لماذا تصر الأمم المتحدة على تكرار فشلها في اليمن؟ بقلم رائد الجحافي
تاريخ النشر : 2021-10-10
لماذا تصر الأمم المتحدة على تكرار فشلها في اليمن؟

بقلم/ رائد الجحافي

بعد سبع سنوات حرب تشهدها اليمن تداول ثلاثة مبعوثين للأمين العام للأمم المتحدة، وهاهو المبعوث الرابع يباشر مهامه..

المبعوثين الثلاثة السابقين، جمال بن عمر، اسماعيل ولد الشيخ، وجريفيث، جميعهم فشلوا في تحقيق أدنى نجاح ولم يحقق أي منهم أي خطوات إلى الأمام، وربما ازداد الوضع تعقيداً مع تحركات كل منهم..

المبعوثين الثلاثة سالفي الذكر تداولوا على ذات النسق والنمطية في تعاطيهم مع معظم القضايا المتعلقة بالمشكلة اليمنية وبالذات الجزئية التي تخص الجنوب.

فالمشكلة اليمنية بشكل رئيسي تمثل مشكلة الجنوب مرتكز الصراع وأبرز مسبباته وتعقيداته خصوصاً في ظل تهرب المجتمع الدولي من التعاطي مع قضية الجنوب وفق نظرة واقعية تستوجب وضعها بعين الاعتبار ورأس قائمة الاهتمامات الرئيسية التي يجب أن تنطلق منها أي مبادرات أو جهود سلام تهدف إلى إيقاف الصراع وحل المشكلة.

تداول المبعوثين الثلاثة السابقين على تكرار تحركاتهم وفق خارطة واحدة جرى وضعها من قبل أطراف ومنظمات ومراقبين اعتمدوا على نصائح وشائعات إعلامية سعت وتسعى إلى تظليل الرأي العام وحرف الأنظار عن واقع وحقيقة ما يجري.

فثلاثتهم جعلوا من قضية الجنوب مجرد مشكلة ثانوية تأتي ضمن جملة من المشاكل اليمنية الثانوية وفي تعاطيهم ذلك مع الجنوب اعتمدوا على سماع وجهة نظر واحدة وفق ما تمليه عليها الدول الراعية لها، ولم يسمع أي منهم لبقية القوى الجنوبية الأخرى ومنها الحراك الجنوبي الفاعل الذي جاءت الحرب لتغييب صوته القوي وحاولت وتحاول الدول الراعية للحرب القضاء على اصوات رموزه بتغييبهم من الملعب السياسي ومحاولة استنساخ الحراك الجنوبي الفاعل بحراك آخر يتماشى ورغبات تلك الدول التي تبحث عن تأمين مصالحها على حساب الجنوب والجنوبيين ودماء عشرات الآلاف الذين سقطوا طيلة عقد من الزمن بالإضافة إلى محاولة الغاء جهود شعب بأكمله واستغلال ظروفه المعيشية المصطنعة لتركيعه الانصياع لرغباتها.

الكارثة اليوم تبرز بكل أسف في استمرار الأمم المتحدة بالدوران داخل ذات الحلقة المفرغة دونما تقييم لما قام به المبعوثين الثلاثة السابقين الذين فشلوا في تحقيق ولو بصيص أمل من نجاح لايقاف الصراع أو على الأقل التخفيف من حدة التوتر المتصاعد.

الأمم المتحدة بتعيينها المبعوث الأممي الجديد السيد هانز جروندبرغ لم تكلف نفسها عناء البحث عن اسباب فشل سابقيه أو تقييم ما قام به أولئك المبعوثين بل كررت وتكرر نفس الخطأ بالعودة والانطلاق من نفس النقطة الميتة التي فشل كل مبعوث من لحظة الشروع في تحركاته.

والأمر الأكثر إيلاما أن المبعوث الأممي الجديد السويدي هانز جرودنبرج بدأ هذه المرة من حيث فشل أقرانه الأولين بل جاء ليكرر ذات الأخطاء رغم أن الوقائع والشواهد اليوم غير على ما كانت عليه في الأمس لأن الكثير من الصور أضحت واضحة وجلية والخطأ الذي جاء هانز ليرتكبه بكل أريحية هو المضي على نفس الخارطة الأممية العمياء واختزال تعاطيه مع قضية الجنوب على اصوات لا تمثل سوى وجهة نظر القليل الذين يؤيدون وينفذون ما تمليه عليهم الدول الداعمة لهم دون أن يكلف نفسه الإستماع لممثلي الحراك الجنوبي الفاعل أو حتى ممثلي منظمات المجتمع المدني الحقيقية لا المزيفة والمستنسخة.

وأمام هكذا سياسة دبلوماسية أممية فاشلة نؤكد وبما لا يدع مجال للشك أن السويدي هانز جروندبرغ سيفشل وسينتهي به الأمر على ذات الفشل الذي جناه سابقيه وسيعود إلى ذات النقطة التي عاد إليها ممثلي الأمين العام للأمم المتحدة السابقين..