وخزات دبّوس 6 في عناوين مجهولة ... مُنى ومحمد الكُرد والشيخ جرّاح بقلم السفير منجد صالح
تاريخ النشر : 2021-09-18
وخزات دبّوس 6 في عناوين مجهولة ... مُنى ومحمد الكُرد والشيخ جرّاح
بقلم السفير منجد صالح


وخزات دبّوس 6 في عناوين مجهولة ... مُنى ومحمد الكُرد والشيخ جرّاح

بقلم: السفير منجد صالح

الدبوس السادس نشكّه في وعي الضمير العالمي

مُنى ومحمد الكُرد ضمن المئة شخصية الأكثر تأثيرا حول العالم حسب تصنيف "مجلة التايمز الأمريكيّة" للعام 2021.

قضية بيوت الشيخ جرّاح في القدس المُحتلة ما زالت جمرا تحت الرماد، ما زالت لم توضع "بلاطة" عليها ولم يُقفل ملفّها تماما.

صحيح أن الوضع "أفضل" يشوبه الهدوء الحذر على جبهة الشيخ جرّاح لكن لا أحد، مُطلقا لا أحد، يضمن أن لا يعود الاحتلال الغاشم ومستوطنيه الغشماء إلى فتح الجرح الذي لم يتوقّف عن النزف، وأن يصبّوا مزيدا من الزيت على ناره المُتّقدة الخافتة.

قصة بيوت الشيخ جرّاح ما هي إلا جزء من رواية الشعب الفلسطيني وما يتعرّض له وممتلكاته من نهب ومصادرة واستيلاء بالقوّة العسكرية "الفاجرة"، في وضح النهار، "عينك عينك وعلى عينك يا تاجر"، "وإلّي ما يشتري ييجي يتفرّج!!!".

لكن من بين بيوت الشيخ جرّاح وناس الشيخ جرّاح بزغ "هلال وقمر" أضاءا حلكة الليل التي فرضها المستعمر على الحيّ وعلى "ثورة" أهله.

بزغ نجمان حلّقا في سماء المجد حتى تزيّنت بإسميهما "منى ومحمد" ورسميهما البديعين مجلة التايمز الأمريكية مبرزة ما قاما به من نضال للدفاع عن الحيّ المستهدف وعن القدس وعروبتها، عبر وسائل التواصل الإجتماعي وعبر وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة والمكتوبة وعبر "التوقيفات" الظالمة في غرف الإعتقال والإستجواب من مُحقّقي الشاباك وجنود الإحتلال المدجّجين بالغطرسة والساديّة.

تابعت محمد الكرد عبر فيديو يجيب فيه بالإنجليزيّة على أسئلة المذيع وضيوفه من مختصّين وصحفيين، وبقدر ما كانت أسئلتهم عقيمة ومُستفزّة ومُنحازة ضد الفلسطينيين بقدر ما كانت إجاباته حُبلى بالفصاحة والقدرة والمقدرة على الإقناع والتسلّح بقوّة الحق والمواجهة العلمية المُتّزنة المُفحِمة لمُناظريه ومُستفزّيه.

لله درّك يا محمد الكرد ولله درّك يا مُنى، شقيقته وتوأم روحه، وجوهرة انقسمت نصفين متساويين مُتعانقين مُتحابيّن في حب الوطن والدفاع عن ثراه بالكلمة والقلم والموقف وبالجسد أحيانا.

"مُنى ومحمد الكرد" أصبحا أيقونة للنضال من أجل فلسطينية حي الشيخ جرّاح، من أجل تثبيت حق ساكنيه الفلسطينيين بامتلاك وملكيّة بيوتهم الأصيلة والأصلية لهم ولآبائهم وأجدادهم ولذرّيتهم ونسلهم المُتوارث من بعدهم.

ملكيّة خاصة ناصعة البياض لهم ولعائلاتهم "يتحركش" المستوطنون الرعناء بهم وبها من أجل محاولة الإستيلاء عليها تحت حجج واهية لا تقف أمام نسمة حق فما بالك برياح وسيل من الحقوق القانونيّة والوطنية الدامغة الواضحة وضوح شجر الزيتون أمام اشعة الشمس.

وقد أوردت صحيفة التايمز الأمريكية في معرض شرحها عن اختيارها ل"منى ومحمد" ليكونا ضمن قائمة أكثر مائة شخصية مؤثّرة على مستوى العالم لهذا العام 2021، بأنّه: "من خلال مشاركتهما على الانترنت منشورات وأخبار وقصص، والظهور في وسائل الاعلام، حيث أتاح الشقيقان "محمد ومُنى الكُرد" للعالم نافذة للإطلاع على العيش تحت الإحتلال في القدس الشرقيّة، ما ساعد بإحداث تحوّل دولي في الخطاب فيما يتعلّق بإسرائيل وفلسطين".

"لأكثر من عقدٍ من الزمان ما زالت عائلة الكرد تُناضل مع العشرات من جيرانهم العائلات المُستهدفة في حي الشيخ جرّاح ضد إمكانيّة إخلاء منازلهم قسريّا لصالح المستوطنين الإسرائيليّين، حيث أنه وفي أيّار المُنصرم إمتدّت "التوترات" في الشيخ جرّاح إلى البلدة القديمة المُجاورة، إذ قامت القوّات الإسرائيليّة بالهجوم على المُصلّين في المسجد الأقصى."  

نُبارك ل"مُنى ومحمد" هذا الإنجاز على المستوى الدولي، الذي جاء نتيجة حتمية لإنجازاتهم الوطنية في تثبيت والدفاع عن الرواية الوطنية الفلسطينية الأصيلة، والوقوف في وجه وتفنيد الرواية الإسرائيلية الآنية حول مصدر العنف وروايتهم المُختلقة حول وجودهم الطارئ في بلادنا.

ولتبقى القدس عاصمة لدولتنا المستقلة بإذن الله، تعمل من أجلها وتحرسها سواعد أبنائها وسواعد أبناء الشعب الفلسطيني أينما وجد وسواعد الأشقاء العرب والمسلمين والمسيحيين وسواعد الأحرار في هذا العالم.

ولتبقَ شمسُ الحرّية دائما تنعكس اشعاعاتها الذهبية عن قبّة الصخرة المُشرّفة في المسجد الأقصى في القدس، قلب فلسطين النابض ورايتها الخفّاقة أبد الدهر.