"الثقافة في الأزمة والأزمة في الثقافة".. السينما الفلسطينية ما بعد الربيع العربي
تاريخ النشر : 2021-10-23
رام الله - دنيا الوطن
سيسعى اللقاء الثالث ضمن هذه السلسلة من لقاءات "الثقافة في الأزمة، الأزمة في الثقافة" إلى تحديد السمات المميزة للسينما الفلسطينية خلال العقد المنصرم، بعلاقتها مع السياق السياسي والاجتماعي والاقتصادي الأوسع، ولا سيما بعلاقتها مع الربيع العربي، بمشاركة كل من: ليلى دخلي (باحثة مختصة في التأريخ الاجتماعي من تونس)، راما مرعي (مخرجة ومحاضرة في التصوير السينمائي)، مهند يعقوبي (صانع أفلام ومنتج وأحد مؤسسي "أديمز فيلم" للإنتاج السينمائي)، صالح ذباح (كاتب في الصحافة الثقافية وباحث سينمائي فلسطيني). تُحاورهم ديما سقف الحيط (منسقة في البرنامج العام في مؤسسة عبد المحسن القطان).

كما شهدنا في الهبات الأخيرة في أرجاء فلسطين كافة، لقد حازت الكاميرا على دور "السلاح" الذي دعا إليه كل من سولاناس وجيتينو في بيانهما الثوري "نحو سينما ثالثة؛ 1970"، فوثقت الكاميرا الفلسطينية، بشكل مكثف، ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، في انتفاضات القدس والشيخ جراح على الأخص، التي تجاوزت في عبثيتها -أحياناً- سينما المخرج الفلسطيني إيليا سليمان. كما أن هناك اهتماماً عالمياً متزايداً بالسينما الفلسطينية، يظهر في عدد مهرجانات الأفلام المخصصة للسينما الفلسطينية، إضافة إلى منصات عروض الأفلام، حيث باتت السينما الفلسطينية الوثائقية والروائية أكثر توفراً الآن من أي وقت مضى. لا يمكن النظر إلى هذه الأحداث بمعزل عن الوضع السياسي في العالم العربي في العقد الماضي، الذي سارع الكثيرون، في بدايته على الأقل، نحو تسميته "الربيع العربي".

في مطلع العام، سارعت أهم المجلات الثقافية العربية والعالمية إلى استعراض أهم التغييرات التي شهدتها السينما العربية في الآونة الأخيرة، وقراءة هذه التطورات كاستجابة حتمية للثورات العربية، من منطلق قدرة السينما التاريخية على إعادة إنتاج نفسها بما يتواكب مع احتياجات (ومحددات) المرحلة التي وجدت لتُعبِّر عنها. قبل عشرة أعوام، شهد العالم العربي لحظة فاصلة بقيام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بمغادرة البلاد، ليصبح أول زعيم يتنحى جانباً من سلسلة من الزعماء العرب الذين لحقوا به إثر انتفاضة شعوبهم. وبين اللحظة والأخرى، رُفعت القيود الصارمة التي كانت تفرضها أنظمة الحكومات المستبدة على الأفلام، شكلاً ومضموناً، وأصبح لدى صانعي الأفلام المساحة والثقة لإعلاء صوتهم، في الفن كما في الشارع، وتصوير عوالمهم بحرية لم يسبق لهم أن خبروها. بغض النظر عمّا تلى تلك الفترة من أحداث سياسية واقتصادية، أفترت في بعض الأماكن تلك الحماسة (وعززتها في أماكن أخرى)، لا يمكننا أن ننكر الأثر النوعي الذي أحدثته الثورات العربية على أدوات المجتمعات العربية في التعبير عن نفسها، التي من أهمها السينما.

ضمن سلسلة لقاءات "الثقافة في الأزمة، الأزمة في الثقافة"، ستتم استضافة أكاديميين، وكتاب، ومخرجين ومبرمجي عروض أفلام ضمن ثلاث جلسات في آب، وأيلول، وتشرين الأول 2021، لنقاش أهم التغيرات التي طرأت على السينما العربية بشكل عام، والسينما الفلسطينية بشكل خاص بعد مرور عقد على بدء ما اصطلح على تسميته بـ"الربيع العربي".