متى سيخرج أسرانا من الأسر الصغير ونخرج نحن من الأسر الكبير؟
تاريخ النشر : 2021-09-13
متى سيخرج أسرانا من الأسر الصغير ونخرج نحن من الأسر الكبير؟
سميرة الخطيب


متى سيخرج أسرانا من الأسر الصغير ونخرج نحن من الأسر الكبير؟

بقلم: سميرة الخطيب 

أثارت مسألة هروب الأسرى الستة من سجن جلبوع مسألة آلاف الأسرى الباقين القابعين في سجون الاحتلال  في ظروف قاسية، بلا أي أمل في الهروب أو الإفراج أ و  التبادل .

والحقيقة أن هذه المسألة لها تداعيات وخلافات قانونية ، لا تتعلق فقط بالقوانين المحلية بل بالقانون الدولي . فنحن الفلسطينيين نعتبرهم " أسرى " ، بمعنى أسرى حرب ، بينما القانون الإسرائيلي يعتبرهم " سجناء أمنيين " ، أي كباقي السجناء العاديين المخالفين للقانون الإسرائيلي، وليس أسرى حرب .

لقد طالبت فلسطين وتطالب الأمم المتحدة  طول الوقت بإرغام إسرائيل على الاعتراف بهم كأسرى حرب ، لأنهم فعلاً سقطوا في الأسر  وهم  يدافعون عن بلادهم  ويكافحون من أجل استقلالها . وفي المقابل ، تدعي إسرائيل أمام المتحدة أن فلسطين ليست دولة ، وأن أسرى الحرب هم نتاج حرب بين دولتين . لذلك تعتبرهم سجناء مخالفين للقانون .

وطبعاً ، فإن اعتبار أسرانا " أسرى حرب " سيعطيهم الحقوق التي يمنحها لهم القانون الدولي واتفاقية جنيف  ، وهي حقوق كثيرة ، أهمها ضمان عودتهم لبلدهم .

يعاني معظم أسرانا أحكاماً بالسجن طويل الأمد ، تصل في كثير من الأحيان إلى عدة مؤبدات للفرد الواحد ! وهذا يجعل الأسير يفقد الأمل بإمكانية تحريره من الأسر ، ويسبب له تغيرات وأمراض نفسية وجسدية أحياناُ . وحينما تكون هناك مفاوضات لتبادل الأسرى بين اسرائيل والطرف الفلسطيني فإن إسرائيل تصر على مبدأ أنها لا تطلق سراح من " تلطخت أياديهم بالدماء " !

لست أدري أي جندي أو ضابط في اسرائيل لم تتلطخ يداه بدماء الفلسطينيين ؟ وأي قائد أو وزير أو رئيس وزراء لم تتلطخ يداه بدماء الفلسطينيين ؟؟ وأي أسير في العالم حارب ولم يقتل جنود عدوه ؟؟

تنص  المادة 4 في اتفاقية جنيف بشأن الاسرى على :

أسرى الحرب بالمعنى المقصود في ھذه الاتفاقیة ھم الأشخاص الذین ینتمون إلي إحدى الفئات التالیة،

ویقعون في قبضة العدو:

1 (أفراد القوات المسلحة لأحد أطراف النزاع، والملیشیات أو الوحدات المتطوعة التي تشكل جزءاً من ھذه

القوات المسلحة.

2 (أفراد الملیشیات الأخرى والوحدات المتطوعة الأخرى، بمن فیھم أعضاء حركات المقاومة المنظمة،

الذین ینتمون إلى أحد أطراف النزاع ویعملون داخل أو خارج إقلیمھم، حتى لو كان ھذا الإقلیم محتلاً،

إلى هنا النص .

أليست لدينا قاعدة صلبة للتوجه لدول العالم الحر ،  من أوروبا وأمريكا ودول العالم الثالث أيضاً للعمل على اعتبار أسرانا أسرى حرب وليس أسرى إجرام وقتل ، وذلك بتوجه قوي مبرج ومخطط ؟

لقد هرب ستة من الأسرى وخلفوا وراءهم جيشاً من الأسرى فماذا نحن فاعلون معهم ؟ إن فرحتنا بتحرير أسرانا يجب أن تجعلنا نفكر في السؤال الذي لا مهرب منه : وماذا بعد ؟

 ألسنا ملزمين بإعطاء جواب لأهالي عائلات الأسرى ؟ ألسنا ملزمين بإعطاء فسحة من الأمل لشعبنا الذي يعاني من الأسر الكبير والأسر الصغير ؟ نحن لا نفعل شيئاً . نحن ننتظر الفرج من  المجهول ! علينا أن نتحرك بخطة عملية وعالمية مدروسة وممكنة  ، وليس أن أن نكتفي بالشعارات والخطابات ، وأن نعمل على إجراء مفاوضات بغطاء دولي لتحرير أسرانا.