القدس أم المعارك وبوصلة القضية بقلم د. الخضر محمد الجعري
تاريخ النشر : 2021-05-12
القدس أم المعارك وبوصلة القضية

بقلم : د. الخضر محمد الجعري

أظهرت مدينة القدس باقصاها وكنائسها ومنازل فلسطينييها بانها المعركة التي لا بعدها معركة بل هي أم المعارك والبوصلة الحقيقية التي ضبطت كل مكونات الشعب الفلسطيني وقواه الحية الاسلامية والوطنية كل ايقاعاتها عليها, وكما كانت  القدس هكذا عبر التاريخ ستظل كذلك اليوم مع تبدل هوية الاعداء واختلاف ساحات المعارك. 

الوحدة الوطنية المنقطعة النظير التي افرزتها ثورة القدس على ساحة العمل الوطني الفلسطيني والتوحد في كل ساحات فلسطين والصمود الاسطوري في مواجهة قوة غاشمة عنصرية ارهابية صهيونية, اعادت القضية الفلسطينية بكل قوة الى واجهة الاهتمام العالمي  وخلقت حالة ثورية جديدة وتضامن شعبي ودولي مساند  لمطالب الشعب الفلسطيني  يجب استغلالها لمزيدٍ من التحرك على كافة الجبهات الاعلامية والدبلوماسية والحقوقية مع المنظمات و الهيئات والمحاكم الدولية مثل محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية لفضح عنصرية وارهاب الصهاينة.

لقد ظهرت اليوم القدس ابعد مايكون عن أمنيات الصهاينة وجلبت لهم مزيداً من اليأس والحزن وفضح كل اساليبهم الارهابية في القمع الشديد للمدنيين  والمصلين  بعد ان اعتقدوا بان اعتراف المهزوم العنصري ترامب بالقدس كعاصمة للصهاينة قد ادخلها دائرة الامن  والسلامة ,فاذا بها تتحول الى براكين تتفجر في وجه الصهاينة وتجعل كل من نقل سفارته اليها يراها غير آمنه .

القدس تثور وتوجه بوصلة القضية الفلسطينية وجهتها الحقيقية وتفتح كل يوم ساحة جديدة على الساحة الفلسطينية وتوحد معاناتهم وآلامهم شارع ومقاومة .واظهر المقدسيون ان النصر ممكن بالصمود واقرب مما تصوره المطبعون الذين هرولوا خانعين لحماية عروشهم ومحاولة ايجاد اسواق قذره لجلب المال الحرام غير مدركين بان كفيلهم يعيش لحظات الاختناق والضعف ولم يعد بقادرٍ حتى على حماية نفسه.

تراجعت دولة الصهاينة على الصعيد الميداني امام صمود الفلسطينيين خلا ايام رمضان المبارك وتشوهت سمعهتا وتعرت حقيقتها أمام الرأي العام العالمي بقتلها ل 9 اطفال في لحظة الافطار من بين 20 شهيداً و95 جريحاً.

القدس اليوم تعيد القطار الفلسطيني الى سكته الطبيعية ومشوار الالف ميل يبدأ بخطوة فلا تفرطوا بهذه المكاسب والغوا اتفاق اوسلو وكل تنسيق  يحمي الصهاينة من بنادق الثوار واتركوا صواريخ المقاومة تدخل الصهاينة  كل ساعة الى الملاجيء فهذا ماسيُركع الصهاينة ويحول حياتهم الى جحيم بلا أمن ولا امان وسيضطرهم الى المغادرة وسيجعل المطبعين يعودوا بخفي حنين  من فلسطين المحتلة.