في زماننا أساطير تعطينا عزاً ومجداً بقلم هناء الخالدي
تاريخ النشر : 2021-09-13
في زماننا أساطير تعطينا عزاً ومجداً        بقلم هناء الخالدي
هناء الخالدي


في زماننا أساطير تعطينا عزاً ومجداً

بقلم: هناء الخالدي 

الوطن ليس كلمة ممكن ان نحكي عنها في لقاء تلفزيوني على الهواء .. وليس صورة ترسم وتزين على الجدران .. الوطن وصفه الكثير منا بكل المعاني السامية فظهر الشعراء والكتاب والفنانين والسياسيين والاناس البسيطة ووصفوه بمعاني مختلفة أثرت بنا جميعا .. لكن من بعمرنا استطاع أن يجمل حبه للوطن ويخلق حالة اسطورية فريدة حية عشناها؟؟!  .. ابتسمنا معا بلحظات شموخها وابكتنا جميعا بلحظات وجعها .. فاصحابها لن يتولوا مناصب ولم يطلب منهم ان يقوموا بادوار ورسائل محفوظه على شرائط ليخلقوا من أنفسهم قادة عظماء.

ففي عواصف التغيير السياسية والنضالية بكل وعودها واحباطاتها.. هم سلكوا طريق المعجزات وصنعوا من أنفسهم أساطير بشرية حية ليرسخوا قيمة نضالية فريدة للرقي بالوعي للدور المطلوب الذي يجب ان يسلكه شعب عاني من قيد احتلال سلب حريته وارضه .. وخضع لقهر انقسام افقده قيمه وشوه تاريخه .. انه تاريخ جديد فتح صفحات مشرقة من نور جباههم السمراء المغبرة من تراب هذه الارض .. لتتحول النفوس المحبطة أمام مجريات التاريخ إلى فكر يدرس لشعب فقد ثقته باحزابه وقادته .. ووصل إلى حالة من الاحباط لا يمكن وصفها .. . فبايديهم التي حفرت بالمعالق استطاعوا ان يجبروا الفجر على البزوغ بتوقيتهم .. فاضأوا حقائق تفرض كلمتها على حركة البشر فوق مسارحه .. إن إضفاء الحالة النضالية الأسطورية لمقاومة المحتل اجبرت الكتاب ان ينزعوا عن تاريخه إنسانيته ويعرون ممارساته ويكشفون زيف رواياته.

 وكم شعرنا بالمرار  أمام أسر مناضلين بات الحزن العميق يلفنا جميعا أمام تضحياتهم التي اضفت طابع كهنوتى على تجربتهم الاسطورية الفريدة والتاريخية . . اجبرتنا جميعا ان نقف على أبوابها كهان وحراس وعباد نصلي من أجل سلامتهم.

فالتضحيات الكبرى تبني تاريخها وتحدد زمانها ..  لانها حدثت فى سياق تاريخ غيبت به الأساطير .. فهم الوحيدين الذي يستعد الجميع أن ينحنى أمامهم ... فقيمهم تؤكدها معاركهم ونصرة قضاياهم ومستقبل الأحلام لابناءنا التى حملوها بعد ان أصبحت كوابيس  ومشروعنا الوطني  الذى بتنا نفقده .. وهذه وقائع تاريخ خالي من الانتصارات الا لاساطير منسوبة لهم .. فكم مضى من الوقت بتنا نفقد بطولات لصور ورموز فى بشر ..  يتحولون فى المخيلة العامة إلى أساطير من لحم ودم .. وتستند إلى حقائق مثبتة ومعانٍ فى الذاكرة.

أمام أبطالنا الأسرى ومناضلينا الحقيقين لا شىء يولد من فراغ بل هم اصحاب الموهبة الاستثنائية التي اكدت حضورها وفرضت واقع جديد في زمن العواصف ومفارق الطرق..   

وكما هي حكمة التاريخ دائمًا عندما يسطر  لحظات من عز لزكريا الزبيدي ورفاقه الذين أثبتوا انهم أساطير لا ترحل ولن ترحل.