القدس صوتت وانتخبت فلسطين بقلم فراس ياغي
تاريخ النشر : 2021-05-12
القدس صوتت وانتخبت فلسطين

بقلم: فراس ياغي

هبة شعبية واسعة بدأت في مدينة القدس ردا على محاولات التطهير العرقي في الشيخ جراح وردا على ممارسات الاحتلال ضد المقدسين ومحاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الاقصى، محاولات من قبل حكومة نتنياهو اليمينية لفرض السيطرة الشاملة على القدس الشرقية معتقدة أن ما حققته زمن الرئيس الشعبوي السابق للبيت الأبيض من اعتراف سيمكنها من تحويل الأحلام إلى واقع، لكن نتنياهو المأزوم يحاول أن يجر المنطقة للعنف للخروج من أزمته معتقدا بذلك أنه قادر على منع خصمه لابيد من تشكيل حكومة تؤدي بنتنياهو الى محاكم ثم السجن، نتنياهو يخطط بالعنف للبقاء في منصبه ويأمل أن يشكل حكومة يمينية متطرفة كرد فعل على ما يحدث الآن.

الهبة توسعت وشملت كل الضفة وغزة والعالم بأغلبه يتضامن مع الشعب الفلسطيني ضد ما تقوم به السلطة المحتله، التطور الذي حدث هو انطلاق صواريخ المقاومة وفاءا للوعد الذي وعد به قائد هيئة اركان المقاومة محمد ضيف، هنا المعادلات تختلف فهناك فعل مقاوم سلمي في القدس، ومقاوم بالحجر في الضفة، ومقاوم عنيف بالصواريخ من غزة، وهذه الأشكال المتعددة تتوحد مع بعضها البعض لتواجه أشرس هجمة تمارس على مدينة القدس.
الآن صاحب الكلمة الاولى والاخيرة كما يبدو أصبح هناك في غزة والقدس حيث الفعل يسبق الكلمة، وفي غضون ذلك تغيب القيادة الفلسطينية الرسمية ليكون دورها هو ردة فعل على الفعل لا أكثر.

اليوم القدس صوتت فعليا في الانتخابات وقالت كلمتها واعلنت بالصوت والصورة أنها الجزء الأصيل من الوطن وهي أصل الوطن والحكاية، اليوم المطلوب مبادرة فعل بقيادة التحرك كمجموع فلسطيني واحد قيادة وشعبا ووفق برنامج وطني موحد قادر على تجاوز مفهوم الاتفاقيات التي لا يلتزم بها المحتل اصلا.
إنها فرصة للتوحد على اساس برنامج سياسي جامع فرضه الشعب الفلسطيني على الأرض وأساسه القدس عاصمة للدولة الفلسطينية القادمة رغم كل المحاولات لفرض الأمر الواقع على الأرض...

إنها لحظة لا بد من كل حريص أن يلتقطها ويعمل عليها، فهل هناك إمكانية لذلك؟!!! فالقدس وأهلها صوتوا للوطن وانتخبوا فلسطين والأقصى، وهل هناك قيادة جاهزة فلأستجابة لهذا التصويت الذي رووه الشهداء بدمائهم وشباب القدس وأطفالها بأفعالهم في الشيخ جراح وباب العامود وفي ساحات المسجد الأقصى وفي كل أحياء القدس وفي كل شوارع فلسطيني الإنتدابية، إنها لحظات الحقيقية لمن يريد أن يلتحق بشعبه.