الطلاب...وتعبيرهم العفوي بقلم رضوان عبد الله
تاريخ النشر : 2021-09-13
الطلاب...وتعبيرهم العفوي

بقلم: رضوان عبد الله

قرأت خبرا ما مضمونه ان بعض الطلاب قاموا بالتعبير العفوي عن تأييدهم للاسرى الفلسطينيين في إحدى المدارس....ولكن منعهم المعلمون عن التعبير عن رأيهم.....لا نريد الدخول بتفاصيل الخير لانه سيرضي طرفا ويغضب طرفا اخرا...وكل طرف سيزعم او يدعي انه صاحب الراي الصواب...لكن المهم بالموضوع نقطتين اساسيتين ،الاولى التعبير عن الراي والثانية التوعية والتثقيف...

حرية الراي والتعبير تكفلها كافة الانظمة والشرائع والقوانين الدولية، وحيثما كان هناك بشر كانت هناك انظمة وقوانين دولية ... ، هذا واقع وليس مثل عليا، وحيثما كان هناك تلامذة ومعلمين يحب ان يكون هناك احترام متبادل للرأي وللفكر وللفارق العمري معا....،اضافة الى ذلك يجب ان تكون التربية الوطنية جزء" اساسيا من المنهاج التعليمي...وهذا وارد في كل دساتير الدول العربية منها والغربية،مما يستدعي ان تكون المعرفة المتبادلة موجودة بين طبقات المجتمع خصوصا ما بين المعلمين وتلامذتهم الا اذا لم يتنبه الى ذلك الامر زملاؤنا المعلمين و زميلاتنا المعلمات.....ولا اعتقد ذلك...

بالجانب الاخر حين يتم توعية الاجيال وتدريبهم وتثقيفهم على المعرفة والحس الوطني لا يتطلب فرض ذلك بالقوة بل بالحوار والتفاهم وتنفيذ البرامج الوطنية المتناسبة مع الفئة العمرية ومع الانظمة المدرسية....ومع الواقع الجماهيري ايضا...  

   ساذكر لكم حادثة كادت ان تودي بمجزرة في احدى المدارس....بسبب غباء المعنيين من جهة و قلة احترامهم للانظمة والأخلاق الوطنية وللمشاعر الانسانية للطلاب من جهة اخرى .

   حصل ذلك بالوقت الذي كانت جحافل العدو وعساكره ودباباته تحاصر الرئيس الشهيد ياسر عرفات في المقاطعة برام الله ، مما اثار حفيظة كل الجماهير الفلسطينية والعريية والدولية، واستدعى ذلك ان قامت شريحة الطلاب في احدى مدارس الاونروا بتنظيم اعتصام احتجاجي داخل المدرسة ضد تصرفات العدو وقيادته العنصرية المتغطرسة، وبعد ان تم طلب الاذن من الإدارة والتي وافقت على ان يكون الاعتصام سلمي ومعبر بالوقت ذاته بعيدا عن الفوضى والهمجستانية، وتم ابلاغ الادارة المركزية وايضا كل وسائل الاعلام كي يصل الصوت مدويا ، وبطريقة حضارية ، الى كافة المحافل الدولية.

      وفي اليوم الموعود ،اي صباح اليوم التالي،ومع اشتداد الحصار وخطورة الموقف في رام الله،تم ابلاغ الطلاب من قبل مرجعيات المخيم.. بأن الاعتصام الغي... وان هناك توجه بعمل مسيرات تجوب المخيمات تعبيرا عن النقمة والغضب ضد تصرفات العدو وقيادته العنصرية...

   وحيث ان الطلاب...من فئة شبابية واعية ومتفهمة للموضوع اكدت على الالتزام بالمسيرة ولكن بعد ان يتم إنجاح الاعتصام وتغطيته اعلاميا،حيث انه كان مقررا سابقا قبل الاخذ بقرار المسيرات، ولكن هذا لم يعجب اولي الامر وخصوصا الجهلة منهم...!!!

وكان ما كان من حشد عسكري طوق المدرسة وامر باغلاقها و اخراج الطلاب والمعلمين منها بالقوة المسلحة...علما ان الحشد الطلابي لا يقل عن ٨٥٠ تلميذا وتلميذة...عدا عن المعلمين والاعلاميين...وبعض اهالي الطلاب الذين جاؤوا متضامنين مع أبنائهم ومع المعلمين ومع القيادة الفلسطينيةوعلى راسها الرئيس الشهيد ابو عمار....

الحمد لله انه لم يحصل اطلاق نار بذلك الوقت، ولو بالخطأ، والا كانت المدرسة قد تحول ملعبها الى برك من الدماء لا تحمد عواقبه...وطبعا الحق لم يكن لا عالطلاب ولا عالمعلمين....،ومن المؤسف القول انه تم اجهاض الكثير من الهمم العالية ومن الانشطة البارزة بمثل هكذا تصرفات،والتي لو انها تركت كما خطط لها منظموها لاثرت بالشيء الايجابي الكثير من ناحية رفع معنويات جماهير شعبنا، بكل شرائحه....،ولا زلنا نقول ونؤمن ان الثورة ستبقى وتستمر حتى النصر المؤزر باذن الله ، شاء من شاء وأبى من أبى....!!!