المدرسة المغربية المأمولة بقلم خليل البخاري
تاريخ النشر : 2021-07-08
المدرسة المغربية المأمولة

بقلم: خليل البخاري 

باحث تربوي

ان النموذج التنموي الجديد يطمح إلى إحداث نهضة حقيقية للمنظومة التربوية عبر مدرسة مغربية ديمقراطية مواطنة تمكن التلاميذ والتلميذات من اكتساب المهارات لضمان اندماجهم  اجتماعيا ودعم نجاحهم المهني .وان تكون المدرسةبوثقة لتكوين شباب موتور ومنفتح يصنع مستقبل بلادنا. ان المدرسة المغربية حسب ما جاء في تقرير النموذج التنموي الجديد لم تعد تلعب دورها الحقيقي في الارتقاء الاجتماعي وتشجيع تكافؤ الفرص.

ان المدرسة تمثل مجتمعا مصغرا يمر منه الاطفال خلال مراحل نموها ونضجهم. وقد اصاب المفكر التربوي جون ديوي عندما عرف المدرسة بأنها الحياة والنمو والموجه الاجتماعي. ورأى بأن عملية التربية والتعليم ليست إعداد المستقبل بل إنها عملية الحياةنفسها.

فالمدرسة التي نالها وكما جاء في مضمون التقرير الخاص بالنموذج التنموي الجديد هي تلك التي يقودها فريق تربوي مؤهل ومتمرس ومنسجم ؛يمارس دوره بفعالية  بما يحقق الأهداف التعليمية وفي ظل شراكة حقيقية مع المحيط السوسيو اقتصادي. ونأمل في مدرسة مغربية تعتمد في بيئة التعلم على عدة ديداكتيكية جاذبة  وتقنيات إلكترونية وتطبيقات رقمية في جميع العمليات المدرسية وتتبنى مقاربة تشاركية في عملية التعلم مع المدرسين والإداريين وجمعية أولياء الأمور والتلاميذ نحو تحقيق أهداف مشتركة.

كما نأمل من المدرسة المغربية أن تتبنى مبدأ الفاعلية التربوية لكل التلاميذ من خلال قيادة تربوية مؤهلة ومتمرسة ومنفتح على المستجدات التعليمية..كما نأمل كذلك في مدرسة مواطنة وتمارس صلاحياتها ومسؤولياتها التربوية والادارية والمالية في استقلالية تامة عن الدوائر المركزية والبيروقراطية المفرطة.

ولكي تحقق المدرسة المغربية رؤيتها لابد لها من ادوات وهي : التلميذ النشيط القادر على ابداء رأيه حاضرفعليا في مجالس الاقسام ثم. مدرس  اجتماعي يشارك تلامذته في التعلم ومتمرس في أساليب التعلم الفعال صاحب رؤية ثاقبة مستقبلية ومكون للعلاقات الإنسانية؛والمنهج المرن الذي يتكامل مع المجالات الدراسية وتطبيق ضمن بيئة تفاعلية .

لقد صار لزاما على المدرسة المغربية ان تشبع حاجات التلاميذ وتعطيهم الفرصة لادراك الواقع المعيش وتهيئة الفرصة لهم للتعبير الحر واشراكهم في اجتماعات مجالس المؤسسة.

ولتشجيع المدرسة في أداء مهامها ورسالتها النبيلة وفق ما جاء في تقرير النموذج التنموي الجديد؛ ينبغي على الجهات الوصية على قطاع التربية والتعليم العمل على تنزيل وتفعيل مضامين تقارير المجالس التعليمية التي تتضمن حاجيات المواد الدراسية العراقيل التي تواجهها عملية تدريس هذه المواد. فرجال ونساء التعليم هم أدرى بما تعرفه المنظومة التربوية وكما يقول المثل:أهل مكة أدرى بشعابها لكن ومع الاسف الشديد الجهات المسؤولة عن تدبير قطاع التربية والتعليم لا تولي اهتمامها بشكل كبير لأهل مكة وهم الأساتذة. فهذه الجهات تتخد في كثير من الأحيان قرارات انفرادية دون استشارة أهل مكة. فلماذا؟ ومتى سيتم تنزيل توصيات تقارير  المجالس التعليمية ؟