حاولوا تقسيم الجغرافيا فالتحمت وتوحدت الديمغرافية الفلسطينية في وجه الاحتلال بقلم : ميرنا الشوملي
تاريخ النشر : 2021-05-15
حاولوا تقسيم الجغرافيا فالتحمت وتوحدت الديمغرافية الفلسطينية في وجه الاحتلال

بقلم : ميرنا الشوملي

سنوات طويلة والحديث يدور عن حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، وتمسك غالبية القادة والفصائل الفلسطينية بحل الدولتين وأصبح هذا مطلب دولي وأممي ، ولكن الإحتلال لم يقتنع بذلك وبدأ برسم خطط وتنفيذها على أرض الواقع لقتل هذا الخيار ، فرسم جدار الفصل العنصري وجعله أمرًا واقعة وتوسع بالاستيطان وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والقدس وفصل القدس ايضا عن الضفة الغربية وقطاع غزة وأنشأ الطرق الالتفافية ووضع الحواجز وضم القدس وإعترفت بذلك ادارة ترامب وفعل كل ما بوسعه لتغيير الملامح الجغرافية الفلسطينية للوصول الى هدفه المعلن ألا وهو اسرائيل الكبرى ، وفي المقابل غابت الرؤيا الفلسطينية وانشغلت الفصائل الفلسطينية بكرسي السلطه الوهمي واختلفت عليه وأريقت الدماء الفلسطينية من أجل هذا الكرسي حتى أصبحنا كمن يختلف على كرسي في سفينة التايتنك ، السفينة تغرق ونحن مختلفون ، وأهملت الفصائل والقيادات الفلسطينية شعبها المناضل ، لا بل قست عليه وأصبحت ترفع عليه سياط الجلاد وتجلده اذا تعارضت مطالبه الشرعية مع مصالح هذه الفصائل الخاصة ، واستغل الاحتلال هذه الحالة الفلسطينية ودعم الانقسام بأموال معروفة المصدر لدى الجميع وعزز مفهوم التنسيق الامني في الضفة الغربية وقطاع غزة ايضا وقطع المقطع وعزل المعزول ليستفرد بالقدس وأهل القدس. 

ولكن هذه الهبة كشفت الاقنعة عن الجميع وأزالت الحواجز الجغرافية الهشة أمام الإرادة الديمغرافية الحقيقة لشعبنا الفلسطيني فهبت القدس ولبى ندائها اهلنا في ٤٨ وردت غزة وانتفضت الضفة ليقول شعبنا الفلسطيني من خلال هذا المزيج والتضحيات بأن الفصل الجغرافي حبرا على ورق وأن فلسطين هي فلسطين من البحر الى النهر وعاصمتها القدس فهل وصلت الرسالة ؟ .