سيمفونية الهزال بقلم فاطمة الزهراء العلوي
تاريخ النشر : 2021-11-01
سيمفونية الهزال 

بقلم فاطمة الزهراء العلوي


1
لو التمنيات الهزيلة
"ليت الزمان يعود إلى الوراء "
هي ذي جملتنا في / لو / ، هذه الـ / لو / الهزيلة ـ كضِرْعٍ مثقوبٍ / وحائط آيل للسقوط
لكن مهلا ..
فقبل هزالنا الحر ، كانت هرَمِيّة الحضور ـ حضورنا الحالم سخية الوهم / كانت مثقلة بالإشباع ،ومشبعة إتقانا.
انتصرنا لبعض وقت ، وتودّرنا في هذا الانتصار وصدّقنا الحكاية: الكانون لا ينطفىء شعلة عند دقات صدق..
انتصرنا لبعض وقت
وحدها القبرة الوحيدة التي شهدت هذا الانتصار ، كانت تنتحر ألف مرة على سدرة انتهاء
وكان الحلم قد وقع فصل الختام..

2
الوجاهة الكاذبة
عند خاصرة الضوء تنفضح الوجاهة الكاذبة ، وتنكسر خيوط الشعاع على المنحدرات
أنت قماش على وتر الليل يسري ، قلت ذات موْجتين ،طفتا على خد غَدٍ مَدّ ذراعيه مؤتزرا بالحنين ..
حينها لملم المساء رشده ُ ، وسحب ما تبقى في المقلتين من ندى أو إعصار؟؟

3
فبركة
لم تصب الهدف الذي رسمته ،حين ألقيت بصنارتك تجاه حقول الخزامى
فرائحتها أكبر من أن تغطى بمزيل روائح / مفبرك /
تصدع صليلك حتى قاع القبو، تصدأ ، تغبر ،
فلا صدى يردد ولا سيارة ترمي بدلوها لـ تُرى ..

4
علاقة مريبة
ننفعل وفي انفعالنا غصة
نموت ألف موتة
وفي كل موتة تنتصر انتكاساتنا وينتصر من شرد فينا الهدوء
قد نغادر المكان / الزمان / لكن في الحقيبة تبقى الصورة عالقة
ندما نشد على أطراف الحديث الذي كان
ندما نقول :ليتنا كنا من غابر الزمان
علاقتنا بالواقع سيئة وبالصفحة مريبة وبالحياة رهينة هزال
علاقتنا مشدودة بخيْط عنكبوت ، كلما مسّته الريحُ انكسر

5
تجاعيد
في السطور القليلة التي تبيح للبياض زرقة السماء ، تزاورني الحكايا ..
خريف مد ألسنته تجاعيد في رواق دربنا العتيق
غابت صيحات الصغار هوسا بالكرة المستديرة
غابت طلات الجارات الأنيقة ، وأنا والذكرى رفيقة
والنهر شاهدا : كان الشتاء صامتا دون مطر ، يجتر الخيبة تلو الخيبة ،مذ نحروا الربيع على أكف صغيرة ..