إجحاف وتمييز "أونروا" تجاه فلسطينيي لبنان بقلم فتح وهبه
تاريخ النشر : 2021-10-27
إجحاف وتمييز "أونروا" تجاه فلسطينيي لبنان

بقلم: فتح وهبه

استغرب اللاجئون الفلسطينيون في لبنان التحرك الخجول الأخير لوكالة "أونروا" والذي ترجم بتقديم معونة مالية طارئة بقيمة 40 دولاراً اميركياً للأطفال الفلسطينيين في لبنان من عمر صفر حتى 18سنة في الوقت الذي كان يتوجب أن يكون التوزيع شاملاً لجميع اللاجئين كباراً وصغاراً، ومستداماً إلى حين انتهاء الأزمة الاقتصادية في لبنان، لأن وكالة "أونروا" أولاً مسؤولة عن إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بشكل عام ولأن الوكالة عندما تتحدث هي تتحدث باسم جميع اللاجئين وعندما تطلق نداء استغاثة هي تطلقه أيضاً باسم جميع اللاجئين، ولأن المجتمع الدولي أيضاً وأيضاً عندما يقدم المال لوكالة الأونروا هو يقدمه إلى جميع اللاجئين الفلسطينيين وليس لشريحة محددة منهم، لكن وكالة "أونروا" عندما تستلم المال من الجهات المتبرعة تقوم بتوزيع بعضه فقط على المسجلين لديها في لوائح برنامج العسر الشديد وهذا شكل من أشكال التمييز وتصرف مزاجي ومجحف وغير عادل بحق باقي اللاجئين الغير مسجلين في اللوائح وهذا الأمر يتعارض مع ما يدلي به المسؤولين في الوكالة أمام المتبرعين، وكان المفوض العام لوكالة "الأونروا" فيليب لا زاريني قد أكد على هامش زيارته الماضية لبروكسل والتي تزامنت مع الذكرى الخمسين للشراكة الإستراتيجية بين "الأونروا" والاتحاد الأوروبي على ضرورة الإستمرار في تقديم المساعدات للاجئين للفلسطينيين حتى الوصول لحل عادل يشملهم. إن الوكالة عندما تتحدث مع المجتمع الدولي من أجل مساعدة اللاجئين الفلسطينيين هي تتحدث معاهم من منظور سياسي(حتى الوصول لحل عادل يشملهم) وعندما تستلم الأموال من المجتمع الدولي هي تتعامل مع اللاجئين من منظور آخر، حيث تخصص بعض المال (للمستفيدين من برنامج العسر الشديد فقط) وتستثني باقي اللاجئين الغير مسجلين وهذا التصرف فيه غش وكذب وافتراء على المجتمع الدولي وعلى اللاجئين انفسهم، لأن الأموال التي تحصل عليها الوكالة يجب أن توزع على عموم اللاجئين وليس فقط على من هم في لوائح برنامج العسر الشديد.
 
نعم إن "أونروا" مسؤولة بشكل عام عن تأمين إحتياجات اللاجئين الفلسطينيين وتأمين حياة كريمة لهم إلى حين إيجاد حل عادل لهم، فأين الحياة الكريمة هذه واللاجئ الفلسطيني في لبنان بلا إغاثة وبلا استشفاء كامل، يموت على أبواب المستشفيات نتيجة إفتقار عيادات "أونروا" إلى أدنى التجهيزات الطبية وإلى أصناف كثيرة من الدواء، الأمر الذي يدفع اللاجئ الفلسطيني إلى شرائه من جيبه الخاص إن توفر المال لذيه أو تأمينه من بعض الجهات المتبرعة ؟!.أين الحياة الكريمة واللاجئ الفلسطيني بلا متابعة من طرف وكالة الأونروا في ظل تداعيات الأزمة الإقتصادية اللبنانية الخانقة وجائحة كورونا، يعيش على هامش الحياة، بلا حلم بلا امل، بالكاد يستطيع تأمين قوت عيشه اليومي وتأمين إحتياجاته الأساسية نتيجة الغلاء الفاحش في الأسعار وتدهور العملة اللبنانية ؟!

كل هذا على مرأى ومسمع وكالة الأونروا المتقاعسة الفاشلة في مهامها العاجزة عن إعتماد خطة طوارئ اغاثية عاجلة.
أين الحياة الكريمة وقد حولت وكالة الأونروا غالبية الشعب الفلسطيني إلى فقراء ومتسولين يطرقون ابواب الجمعيات والمؤسسات الإجتماعية طلباً للمساعدة والعون، بعدما حولت قضيتهم من قضية سياسية إلى قضية إنسانية بإمتياز وبالرغم من ذلك هي فشلت في كلتا الحالتين، السياسية والإنسانية، فهي لم تعمل على مساعدتهم على الصمود والتمسك بحقّ العودة وتقديم التعويض العادل لهم، وايضاً لم تساعدتهم على تجاوز الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة التي تمر بها البلاد والتي جعلت المخيمات الفلسطينية ترزح تحت وطأة الفقر المدقع ؟!.

أين الحياة الكريمة والمجتمع الفلسطيني في لبنان يعيش مرارة عذابات اللجوء والشتات من خلال فصول جديدة من الإهمال المتعمّد من «أونروا» والمجتمع الدولي؟!. أين الحياة الكريمة والمخيمات الفلسطينية قد باتت بيئة خصبة لإنتشار الظواهر الإجتماعية لا سيما المخدرات نتيجة إرتفاع معدل الفقر والبطالة فيها إلى مستوى مخيف وغير مسبوق ونتيجة سياسة التقليصات المتبعة واللامبالاة من طرف وكالة "أونروا" وعدم تحمل الأخيرة مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، الشئ الذي يهدد مستقبل المخيمات الفلسطينية ويشوه صورتها ويحول العيش فيها إلى جحيم لا يطاق، وهذا الأمر بمثابة انتهاك لكرامتهم الإنسانية،؟!.

أين الحياة الكريمة وسياسة التوظيف لذى وكالة الأونروا باتت رهينة لنفوذ أشخاص متنفذين في المؤسسة الدولية وتخضع للوساطة والمحسوببات؟ !. أين الحياة الكريمة واللاجئ الفلسطيني بلا كهرباء وبلا ماء وبلا أمل همه الوحيد الهجرة خارج البلاد بعدما أيقن أن لا مستقبل له في هذا البلد المحروم فيه من حقوقه المدنية ويعاني أزمة اقتصادية ومالية هي الأسوأ في تاريخه.
أين الحياة الكريمة والإهمال المتعمّد من «أونروا» والمجتمع الدولي قد لعب دوراً كبيراً في توفير بيئة خصبة لإنتشار الظواهر الإجتماعية لا سيما المخدرات في المخيمات الفلسطينية، الأمر الذي سوف يؤدي إلى مخاطر صحيّة واجتماعية كارثية على المجتمع الفلسطيني؟!.
 
إن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعانون أوضاعاً قاسية نتيجة تردي الظروف الإقتصادية والإجتماعية والسياسية في لبنان، وهم اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة للمساعدة والعون من طرف وكالة "أونروا" المسؤول الأول عنهم بعدما ألقت الأزمة الإقتصادية والمالية اللبنانية بظلالها عليهم وحولت حياتهم الى جحيم وسط إرتفاع معدل الفقر والبطالة بينهم بشكل غير مسبوق وأيضاً وسط إرتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية والسلع الإستهلاكية بشكل جنونى نتيجة إرتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة اللبنانية.
 
كما ان ثلث اللاجئين يعانون من أمراض مزمنة (السكري، أمراض السرطان المختلفة، أمراض القلب،أمراض تصيب الجهاز التنفسي، كالربو والأزمات التنفسية، والإنسداد الرئوي)، الأمر الذي يستدعي من وكالة الأونروا تقديم المساعدة والحماية إلى جميع اللاجئين الفلسطينيين ولا تخص فئة معينة من المجتمع الفلسطيني بالمساعدة والحماية وتحرم أخرى، عليها تقديم المساعدة المالية (40دولار) إلى جميع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عاجلاً ومن دون تحديد فئات عمرية كما على"اونروا" القيام بواجباتها وإعتماد خطة طوارئ إغاثية شاملة لفلسطينيي لبنان وتحويل أقوالها إلى أفعال.