وخزات دبّوس 9 في عناوين مجهولة .. السفير خارق التدبير بقلم السفير منجد صالح
تاريخ النشر : 2021-10-20
وخزات دبّوس 9 في عناوين مجهولة .. السفير خارق التدبير  
بقلم السفير منجد صالح


وخزات دبّوس 9 في عناوين مجهولة .. السفير خارق التدبير

بقلم: السفير منجد صالح

الدبوس التاسع نشكّه في جلد السفير فريدمان السميك

من وقت لآخر يطلّ ويهلّ علينا، "مثل الفص في تالي الزفّة"، "سيء السمعة والصيت"، السفير الأمريكي السابق في "تل أبيب"، دافيد فريدمان، أو بالأحرى والأصح "المستوطن الصهيوني السابق والحالي واللاحق"، المُغتصب لأراضي الشعب الفلسطيني بلطجةً ووقاحةً وقباحةً  وفجاجة!!!

آخر ما تفتّق عنه عقل وذهن و"مُخّ" السفير "العتيد" العنيد، الناطق بالإفك والصديد، أنّ "القيادة الفلسطينية خيّبت آمال شعبها الذي يستحقّ قيادة أفضل!!!".

"يا عيني على هيك حرص على الشعب الفلسطيني!!!". والله يا "زلمة" أتحفتنا ونوّرتنا بأفكارك وتصريحاتك و"ما قصّرت"، حقيقةً ما قصّرت، أبداً ما قصّرت!!!.

السفير فريدمان، إلى جانب عمله كسفير، أو كسفير مُتقاعد، من حقبة الطاووس الأشقر ترامب الغابرة والغابر، الغائرة والغائر، وأحد الأعمدة الثلاث، "ثُلاثي الشرّ المُستطير: "كوشنير وفريدمان وغرينبلانت"، فإنه يعمل في اختراع وتدبير و"تزبيط" وتوزيع "شهادات حسن سير وسلوك" على الشعوب والحكومات.

يخصّ بالذكر والتحديد، في هذا المجال والصدد، ويا لمحاسن الصّدف"، يا لجميل فرحتنا وسعادتنا وحُبورنا، شعبنا الفلسطيني بهذه "المكرمة السامية" والنصيحة الباتعة الغالية"، لوجه الله سبحانه وتعالي، "لا يُريد منها ومن ورائها وبين طيّاتها وثناياها جزاءً ولا شُكورا، دون قصد ولا مُراد ولا خلفية سياسية استعمارية احتلالية عنصريّة دنيئةٍ "نتنه"، تزكُم الأنوف وتضرب "خوازيقاً وأسافيناً" بالألوف!!!.

فريدمان الذي تقطر كلماته وتعابيرة وتصريحاته قيحاً ودماً، وكأنّه "فامبيرو" عتيق مُعتّق عريق في افلام "مصّاصي الدماء"، لا يرى في هذا العالم مُترامي الأطراف، ذي السبعة مليارات نسمة، إلا أمريكا وإسرائيل، أو على الأصح إسرائيل وأمريكا، مصلحة إسرائيل وأمريكا، فهو صهيوني مُتصهين "مُتكهين" (من كاهانا)، يبزّ غُلاة الصهاينة المحتلّين الغوغائيّين في تطرّفهم وخطورتهم و"خندزاتهم" و"دسدساتهم" ومُداهناتهم وريائهم وغطرستهم ودمويّتهم وقباحتهم!!!.

القضيّة الفلسطينية شغله الشاغل، تأخذ حيّزا واسعا من تفكيره واهتماماته، فهو حريصٌ على الشعب الفلسطيني حرص الذئب على الحَمَل، حرص السكين على رقبة الخروف، حرص جنود الإحتلال على الشبّان الفلسطينيين يعدمونهم بدمٍ باردٍ على الحواجز العسكريّة، حرص نيرون على روما، حرص الجراد على الأراضي الزراعية التي تجتاحها بالملايين، وتلتهم الأخصر واليابس، ولا تُبقي ولا تذر.   

في تصريحاته لقناة "i24" الإسرائيلية، وليس ل"سي ان ان" أو "فوكس نيوز" أو للتايمز أو نيويورك تايمز الأمريكية، أو الباييس الإسبانية أو الغارديانز البريطانية، وإنما لوسيلة إعلام إسرائيلية "كصهيوني متعصّب ومُلتزم"، وزّع "نصائحه القيّمة" واعتباراته "السديدة" وملاحظاته "العنيدة" حول مجمل القضايا وما يحصل في منطقتنا العربية والإسلاميّة، "فالأمريكان والإسرائيليّون شغّالين فينا 24 ساعة في الليل والنهار"، ولو تركونا لدخلوا في "بند البطالة" عن العمل!!!

عبّر فريدمان "الحريص الحصيف أبو تصريحات جريئة" عن خشيته وقلقه و"وغوشته" و"تلبّكه" و"تدعثره" حيال تراجع "زخم" "اتفاقات ابراهيم"، التي هندسها و"دوزنها" ووضعها على سكة قطار التنفيذ ترامب وجوقته.

لكنه رغم قلقه وخشيته أكّد أن "اتفاقات ابراهيم" هي اكبر من أيّ شخصٍ ومن أيّ ادارة. هذه الإتفاقات ستستمر، العلاقات التي بدأت بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان والمغرب ستبقى قويّة".

"وإلّي في القِدِر بتّطلعه المغرفة" يا سيد فريدمان، وأنتم صنعتم وضعتم القِدر على النار وطبختم الطبخة وتعرفون ما بداخل القدر .. "سقط القناع، عربٌ أطاعوا رومهم، عربٌ وباعوا روحهم، عربٌ ... وضاعوا، سقط القناع (محمود درويش من قصيدة مديح الظل العالي).

ساد فريدمان وباد فريدمان، ساد ترامب وباد ترامب، ساد كوشنير وباد كوشنير .. سيبقى شعبنا الفلسطيني سائدا مجيدا سديدا مديدا إلى أبد الآبدين، منذ كنعان حتى مُخيّم جنين، في أرضه وجباله وسهوله ووديانه وبراريه وبيّارات برتقاله وكروم عنبه ومروج تينه وزيتونه وواحات موزه ونخيله.  

كاتب ودبلوماسي فلسطيني