متطلبات الانتخابات الفلسطينية عبر الإنترنت بقلم د. عصام عدوان
تاريخ النشر : 2021-10-20
متطلبات الانتخابات الفلسطينية عبر الإنترنت

بقلم: د. عصام عدوان

التحوُّل من الانتخابات التقليدية عبر صناديق الاقتراع إلى انتخابات عبر الإنترنت يحتاج مجموعة من التحضيرات المسبقة وخلق بيئة معرفية وقانونية وتقنية وأمنية مناسبة.

تشريعات قانونية

يجب تعديل قانون الانتخابات الفلسطيني، مع العلم بأنه لا يوجد قانون من هذا القبيل لانتخاب المجلس الوطني الفلسطيني، ويقتصر التشريع الموجود على انتخاب المجلس التشريعي الفلسطيني فقط؛ ولذلك وجب سن قانون صادر عن المجلس الوطني الفلسطيني يُقِرّ انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني والاتحادات الشعبية المعتمدة فيه، وإعادة النظر في آلية انتخاب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ليتم انتخابه من الشعب مباشرة في ظل توفر آليه إلكترونية تسهِّل هذا الإجراء الذي لم يتوافر من قبل.

يجب على الفصائل والقوى والمؤسسات الفلسطينية كافة أن ترسل خطابات إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني تطالبهم باعتماد انتخابات عبر الإنترنت للمجلس الوطني الفلسطيني وتوفير الإمكانيات اللازمة لذلك، باعتبار أنه لا بديل متاح لإجراء هذه الانتخابات.

لجنة انتخابات وطنية

في حال أقرّ المجلس الوطني الفلسطيني آلية انتخاب عبر الإنترنت ووضع لها قانوناً، فلا شك أنه سيشكِّل لجنة انتخابات وطنية للقيام بما يلزم. وفي حال تقرَّر تطوير لجنة الانتخابات المركزية الخاصة بانتخابات السلطة الفلسطينية، فيمكن إعادة تسميتها وتكليفها باعتماد الآليات الجديدة وتكوين سجل انتخابي لكل الشعب الفلسطيني. وأما إذا تقاعس المجلس الوطني عن دوره، وتذرَّعت لجنة الانتخابات المركزية بعدم الاختصاص، ولم يحرك أي مسئول ساكناً، فهذا يعني أن الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني قد وُضعت في الأدراج، وفي هذه الحالة يجب أن تنبري هيئة وطنية شعبية لتأخذ على عاتقها ملء الفراغ، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه السياسية وخصوصاً حقه في الانتخاب، من خلال تشكيل لجنة انتخابات وطنية.

 الخطوات التحضيرية

1-     وضع قانون انتخابي يعتمد الانتخابات عبر الإنترنت كوسيلة وحيدة لانتخابات الشعب الفلسطيني.

2-     إرسال وفد إلى دولة إستونيا لدراسة تجربتها في التصويت عبر الإنترنت وآلياته، وتوقيع اتفاقية تعاون معها بهذا الصدد.

3-     إرسال لجنة فنية لشركة سايتل (Scytl) الأسبانية المتخصصة في الانتخابات عبر الإنترنت والتي أدارت مثل هذه الانتخابات في عدد من الدول التي طبقتها، وذلك بهدف التعرف على آلية العمل، والضمانات، والتحقُّق من مستويات الأمان القصوى، وإمكانيات الاستفادة.

4-     تجهيز سيرفرات خاصة للعملية الانتخابية والتعاقد مع مشغليها، بحيث يكون لكل إقليم (دائرة انتخابية) سيرفر خاص.

5-     تجهيز موقع إلكتروني لعرض أسماء وسِيَر المرشحين للانتخابات، مربوطاً بنموذج بيانات يقوم بتعبئته كل مَن يرشح نفسه مع دفع رسوم ترشيح عبر بطاقات الدفع الإلكترونية، لتتجمع هذه الأموال في بنك متفق عليه لتمويل العملية الانتخابية. بمجرد اكتمال المرشحين، يتم تصميم بطاقات الاقتراع وإرسالها بشكل آمن إلى الأعضاء قبل التصويت بيوم أو أكثر.

6-     تكوين ستة مليون إيميل يحمل نطاق فلسطين، وحجزها للناخبين، بحيث يحصل كل فلسطيني مسجَّل في سن انتخابي على إيميل رسمي. يتيح لكل فلسطيني أن يرسل أوراقه الثبوتية عبر هذا الإيميل الخاص، ويتلقى عبره أية إعلان أو إرشادات وتعليمات خاصة بالعملية الانتخابية.

7-     تكوين قاعدة بيانات لسجل انتخابي فلسطيني عبر تطبيق إلكتروني سهل الاستخدام، وآمن، يقوم كل فلسطيني بتعبئته مرفقاً الإثباتات المطلوبة. يتم حفظ هذه البيانات في قاعدة بيانات مركزية تشرف عليها لجنة الانتخابات الوطنية.

8-     تجهيز إعلان ممول يدعو كل فلسطيني لإثبات حقه الانتخابي بالدخول إلى التطبيق الإلكتروني لتعبئة بياناته وإثبات فلسطينيته لضمان حقه الانتخابي. مطلوب أن يصل الإعلان لكل فلسطيني عبر العالم ليس أقل من مرة يومياً ولمدة شهر.

9-     لتسهيل المهمة يُكتفى في الضفة الغربية وقطاع غزة بالسجل الانتخابي، وتتم مراسلة كل عضو فيه لتعبئة النموذج الإلكتورني لينضم إلى قاعدة البيانات المركزية، وبدلاً من إرفاق إثباتات لفلسطينيته، يُدخل رقمه في السجل الانتخابي في مناطق السلطة الفلسطينية.

10-  توجيه نداء لخبراء البرمجة الفلسطينيين عبر العالم، لعقد ورشة عمل متخصصة لتطوير برنامج (تطبيق إلكتروني) انتخابي أو أكثر عبر الإنترنت يضمن سلامة العملية من أولها لآخرها. وتصبح هذه المجموعة هي اللجنة الفنية لمراقبة سير العملية الانتخابية فنياً.

دعم فني مستمر

يجب أن توفر الخدمة أيضًا دعمًا فنيًا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للمرشحين وللناخبين الأفراد إذا واجهوا مشكلة في الوصول إلى بطاقات الاقتراع. يجب عليك أيضًا التأكد من أن الناخبين لديهم القدرة على الوصول إلى بطاقات اقتراعهم في أي وقت وفي أي مكان في يوم الانتخابات.

تتبُّع التصويت

يمكن لأنواع معينة من البرامج تتبع عمليات الفتح ومعدلات النقرات واللحظة الدقيقة التي تتم فيها معالجة التصويت. يمكنك مراجعة الأصوات فور ورودها ، دون معرفة من أدلى بصوته. بمجرد انتهاء الانتخابات الرقمية، ستوفر لجنة الانتخابات الوطنية جدولة للنتائج مع تحليلات إضافية عند الطلب.

حماية

يجب أن يكون الأمن دائمًا أولوية قصوى. هذا يعني أنه يجب الاستعانة بلجنة فنية خبيرة أو بمزود خدمة يقدم مجموعة واسعة من خيارات الحماية. يجب أن يُسمح لكل عضو بالتصويت مرة واحدة فقط أو تمكينه من تغيير انتخابه على أنه سيتم احتساب آخر تصويت له من خلال البرنامج ويجب أن تظل بطاقات الاقتراع سرية. يجب أن يكون نظام الإدارة قادرًا على عد الأصوات.

تكامل وسائل التواصل الاجتماعي

عفندما يكمل أحد الأعضاء اقتراعه عبر الإنترنت، سيرى أيقونات الوسائط الاجتماعية لمواقع مثل Facebook و LinkedIn - والتي بُشار إليها باسم "أزرار الوسائط الاجتماعية". وهذا يمنح الناخبين القدرة على إعلان أنهم أدلوا بأصواتهم بنجاح وبشغف، ويشجع زملاءهم على فعل الشيء نفسه. لقد أصبح الناس يشاركون أحداث حياتهم مع الآخرين على الإنترنت - والتصويت ليس استثناءً. هذا البث العام المتعمد لأحداث الحياة يعادل الذهاب إلى تجمع عائلي والإعلان عن إشهار، وإن كان مع إمكانية وصول أكبر بكثير. وقد يغري عضوًا آخر أن يفعل الشيء نفسه. فوفقًا لإحدى الدراسات القليلة التي حللت حملة "الخروج للتصويت" المبكرة على Facebook ، قرر الباحثون أن مثل هذه المشاركة يمكن أن يكون لها تأثير على الإقبال على الانتخابات.

وبعد

قد يتراءى للمرء صعوبة هذه التحضيرات وتكلفتها، لكنها بكل تأكيد أوفر وأخف من أية تحضيرات لازمة لانتخابات عبر صناديق الاقتراع، وهي الأنسب لحاجات الشعب الفلسطيني، وستعود بالنفع عليه في جوانب كثيرة، أولها انتخاب المجلس الوطني الفلسطيني.