بقلم: حمدي فراج
"حضارة السمكة الحمراء" كتاب جديد وضعه الإعلامي الفرنسي برونو باتينو ، وترجمه الى العربية الطبيب النفسي اللبناني مصطفى حجازي ، يحمل الكثير من المخاوف المرعبة التي تتهدد الاجيال القادمة ، ابرزها السمكة الحمراء التي لا يتعدى اهتمامها في اي شأن اكثر من ثماني ثوان ، في حين ستصبح لدى اطفال الاجيال القادمة تسع ثوان.
فيما يلي أبرز مفاصل هذا الرعب :
• عمالقة "غافام" الخمسة (غوغول ، أمازون ، فيس بوك ، أبل ، و مايكروسفت) يسيطرون على 80% من البيانات كمنجم نفط جديد ، منجم المعلومة ، عشرات مليارات الدولارات مع تزايد سنوي يقدر بـ 40% ، ولهذا اصبحت ثروة زوكربيرغ اكثر من 120 مليار .
• عبودية طوعية يقبل عليها الانسان عن طيب خاطر ببصمة رقمية يسهل من خلالها تعقبه امنيا واعلانيا.
• اخذ المستخدمين رهائن مدفوعون الى الادمان في عملية قرصنة للادمغة وسجناء شاشة على مدى ساعات اليوم.
• الاضرار التي تصيب الاطفال والناشئة : زيادة اضطراب الانتباه ، تأخر نمو اللغة ، اعاقة نمو مبدأ السببية والتفكير الاستقرائي الاستنتاجي وجدلية الديمومة (ماض حاضر مستقبل) ، اضطراب الاندماج الاجتماعي alontogether"" وحيدون معا .
• لسان حال هؤلاء :عالمنا في كل مكان ولا مكان ، انه موطن الروح الجديدة ، مفاهيمكم القانونية حول الملكية والتعبير والهوية والحركة والسياق لا تنطبق عليتا لانها تنطبق على المادة وليس هنا من مادة ، و المسار الاجمالي للفكر لم يعد بحاجة الى مصانعكم.
• لم يسرق احد شيئا ، فكل من فيس بوك و غوغل وامازون قادرون على الضبط والتلاعب والتجسس بشكل غير مسبوق فتصبح القارة الرقمية مملكتهم الخاصة ، زوكربيرغ والفيس بوك مثالا.
علم استقطاب الانتباه ، شكل من قرصنة الدماغ بشكل تنافسي يشبه سباق التسلح ، تأمين سريان الكم الاقصى من الاشارات بين الكم الاقصى من الاشخاص في اقصر وقت ممكن بغياب كل القيود في عملية استعباد ذاتي ، فإشباع الحاجة الى المخدر يؤدي الى زيادة الجرعات والامر ذاته ينطبق على اسلحة استقطاب الانتباه والوقت.
ساعاتي ال24 اصبحت 34 ، على غرار بعض الدول يتعين عليها لتعمير ابنية جديدة ان توسع مساحتها بردم البحر . عام 2018 كانت ساعات المواطن الامريكي كالاتي: 12 ساعة للشاشات، 7 للنوم ، ومثلها للطعام وقضاء الحاجة ، وحوالي ست ساعات للعمل اي نصف حياة الشخص وبالتالي المجتمع قابلة للتسويق التجاري.
اذا كان على الموسيقي ان يبيع اسطوانات فيتعين عليه اليوم ان يسمع اغانيه لمدة 11 ثانية . انتهى الامر بفرط اغراء حواسنا وقصفنا بالمثيرات ما يقود الى الاختلال والتمزق في ارادتنا الفردية والجمعية . و لا يعود هناك من مبرر لمنع الكتب لانه لم يعد يوجد من يريد القراءة.
• خلق اقتصاد الشك عبر خوارزميات امبراطورية اعتقادات ، فيها ترى الكذب والزيف يطيران ، اما الحقيقة فتزحف بعيدا خلفهما.
• ديمقراطية السذج في العودة الى غوغل ، انقلاب التفكير العلمي رأسا على عقب ، وكلما تدنت معرفتنا ازداد تاكيدنا ، وترسم تاثيرات الشبكة مساحة حوار ومشاركة يغلب فيها الاعتقاد على الحقيقة والانفعال على التروي والغريزة على العقل والهوى على المعرفة والمبالغة على الاتزان.
• تطلق غوغل ما يزيد عن مليوني طن من غاز ثاني اكسيد الكربون في الجو سنويا جراء استهلاكها كميات هائلة من الكهرباء.
• اختراع الحاسوب بمثابة الثورة الصناعية الثالثة بعد الكهرباء والاليات البخارية ، حواسيب عملاقة قادرة على اجراء ترليون عملية حسابية في الثانية الواحدة ، أما الثورة الرابعة فهي الثورة الرقمية.
• "مقهى" مجلس الشيوخ ، "غبي" البيت الابيض ، وكأن الأميين يمكنهم ان يقولوا لك ماذا تقرأ .