في الرابع والعشرين من أكتوبر
بقلم: بيان الحجوج
أنا الأرض ، أنا ابنتُها ، أنا أخطاؤها و أوزارها وتربتها ، أنا ذبول أزهارها وانحناء أشجارها ويباسها وقسوتها ، أنا بركانها الثائر وبحرها الغادر وجليدها القارس وصحراؤها الخاوية ، أنا ظلامها الشديد و هدوؤها الموحش وريحها العاتية وجبالها الثقيلة.
لا أريد لأي إنسان أن يأتي إلي على أنني الجنة ، أو النجمة ، أو السحابة الظليلة على أقل تقدير، أريده أن يأتي لسببٍ واحد فقط ؛ أنه يحبّ هذه الأرض بلا سبب ، بلا شروط ربيعية و لا اعتماد على شروق أو غروب ولا انتظار للمطر ، يحب هذه الأرض لأنه يشعر في نفسه أنه جزء منها ، من كلها ، من حلوها ومرها ، وصحتها ومرضها ، وأنسها و شقائها ، ويسرها وعسرها .
يُحب هذه الأرض حتى مع وجود ألف كوكب آخر ومئات الشموس الأخرى و بالرغم من جمال كل الأقمار التي يراها ما يزال يؤمن أن الحياة الوحيدة التي تستحق العيش في هذه الأرض فقط ."