قيادات حركة حماس تتصرف بأسلوب الفصل بين فلسطين وقطاع غزة بقلم عمران الخطيب
تاريخ النشر : 2021-10-19
قيادات حركة حماس تتصرف بأسلوب الفصل بين فلسطين وقطاع غزة

بقلم: عمران الخطيب 

رغم إدراكنا حرص جمهورية مصر العربية على التوافق الفلسطيني ،فأن تصريحات قيادات حركة حماس ومنهم المدعو، خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، يصرح بعد انتهاء اجتماع المكتب السياسي لحركة حماس في القاهرة الذي انعقد للمرة الأولى بعد انتهاء الانتخابات الداخلية لحركة حماس وانتخاب قيادات جديدة في الهرم التنظيمي لمكتب الشورى والمكتب السياسي وساحات قطاع غزة والضفة الغربية والسجون والساحات الخارجية، قطر وتركيا، هذه هي أمكان تواجدهم وفق الحاضنة الإخوانية.

المؤسسة الأمنية المصرية هي التي تتابع منذ سنوات طويلة الملف الفلسطيني بكل مكوناته الأمنية والسياسية، والمساعدة في عملية التوافق الوطني الفلسطيني بين مختلف الفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة،
واستقبال الفصائل الفلسطينية والحوار على هذا الأساس، وخاصة ملف المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني، إضافة إلى موضوع الهدنة بين حماس و"إسرائيل"، حيث يتحمل الجانب المصري في الوصول إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين، إضافة الى فك الحصار وفتح المعابر وإعادة الأعمار.

دور مصر لن ينقطع منذ عشرات السنوات من عمر القضية الفلسطينية، والجانب المصري يتحرك من أجل مساعدات الشعب الفلسطيني بشكل شمولي
وأهلنا بقطاع غزة، حيث تعرضت قطاع غزة إلى الإحتلال الإسرائيلي عام 1956، وبعد ذلك أصبح قطاع غزة منطقة حرة بقرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رحمه الله تعالى، من أجل التنمية الاقتصادية للفلسطينيين داخل القطاع، إضافة إلى قبول الطلبة الفلسطينيين في الجامعة والمعاهد المصرية كم حال الطلبة المصريين، بإختصار شديد مصر تقوم بدور فاعل في رفع الحصار والظلم عن المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة.

وخاصة منذ الانقلاب العسكري الدموي في قطاع غزة، تسعى إلى وحدة الموقف الفلسطيني والحد الأدنى التوافق الوطني وحول فتح المعابر والإجراءات الأمني، فقد دفعت مصر فاتورة كبيرة من الشهداء والجرحى والمصابين؛ نتيجة الأعمال الإرهابية للعصابات التكفيرية داخل سيناء، حيث اتخذت تلك الجماعات التكفيرية الإرهابية من وجود حركة حماس في قطاع غزة، الحديقة الخلفية للسنوات طويلة، وخاصة بعد سقوط نظام مرسي وما سُميَ منصات رابعة، حيث تحول إعلام حماس فضائية الأقصى والقدس والجزيرة منصات إعلامية لحركة الإخوان المسلمون وتفريخاتها ورفع شعار رابعة.

بكل وقاحة يتحدث المدعوة خليل الحية، و هنية، وقيادات حماس، حول العلاقات الثنائية بين جمهورية مصر العربية وحركة حماس في الشق الاقتصادي والسياسية والأمني، في حين العلاقات بين ضباط من المخابرات العامة المصرية مع حماس تتعلق في الهدنة، وإستمرار وقف إطلاق النار، وقضية الأسرى والتنسيق مع الجانب الإسرائيلي، وفتح المعابر وإعادة الإعمار، والجانب المهم أن المخابرات العامة المصرية تلتقي مع مختلف المكونات الفصائل الفلسطينية؛ من أجل مختلف العناوين في الملف الفلسطيني، وحول فتح المعابر والإجراءات الأمنية، سبق وطرح اللواء سليم البرديني الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية، وتمنى على معالي عباس كامل، وزير المخابرات المصرية، فتح المعابر وتسهيل حركة مرور المواطنين، وقد رد الوزير بشكل إيجابي، وقال:"يا سيادة اللواء سليم سوف يتم غداً فتح المعابر وتسهيل حركة مرور المواطنين، وليس هذا فحسب بل سنعمل على إقامة منطقة حرة بمنطقة رفح وفندق وكل ما يساعد أهلنا في قطاع غزة"، هذا هو موقف مصر، ولكن حماس بين الحين والآخر تقوم في إطلاق بعض الصواريخ وتعود إلى تكرار ذلك حتى تحقق بعض المكاسب الذاتية والتعايش على حساب معاناة الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة.

وفي سياق علاقات حماس لا تتجاوز المستوى الأمني بما في ذلك إيران، حيث تمر عبر الحرس الثوري الإيراني ودائرة الشرق الأوسط، وقد يتم تكريم بعض قيادات الحركة ؛ خالد مشعل وهنية ومحمود الزهار، بالسماح لهم بتقبيل يد سماحة آية الله الخمنئي، ورغم ذلك رفضة إيران تسليم سفارة دولة فلسطين لحركة حماس؛ لذلك على قيادات حماس إحترام أنفسهم وعقول الشعب الفلسطيني، فإن العلاقات تكون بين الدول، وليس بين الدولة وأي فصيل حماس أو غيرهم؛ لذلك من المؤسف أن يتحدث المدعو، خليل الحية، عن العلاقات الثنائية بين حماس والقاهرة، العالم يعترف في منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها الشرعية والتنفيذية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، حماس تدعو إلى تشكيل قيادة لشعبنا الفلسطيني.

فقط أود تذكير حماس أن منظمة التحرير الفلسطينية حين تأسست عام 1964، بقيادة القائد المؤسس الراحل الكبير المرحوم أحمد الشقيري، ورفاقه بدعم الرئيس الخالد جمال عبد الناصر، كانت حركة الإخوان المسلمون تعادي إنشاء منظمة التحرير والهوية الوطنية لشعبنا الفلسطيني، وحين انطلق الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965 حتى 1987، كانت جماعات الإخوان المسلمين تقاتل في أفغانستان إلى جانب القاعدة وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري.
وتحول زملائهم إلى داعش ونصرة وكل المسميات الإرهابية لا يحق لكم الحديث بإسم الشعب الفلسطيني، الذي يناضل في سبيل إنهاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، على الجميع أن يدرك أن فلسطين أكبر من كل المسميات.
وأن المواطن الفلسطيني في قطاع غزة والضفة والقدس وفي كل أرجاء فلسطين من النهر حتى البحر والشتات هم من دفعوا ضريبة مقاومة الإحتلال في مختلف الاتجاهات والجهات والمحطات النضالية والكفاحية.