام 2003 ، بعد ان غادرت سوريا ، أنها الواحة التي توفر لها كثيرا مما تتمناه مع زملاء وزميلات كثيرات تواجدن في هذا البلد الذي غمرهن بالترحيب وحسن الاقامة ، وهن كوادر عراقية عليا تستحق مكانات العلا ، ولولا أزمة الوطن ومحنته وظروفه التي كانت على غير مايرام لما إضطرت للسفر الى خارج بلدها، وتحملت أعباء الغربة !!

للدكتورة مثال صبري ذكريات جميلة في بغداد، فهي ليس بمقدورها أن تنسى نسمات نهري دجلة والفرات ولا أحياء بغداد ولا شوارعها ورموزها الشامخة التي كانت تعبق بالجمال والروعة منذ السبعينات والثمانينات ، وهي التي تتذكر كل مراحل دراستها مع زميلاتها وزملائها، وتجد في إبتعادها عن أهلها وربعها وديارها وجيرانها معاناة الشوق والاشتياق بلا حدود، وتتمنى العودة لبلدها عندما تتحسن أوضاعه في القريب العاجل، بعون الله، وهي مع بقية ماجدات العراق من قدمن له مايستحق من تقديم الخدمة والابداع في مختلف مجالاته، فكن صابرات محتسبات لكل أهوال الوطن ، وما حل به قبل الاحتلال وما بعده من أهوال، وكانت اياما عصيبة يوم وجدن أقدام الاحتلال وقد وطأت أرض بلدها، وهن اللواتي لم يصدقن أن يكون حال العراق على هذه الشاكلة، يوم كان عزيزا آمنا مرفوع الرأس تهابه الدول وتحترمه وتحسب له ألف حساب!!

أمنيات الدكتورة مثال أن يكبر إبنها (أيمن) وهي التي سهرت عليه الليالي وربته تربية صالحة ، وهو طاقة شبابية واعدة ، ووفرت كل سبل الإرتقاء بدراسته في مصر، برغم ظروف المعيشة ومتطلباتها ، وهي تريد إيصاله الى مرحلة يكمل فيها مسيرة والده رحمه الله، وليكون لها نصيرا وعامود دار ، تعتمد عليه ، عندما تراه وقد تسلق وظيفة او فرصة عمل أو مهنة تليق به وبعائلته، ذات الإرث الوطني العراقي المعروف .. فلها من كل زملائها وزميلاتها ومن تربطها بهم علاقة من أي نوع كل محبة وتقدير واجلال واحترام!!