تواصل القادة مع العائلات الفلسطينية فعل وطني مطلوب بقلم خالد صادق
تاريخ النشر : 2021-08-03
تواصل القادة مع العائلات الفلسطينية فعل وطني مطلوب

بقلم: خالد صادق
في اعقاب حادثة سوق الزاوية التي وقعت قبل ايام و ادت لاستشهاد مواطن فلسطيني من عائلة ساق الله, تواصل الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة مع عائلة الشهيد ليقدم لهم واجب العزاء ويواسيهم في مصابهم الجلل, ويخفف عنهم شيئا من اوجاعهم, لان مثل هذا التواصل يدلل على حالة التلاحم والانسجام في المجتمع الفلسطيني بين القادة والشعب الفلسطيني, ويدلل على ان لا حواجز او موانع بين القادة العظام وعموم الشعب الفلسطيني, وان الشعب يحمي مقاومته والمقاومة تحمي شعبها, وقد كان لهذا التواصل انعكاسه النفسي والمعنوي على عائلة ساق الله, واسرة الشهيد لان ما يقدمه الشعب الفلسطيني من عظيم التضحيات في سبيل وطنه وشعبه ومقاومته لا يقدر بثمن وهذا ما يدركه القادة الكبار الذين هم دائما حريصون على سلامة شعبهم وامنه واستقراره, وهم يخوضون ملاحم بطولية في سبيل تحقيق الامن والامان لشعبهم بردع الاحتلال وازالته عن الخارطة الفلسطينية.

وفي سبيل ذلك يدفع القادة ارواحهم ثمنا لهذا العطاء, وكل شيء يهون عندهم ويصغر مهما كان عظيما, لأجل دينهم وشعبهم ووطنهم, فهناك من القادة الكبار من لا يتطلع الى سلطة او منصب او جاه, ولا يسعى الى ذلك, لأنه يتفرغ تماما الى معركته مع الاحتلال ولا يريد ان يشغله شاغل عن هذه المعركة, ويدرك اننا لا زلنا نعيش في مرحلة التحرر الوطني, وهذه المرحلة تتطلب تركيز الجهد والوقت والعمل باتجاه العدو المحتل لأرضنا والمنتهك لحرمة مقدساتنا والمستبيح لدماء شعبنا.

تواصل الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة لم يقتصر فقط على عائلة ساق الله الكريمة, انما امتد هذا التواصل مع الجعبري حيث اجرى اتصالاً هاتفياً بالدكتور مجدي الجعبري وقدم له التعازي بوفاة ابنهم المرحوم باسل الجعبري, كما أجرى النخالة اتصالا بالحاج بركات العويوي، وحث العائلتين الكريمتين على ضبط النفس وقطع دابر الفتنة وتفويت الفرصة على الأعداء, ودعا النخالة العائلتين إلى التجاوب مع الجاهات ورجال الإصلاح ومبادرات حقن الدم وتعزيز الوحدة الوطنية ورص الصفوف, لان هذه المرحلة تتطلب ان يكون هناك تركيز كامل لإفشال مخططات الاحتلال الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة, والتي تهدف لمصادرة المزيد من الاراضي واقامة الاف البؤر الاستيطانية وشق الطرق للمستوطنات وكل ذلك على حساب اراضي الفلسطينيين التي يسعى الاحتلال لاغتصابها منهم بالقوة, وهذا الواقع الذي نعيشه اليوم يحتما دائما التذكير بمساعي الاحتلال والتصدي لمؤامراته العدوانية ضد شعبنا, خاصة بعد ان تعالت اصوات اليمينيين الصهاينة المتطرفين الذي ينادون بإخلاء الخان الاحمر من سكانه الفلسطينيين, وكذلك السيطرة على بيوت المقدسيين في حي الشيخ جراح القدس, وفي حي تل الهوى بسلوان وهذه اولويات حكومة نفتالي بينت الارهابية, والتي اظهرت نواياها منذ اللحظة الاولى بتكثيف الاستيطان, وخلق واقع جديد في الضفة والبناء في مناطق "ج" الخاضعة للسلطة الفلسطينية وهذه اخطار تتطلب يقظة من شعبنا لإحباط تلك المخططات.

الأمين العام للجهاد الاسلامي لم يكتف بالاتصال بالعائلتين في الخليل فقط انما اجرى اتصالاً بلجنة الإصلاح في مدينة الخليل وأكد دعم خطواتهم لإصلاح ذات البين بين عائلتي الجعبري والعويوي وشدد على مساندة خطواتهم واستعداد حركة الجهاد الاسلامي لتذليل العقبات والمساهمة في الحل بكل الامكانيات المتاحة لديها, وهذا من باب الاحساس بالمسؤولية والتفرغ لمواجهة الاحتلال, ومواصلة انتفاضة اهلنا في الضفة ضد الاستيطان خاصة ما يحدث في بلدة بيتا وفي نابلس وجنين وعلى الحواجز العسكرية المنتشرة في الضفة, والحقيقة ان هذا الجهد الذي يبذله الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة, لم يقتصر على حركة الجهاد الاسلامي فقط, انما كان هناك دور كبير لقائد حركة حماس رئيس المكتب السياسي للحركة السيد اسماعيل هنية في هذا الجهد, لان استقرار الاوضاع الداخلية هو جزء اصيل من مهمة الفصائل الوطنية والاسلامية الفلسطينية, وهو يتطلب تحرك من كل المسؤولين لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني, والتفرغ لمشاغلة الاحتلال واحباط مخططاته العدوانية, لذلك ركز هنية خلال اتصالاته مع العائلتين على أن التماسك الاجتماعي من أهم ضرورات وحدة شعبنا الفلسطيني في مواجهة التحديات الكبيرة التي تمر فيها قضيتنا الفلسطينية. وذكر بمحاولات الاحتلال الإسرائيلي اللعب على وتر الخلافات الاجتماعية بين العائلات الفلسطينية، مشيدا بوعي العائلات الفلسطينية ودورها في الشغل مخططات العدو, فكل التحية لقادتنا الكبار.