لردع إيران زودوا "إسرائيل" بقنبلة كبيرة بقلم مهند إبراهيم أبو لطيفة
تاريخ النشر : 2021-07-28
لردع إيران زودوا "إسرائيل" بقنبلة كبيرة   بقلم مهند إبراهيم أبو لطيفة


 لردع إيران زودوا " إسرائيل" بقنبلة كبيرة

مهند إبراهيم أبو لطيفة

 تحت هذا العنوان ، طالب ما كان يطلق عليه " مبعوث السلام في الشرق الأوسط" ، والذي كان البعض يتغنى بموضوعيته وجديته، دينيس روس ، بأن تقوم الإدارة الأمريكية بتزويد الكيان الإسرائيلي بواحدة من أخطر وأقوى القنابل غير التقليدية.

بتاريخ 23 يوليو 2021، نشر معهد واشنطن للدراسات مقالا للمساعد الخاص السابق للرئيس اوباما، يطالب فيه البيت الأبيض بتزويد إسرائيل بالقنبلة الخارقة للتحصينات من نوع  ( جي بي أو – 57) المعروفة بإسم " خارقة الجبال" والتي تزن 15 طنا.

بمطالبته إدارة بايدن بدعم الترسانة الإسرائيلية، يضم  المستشار روس صوته لأصوات عدد من أعضاءالكونغرس الأمريكي دعوا لإستخدام مثل هذا السلاح لتدمير منشأة التخصيب الإيرانية "فوردو" الموجودة تحت الأرض، ومواقع نووية محصنة أخرى.

في مقالته التي نشرها أيضا موقع " بلومبرغ "، يدعو روس لتفاهم مع الحكومة الإسرائيلية، بشأن دوافع إستخدام القنبلة، وأنه ينبغي إرسال رسالة قوية لإيران لدفعها للتقدم نحو المفاوضات، ولإظهار جدية الإدارة الأمريكية في تهديداتها، ومع أنه يتوقع أن يشكك الجانب الإيراني بنوايا الولايات المتحدة، إلا أنهم – حسب روس- " يدركون تماما أن الإسرائيليين سيفعلون ذلك " ، وأن من أهداف هذه الرسالة أن تقدم إيران على التفاوض بشأن إتفاق " أطول وأقوى"، ولكي يتم منع إيران من أن تصبح على حافة العتبة النووية، وأنها تخاطر ببنيتها التحتية النووية بأكملها، في ظل غياب إتفاق معها. 

تعتبر هذه القنبلة التي يطالب " حمامة السلام " روس بتزويد إسرائيل بها، من أخطر الأسلحة غير النووية على الإطلاق، ولم يتم إستخدامها من قبل، ولديها القدرة على إختراق تحصينات عمقها 60 مترا، ثم تنفجر، ويتم نقلها وإسقاطها بطائرات (بي 2 سبيرت ) و بالقاذفة (بي 52) الشهيرة، وهي من إنتاج شركة " بوينغ" ودخلت الخدمة بشكل سري عام 2012، ويبلغ ثمنها 14 مليون دولار، وتم الإعلان عنها مؤخرا، وبالتأكيد بعد أن تم إنتاج أنواع أكثر تعقيدا وتقنية.

دينيس روس (صديق بعض العرب)، هو مستشار في معهد واشنطن، وكان يعتبر الرجل الأول في عملية السلام أثناء ولاية إدارة كل من جورج بوش الاب، وكلينتون، وسبق له العمل مع وزراء الخارجية: جيمس بيكر، وارن كريستوفر ومادلين أولبرايت، وقام بأدوار الوساطة بين الكيان الصهيوني ومنظمة التحرير الفلسطينية من أجل الوصول إلى إتفاق عام 1995، وإتفاقية الخليل عام 1997، ولعب دورا في إنجاز معاهدة السلام الأردنية – الإسرائيلية.

في الوقت الذي يبدي البعض ضمن مسلسل التنازلات المجانية، إستعداده للقبول بدولة فلسطينية منزوعة السلاح، وفي ظل حملات لشيطنة المقاومة ودعوات لنزع  سلاحها، ما زالت الدوائر الأمريكية والأوروبية ملتزمة بدعم الترسانة العسكرية  لكيان الإحتلال والحفاظ على وجوده وأمنه وتفوقه العسكري، وعلى من يطالب بسلاح شرعي واحد وسُلطة واحدة، أن يبحث له عن من يزوده بمثل هذه القنابل ليحقق توازن الردع !.

ومع الحديث عن إعادة إنتشار أو خروج القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق، ينبغي إدراك أن الولايات المتحدة لا يمكنها الإنسحاب بسهولة من منطقة الشرق الأوسط، وأنها لن تتخلى عن قواعدها الإستراتيجية أبدا، ولكنها ستعيد هيكلة نفوذها وسيطرتها في المنطقة وعلاقاتها مع بعض الدول ، وان ساحة المواجهة ما زالت مفتوحة على كل الاحتمالات.