محمود العالول و"الجينات"
تاريخ النشر : 2021-07-12
محمود العالول و"الجينات"
بكر أبو بكر


محمود العالول و"الجينات"

بقلم: بكر أبوبكر

لم يكن لنا في حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح إلا رفض سوء استغلال السلطة والنفوذ والموقع والكرسي شمالًا وجنوبًا، لذلك كان الرفض الأصيل لمنطق الانقلاب الدموي الذي حصل في غزة وعطل الحياة الديمقراطية من الجامعة الى البلديات ل13 عامًا الى اليوم، وفي ذات الإطار كتبنا مطولًا في رفض انتهاكات الأجهزة الأمنية أو بعض رجالاتها سواء في إطار السلطة الشرعية أو في إطار سلطة الأمر الواقع ذات الحسم العسكري الانقلابي في غزة.

لكل شخص الحق الأصيل في انتقاد وقبول أو رفض القرار أو التوجه أو الموقف من هذا او ذاك الفصيل، أو الشخص المسؤول أومن الحكومة..الخ، وهذا حق مكفول بمعنى أن حق الانتقاد والتعبير والتظاهر وحرية الكلمة محمي بالقانون، ولا يتوجب لمجرد المخالفة أن يكون الحق لناس وناس!

الحق لذاته خارج نطاق النقاش، لكن بعد تأكيد المؤكد وهو الحق فإن لي قبول أو رفض مضمون الرأي أو الموقف، وهنا لكلّ باحترام لقيم مجتمعنا الحضاري العربي الاسلامي-المسيحي ان يحترم ذاته ومخالفيه فلا يتعرض لهم بأي تهم تحقير، واتهامات أصبحت كاسطوانة مشروخة   بالعمالة أو الكفر، لقد مللنا من هذه الاتهامات القميئة.

صعد الأخ محمودالعالول الى منبر الحديث (في مظاهرة حاشدة لفتح 10/7/2021م) وتكلم مطولاً بنفسهالوحدوي الوطني الفتحوي المِرحاب، وكان كلامه وواضحًا وفصيحُا هذا الى جانب أنهكان محددًا ومبسطًا ليفهمه الجميع، ولم يكن للعالول أن يهدّد أحدًا غير الاحتلالالصهيوني، فهو ابن الشعب الذي رأت فتح أنها لا تعيش إلا في مائه أو بحره، وكان بحرالشعب ومازال هو حامي مسيرة الحركة حين تتقدم، وهو ذاته بوصلة التصحيح حين ينحرفبالحركة الأبعاض من الانتهازيين والسلطويين والمتسلقين والمأزومين.

الأخ أبوجهاد العالول الذي كان له جهاد الثاني تيمنًا بجهاد الأول من أمير الشهداء خليل الوزير"أبوجهاد"،وكان جهاد الثاني شهيدًا في الانتفاضة الثانية لينضم أبو جهاد العالول وحرمه الانسانة الواثقة بقضيتها ووطنها لينضما لربقة أهل الشهداء أمثالي وأمثال الكُثر في شعبنا من كافة الأطياف السياسية.

نعم محمود العالول المناضل أبو الشهيد نائب رئيس حركة فتح كان له أن يصرخ بمودته الطاغية المعروفة ليقول: "حركة "فتح" لا ترغب بمعارك جانبية، فمعركتنا مع الاحتلال، وشعارنا ان نستمر بالهجوم في مواجهة الاحتلال، ولن نلتفت إلى من يأخدوننا إلى صراع جانبي، لن نعادي أحدًا، نقول لكم أننا في فتح مع الوحدة والتعددية والرأي الاخر، وجاهزون من أجل حمايتها، لكن أيضا لدينا القدرة على التمييز ما بين من يعارضنا ونحترمه ونستمع لرأيه، وما بين من يعمل لمصالح أخرى ضد الشعب الفلسطيني".

ومن أراد فهم رسائل العالول برحابة السعة والمحبة والبيئة الحركية الفتحوية المرحابة فله ذلك، ومن لميرد فله ذلك أيضًا، إلا أولئك الحاقدين الأبديين على المقاومة الفلسطينية أو الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وكل مكوناتها كما أسماهم الأخ حسن عصفور في موقع أمد (وهو المعارض حاليًا) أو بدقة أكثر من اعتبرهم الاخ حسن بكلماته: "يحملون "جين الحقد" على الثورة الفلسطينية" ليضيف محذرهم بالقول: "حاذروا فسُم الحقد قاتلٌ لحامله". (الجين أو المُورّث، وجمعُها جينات أو موّرثات، هو العامل الوراثي الحيوي بالانسان)

لن نقبل التحريض عامة ضد الأخوة أو بين الأخوة المعارض والقابل، ومنه فلن نقبل التحريض الحمساوي الذي لا يتوقف، كما دأبت على الفعل فضائية أقصى "حماس" الباثة من غزة، والتي كأنها تستمد طول عمرها من فعل التحريض والتشتيم والتكفير والتخوين والإساءاتوما هكذا يكون الإعلام، ولا هكذا تكون المعارضة الوطنية في مواجهة العدو الرئيس.

نعم لقد اختلط الحابل بالنابل فكشر حاملو "جين الحقد" على اخوتهم عن أنيابهم مستغلين الحق وحرية الرأي وحرية النقد، لا سيما ومن بيننا المتأسرلين سواء في أطر السلطة أو الفصائل أو غيرها من وجب أن نعزله أو نفقده فعاليته، بالنضال الدائم فيكل مواقع النضال التي أكد عليها محمود العالول في كلمته حيث قال أن: "حركة فتح جاهزة من أجل مواجهة التحديات الكبرى التي يعيشها شعبنا، والتي لها علاقة بمواجهة الاحتلال، فهذا تحدينا الأول، أن نقف إلى جانب شعبنا وهو يقاوم الاحتلال في القدس درة التاج وعاصمتنا الأبدية، وفي بيتا وبيت دجن وكفر قدوم وسلفيت وقلقيلية والخليل ومسافر يطا وفي كل مكان من أرضنا".

أضاف أبو جهاد المليء ب"جين المحبة" وليس "جين الحقد" أن: "حركة "فتح" لا ترغب بمعارك جانبية، فمعركتنا مع الاحتلال، وشعارنا أن نستمر بالهجوم في مواجهة الاحتلال".