في المكانةِ العالمية لأمتِنا الإسلامية
شريف قاسم
لأُمَّتي مــا لأصحابِ المكاناتِ | | وإن تراءَتْ بأثوابِ الحزيناتِ |
هـو ابتلاءٌ لهـا والله أكرمها | | رغم المكائدِ جاءت بالمصيباتِ |
جارتْ عليها أيادٍ غيرُ طاهرةٍ | | والخزيُ يبقى لأعــداءِ الأثيراتِ |
من مرجفين عصاةٍ أشعلوا فتنًـا | | يورون نارَ المآسي بالنِّكاياتِ |
لكنَّه الفتحُ لـم تُصرَمْ مباهجُه | | رغـمَ استماتةٍ أرباب الرعوناتِ |
عـداؤُهم لـم يزل داءً يؤرقُهم | | والمسلمون بأفيـاءٍ نديَّـاتِ |
وإنْ هُــمُ سُلبُوا قسرًا إرادتَهم | | وإن تداعى الأذى في كلِّ أوقاتِ |
والأمـرُ يبقى لِمــا قد شاءَ بارئُنا | | وليس في يـدِ أصحاب الغواياتِ |
يدبِّرُ الأمرَ ربِّـي إنَّ حكمتَـه | | هيهاتَ يدركُهـا نظمُ العباراتِ |
يبغونها عِوجًـا بئستْ مكائدُهم | | قد سوَّقوا شأنها عبرَ الحكاياتِ |
ذرهُمْ بها أسرفوا حتى إذا نزلتْ | | بالبغيِ قارعـةٌ في يومهـا الآتي |
إذْ ذاكَ تُفْتَضَحُ السوءاتُ في نخبٍ | | أيديهُمُ لـم نجدْهـا بالأميناتِ |
قد ساوموا في قضايا أمَّـةٍ شهدتْ | | لهـا الليالي بآفاقٍ عليَّـاتِ |
وقد ترهـلَ منهم مَن أتى بطلاً | | فكان في الحربِ من أهلِ اعتباراتِ !!! |
إذْ كان خِدْنًـا لأهواءٍ ومفسدةٍ | | وعاشَ عبدًا كأصحاب الملذَّاتِ |
هيهاتَ ينصرُ هذا أمَّـةً طُعِنتْ | | بخنجرِ الحقدِ حينا أو بغاراتِ |
مهما تنكَّرَ مرتدونَ إن بزغَتْ | | شمسُ الرسالةِ إذْ هلَّتْ بآياتِ |
لأُمَّتي بيديهـا عــزُّ مصحفِها | | وسُنَّةُ المصطفى وحيُ النُّبُوَّاتِ |
فلن تهونَ ولـم تركعْ لطاغيةٍ | | منذ القديمِ ولم تركنْ لآفاتِ |
ودأبُها كونُهـا لـم يَعْنُ أولُها | | ولا البقيةُ ترضى بالمذلاتِ |
عاشت على قِـممِ العلياءِ في شممٍ | | رغمَ الشَّراسةِ من وحشٍ بغاباتِ |
خصالُهـا السِّيرةُ الحسناءُ ما ظَلَمَتْ | | ولا استحلَّتْ حقوقا في انتصاراتِ |
فشأنُهـا العَبِقُ العلويُّ مكَّنَهـا | | من أن تعيشَ ولن تفنى بشدَّاتِ |
تلك المكانةُ ماكانت لِمَن كفروا | | ولا لِمَن أدمنوا ظلمَ البريَّاتِ |
واختار بارئُها منها لحكمته | | نبيَّه المصطقى نورًا لظُلْماتِ |
ألم تــرَ اليومَ مَن تاهوا بظلمتِها | | ومَن تمادوا بها في العماياتِ |
هي استقامت على أنوار منهجِه | | بدافعِ الشوقِ والإيمانِ في الذَّاتِ |
بدينِها السَّمحِ سادتْ في الورى حقبًـا | | وأخرجتْ أهلَهـا من ليلِ رقداتِ |
خيريَّةٌ لـم تزلْ ظـلاًّ لِمَن فقدوا | | نفحَ الأمانِ بأيامٍ رخيَّاتِ |
فلا اليهودُ لهم منها مناصفةٌ | | ولا النصارى ولا أهلُ الجناياتِ |
هـم يعمهون بليلِ الغيِّ مـا برحوا | | ومكَّنُوا لهواهـم سوءَ عاداتِ |
هي الحياةُ لهم عاشوا لزخرفِها | | وما الحياةُ سوى لهوٍ بساعاتِ |
هذي حضارتُهم باءت بما كسبتْ | | أيديهُمُ اليومَ من خبثِ الغواياتِ |
وما الحياةُ كما قلنا سوى متعٍ | | لأنفُسٍ ما وعتْ أمرَ النُّبوَّاتِ |
لـو أنهم رجعوا للهِ واعترفوا | | بمـا هُـمُ اقترفوا من ذي الخبيثاتِ |
لأصلحَ اللهُ دنياهُـم وبوَّأهم | | يومَ الحسابِ بجنَّاتٍ ورحماتِ |
لكنهم ركنوا للزيفِ أقعدهم | | عن السموِّ بأسبابِ العناياتِ |
فازوا بها بمعدَّاتٍ مصنَّعةٍ | | وزينةٍ قد تماهتْ بالشكاياتِ |
وغيرُهم قد مضى ماكان ينفعُهم | | من منصبٍ جاءَ من بعض الحكوماتِ |
وما حَمَتْهُم يدٌ أو قوةٌ ضربتْ | | لكفرها أبدا مجــدَ المنيفاتِ |
ملعونةٌ أمَرِيْكَا في تمردهـا | | في العالمينَ على ربِّ السماواتِ |
ومثلُها فعلتْ كلُّ القوى فَجَنَتْ | | من سوءِ عاقبةٍ بل سوءِ خيباتِ |
والله يمهلُ أهلَ الغيِّ في بطرٍ | | والظلمُ عاثَ لِمَـرَّاتٍ ومرَّاتِ |
إذْ جاءَهم ما أتى الأقوامَ إذ جَحَدَتْ | | فضلَ الكريـمِ بأيامٍ قديماتِ |
وكلُّ مـا وعدَ الديَّـانُ يبصرُه | | أهلُ الحِجَى ففضاءٌ عنده آتِ |
فهل تعي أمَّـةُ الإسلامِ مـا نُدِبَتْ | | يومًـا إليه وقد وافى بآياتِ |
تعلو مكانتُهـا بالدِّينِ مـا اعتصمَتْ | | باللهِ هاجرةً زورَ اعتصاماتِ |
وأقبلتْ طاعةً لرسولِ اللهِ مدبرةً | | عن كلِّ فكرٍ دخيلٍ أو غواياتِ |
فَسُنَّةُ المصطفى الهادي لها سندٌ | | وفضلُهـا بالأحـاديثِ الشريفاتِ |
مُحَمَّــدٌ رحمةٌ للخَلْقِ لو علموا | | وهَدْيُـه جــلَّ في أصفى المشوراتِ |
فمـا لهـا اليومَ حيرى غير عابئةٍ | | بما أصابَ بنيها من ملمَّـاتِ |
ومـا تعاني من الويلاتِ يجلبُها | | هذا الركونُ لأنواعِ الخساراتِ |
رُقيُّ مـاديَّـةِ الإنسانِ يحفظُهـا | | مـافي الهدى من تعاليمٍ عليَّـاتِ |
هـذا الرقيُّ الذي بالعسفِ نشهدُه | | لـم يأتِ بالخيرِ أو فيضِ الكراماتِ |
وَعَاشَهُ المـرءُ ما أنجَتْهُ جفوتُـهُ | | عن ضنكِ هجـرٍ لآياتٍ قويماتِ |
أين الإخـاءُ ؟ فهل في الأرضِ نشهدُه | | والـوُدُّ والسَّعيُ يُرجَى في الملماتِ |
وأين مَن يدفعون الضَّيمَ عن أُممٍ | | قد أوجعتْها أعاصيرُ الأذيَّاتِ |
مـذْ فارقَ النَّـاسُ دينَ اللهِ فارقَهم | | مافي الهدايةِ من أمنٍ وخيراتِ |
فظلمُهُم فيه إهـلاكٌ لأنفسِهم | | يبيدُ ! بلْ هو من أعتى المبيداتِ |
ساروا وراءَ طغاةِ الأرضِ مافطنوا | | أنَّ الطغـاةَ مساعيهم لآفـاتِ |
هل يصلحُ الفاسدُ الممقوتُ مفسدةً | | وَهْـوَ الذي قد دحاهـا بالمميتات |
ِهيهات تسعفُ دنيانا حضارتُهم | | وملؤُهـا الزيفُ أرغى بالمثيراتِ ! |
وحربُهم كلُّهم ترمي شريعَتَنا | | بالحقدِ والجَّـورِ ياشُؤْمَ الحضاراتِ |
قرآنُنا الحـقُّ يُنجي سعيَ أُمَّتِنا | | من رِدَّةٍ قد رَمَـتْ قومي بنكباتِ |
به المآثرُ لاتشقى لو اتَّبعتْ | | مافيه من قيمٍ تسمو زكيَّاتِ |
وإنهـا بسنى القرآنِ أكرمَها | | ربُّ الورى وَهْيَ من أوفى الحريَّاتِ |
ففيه للأقومِ الأسمى لهـا قَدَمٌ | | سَعَتْ بها نحوَ آفاقٍ عزيزاتِ |
فالعلمُ والوعيُ والإيمانُ من مُثُلٍ | | وباليقينِ أتاهـا بالفتوحاتِ |
ويخلقُ اللهُ ما لايعلمون ومـا | | يخفى على الناسِ من سرِّ الوجوداتِ |
وأكرمَ العلمَ مولانا لأنَّ بــه | | كشف الخفيَّات تأتي بالعجيباتِ |
فكم من العلماءِ : الكونُ أدهشهم | | فآمنوا وأتوا ربَّ السماواتِ |
مستسلمين لربٍّ قادرٍ ، ودعوا | | أندادَهـم للهدى بعدَ الضلالاتِ |
على البصيرةِ ندعو مَن بأُمَّتِنا | | ضـلَّ الطريقَ بأغوار المسافاتِ |
لو أنهم سمعوا ترتيلَ مصحفنا | | لَمَـا جفوْهُ وحاشا في المساءاتِ |
وهبتُهُم عُمُرًا في حبِّ رفعتِهم | | وما ندمتُ على شجوي وآهاتي |
ولـم تزل تعتريني حسرةٌ عصفتْ | | وليس يخفى بها مــرُّ الحكاياتِ |
عـمـري المديدُ ، أو المنهلُّ من وجعٍ | يـلـقـي على النّفسِ أنواعَ الأذيَّاتِ |