هؤلاء لا يمثلونني بقلم نزار بدران
تاريخ النشر : 2021-06-10
هؤلاء لا يمثلونني

بقلم: نزار بدران

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني مستقل
 
عندما ينقطع الحاكم عن الشعب، فاقدا شرعيته الوحيدة، تلك التي يعطيها له هذا الشعب، يعتقد أنه يستطيع الاستمرار بالتبجح بتمثيله والتكلم باسمه، لكنه بالواقع العملي أبعد ما يكون عن ذلك. الانتخابات الأخيرة بفلسطين تعود لعقود، وتلك التي اتفق على إجرائها تم الغائها تفاديا لمفاجآت متوقعة. في هذه الفترة يحدث اعتداء اسرائيلي على سكان القدس، يتبعه اعتداء على أهلنا بغزة، الذين وقعوا دون سابق إنذار تحت القصف بالطائرات التي لا تميز البشر عن الحجر.

لم تجد القيادة الفلسطينية بالضفة والقطاع وعديد من الفصائل والأحزاب اليسارية وقياداتها المتحجرة أفضل من تلك الفترة الصعبة من إعلان شكرها وامتنانها للدعم ألا محدود لبشار الأسد وأسياده بطهران، الذين اكتفوا بمشاهدة المنظر الفلسطيني بدون أي حراك، وهم يتبجحون بالمقاومة منذ بدأ الكون، وينتظرون اللحظة المناسبة والحاسمة، لحظة القدس لكي يصلوا فرادى وجماعات كالاعصار لاقتلاع الاحتلال. أتت لحظة القدس ولكن لحظة محور المقاومة لا تأتي أبدا. هي مرتبطة بمقدرته على دعك وتدمير شعوبه وليس تحرير فلسطين أو الاهتمام بمآسيها.

رغم ذلك يخرج علينا السياسيون القادة الملهمون الفلسطينيون يعلنون انتصارهم الساحق، ومن يستحق الشكر والثناء على ذلك، طبعاً محور المقاومة.

ماذا سنقول اليوم وغدا لأبناء سوريا، ونحن الشعب الفلسطيني جزء منه، لم يجزئنا إلا المستعمر الفرنسي والبريطاني. ماذا سنقول للقتلى والمشردين، ماذا سنقول للأمهات الثكالى، ماذا سنقول لحجارة حلب وحماة وحمص، لم نركم، كما فعلنا دائما، نغطي رؤوسنا بالرمال ونشكر ونهنئ المجرم على تفضله بدعمنا، وهو الذي تهاجمه اسرائيل بشكل شبه يومي دون أدنى حراك أو رد.

هذه القيادات المفترضة، الفاقدة لاية شرعية لا تمثلني، ولا تمثل جماهير الشعب الفلسطيني والذي كان وما زال بجانب اخوته من الشعب السوري، ضحية هذا النظام الفاشي، داخل مخيماته مثل مخيم اليرموك رمز دمار الوجود الفلسطيني بسوريا.

قليل من الحياء لن يضركم، نحن ننتظر حقا تلك اللحظة التي نستطيع فيها أن نقول كلمتنا ونختار قياداتنا، حتى لا نهزء أمام جماهير أمتنا، والتي هي صاحبة القضية الفلسطينية الحقيقية.