رفض بينيت وشاكيد ولابيد طلبات عباس للقائهم إهانة له وللشعب الفلسطيني
تاريخ النشر : 2021-10-11
رفض بينيت وشاكيد ولابيد طلبات عباس للقائهم إهانة له وللشعب الفلسطيني

بقلم: كاظم ناصر

يبدو أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم ييأس من مشاريع ومحادثات السلام الفاشلة، وما زال يعتقد أن محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين ستؤتي أكلها، وتمكنه من حل النزاع وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. ولهذا فإنه أعرب عن استعداده للاجتماع برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، لكن بينيت رفض فكرة لقاء الرئيس عباس وأكد أنه لن يجتمع به خلال فترة توليه للحكومة الإسرائيلية.

وطلب عباس أيضا لقاء أيليت شاكيد وزيرة الداخلية الإسرائيلية المعروفة بكرهها الشديد للفلسطينيين والعرب، وردت على طلبه بمهاجمته بقولها" هذا لن يحدث. لن التقي منكر المحرقة الذي يقاضي في لاهاي جنود جيش الدفاع الإسرائيلي ويدفع أموالا لقتلة اليهود." قاصدة بذلك الرواتب التي تدفعها السلطة لأسر الأسرى والشهداء الفلسطينيين الأبرار. 

شاكيد معروفة بكرهها العميق للشعب الفلسطيني الذي تنكر وجوده، وتعتبر ان للصهاينة الحق باحتلال فلسطين من البحر إلى النهر، وتنادي بضم المستوطنات وفرض السيادة الإسرائيلية على مناطق "سي"، وتعارض تبادل الاسرى، ودعت إلى تدمير المدن والقرى الفلسطينية، وإلى قتل الأمهات الفلسطينيات وأطفالهن وعدم إبقاء أثر لهم، ووصفت الأطفال الفلسطينيين بالثعابين الصغيرة التي ستنمو وتهاجم الصهاينة.
 
كذلك أعرب يائير لابيد وزير الخارجية الإسرائيلية، الذي حط الرحال مؤخرا واستقبل استقبالا حارا في عدد من الدول العربية المطبعة، عن عدم رغبته لقاء عباس قائلا " انه لا يوجد سبب لهذا اللقاء." لكن لابيد يجد أسبابا للتجول في دول الاستسلام والتآمر العربية، ولا يجد سببا واحدا للاهتمام بمطالب الفلسطينيين ورئيس سلطتهم الوطنية!
 
نحن كفلسطينيين لا نلوم الصهاينة لرفضهم الاجتماع مع الرئيس عباس، ولكننا نلومه على انحنائه لهم، واستمراره في عقد لقاءات معهم وهو يدرك أن هذه اللقاءات لن تؤدي لنتائج تخدم مصالح شعبنا؛ فقد اثبتت التجربة منذ توقيع اتفاقيات أوسلو حتى الآن أن مسار السلام الذي تبنته السلطة ودافع عنه الرئيس عباس وتمسك به، لم يقدم أي شيء جيد للفلسطينيين وقضيتهم، بل على العكس فإنه أسهم في زيادة الاستيطان ودعم واستمرار الاحتلال، وأدى للانقسام وإضعاف المقاومة الفلسطينية خاصة في الضفة الغربية، وإلى تراجع الدعم الشعبي العربي، وشجع بعض الحكام العرب على الهرولة لتل أبيب والتطبيع معها.

الرئيس محمود عباس رفض لقاء المسؤولين الإسرائيليين خلال العقد الماضي، ووضع شروطا للاجتماع بهم من أهمها موافقتهم المسبقة على وقف الاستيطان، وحل الدولتين! فما الذي تغير ليغير موقفه .. ويستجدي .. الصهاينة للقائه بلا شروط؟ إذا كان يعتقد أن لابيد أكثر مرونة من رئيس الوزراء الحالي بينيت، ويعول على استمرار الحكومة الحالية لحين تولي لابيد رئاستها في سبتمبر / أيلول 2023، فإنه يرتكب خطأ فادحا لأن لابيد لا يختلف كثيرا رؤساء الوزراء الصهاينة السابقين؛ ولهذا فإنه حتى إذا استمرت هذه الحكومة اليمينية ولم يتم إسقاطها قبل الموعد المتفق عليه وتولى لابيد رئاستها، فإنها لن تقيل الانسحاب إلى حدود 1967، ولن توافق على تقسيم القدس، وستستمر في هضم الضفة الغربية وتهويدها، وفي التفاوض من أجل التفاوض لكسب الوقت وخداع العالم وتصفية القضية الفلسطينية.
 
طلب الرئيس محمود عباس لقاء القادة الصهاينة ورفضهم لذلك يعتبر إهانة له وللشعب الفلسطيني، ومن الأفضل له ألا يعول على بينيت وشاكيد ولابيد وغيرهم؛ فقد اثبتت التجارب أنهم جميعا متفقون على استمرار الاحتلال والتوسع، ولا يفكرون بالتنازل عن شبر واحد من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، ولن يجنحوا للسلم إلا إذا أجبروا على ذلك. ولهذا فإن من واجبه كرئيس للسلطة الفلسطينية أن يبذل قصارى جهده لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي طال انتظارها، وأن يعمل على إعادة ترتيب وتوحيد البيت الفلسطيني، وعلى دعم المقاومة الشعبية، والتخطيط لاستمرارها، واعتبارها الوسيلة الوحيدة لإجبار القادة الصهاينة على قبول حل سلمي ينهي الاحتلال.