غزة تحاسب على الفاتورة
تاريخ النشر : 2021-05-12
غزة تحاسب على الفاتورة

بقلم: ناريمان شقورة

تمسكُ بملابسهم الجديدة التي اشترتها لهم بمناسبة التحضير لعيد الفطر اللاسعيد أبدا، تبكي، تصيح، تنهار...."والله ما لحقتوا تلبسوهم يا حبايبي، والله يما ما شفتهم عليكم لسة"

تبكي معها عماتهم وخالاتهم والجارات ونساء الحي وربما من شاهد خبر استشهادهم، تنتهي أيام العزاء الثلاثة، يمضي الكلُ إلى حيواتهم، تظلُ هي بحسرتها وقهرها عليهم، فبعد كل تلك السنوات بأيامها ولياليها من السهر والتعب والتربية والانتظار ....انتهى كل شيء....لن ترهم مجددا...لن يتشاجروا مجددا ولن تتدخل لتنهي ذلك....لن يطلبوا منها إعداد ما يحبون من طعام، لن تعج النداءات في رأسها ماما، يما، إمي ....كل هذا انتهى، فلم يعودوا موجودين.

طيورٌ في الجنة....ما أسهلها على من يقولها...وما أصعبها على من يسمعها، فهي تريد أن تفرح بنموهم ومراقبتهم يكبرون ويعيشون الحياة لا أن يرفرفوا على العمر الذي توفوا به كما تعتقدون....

وبعد كل هذا!؟ ماذا جنينا!!! هدنة يتم الاتفاق عليها عبر الوساطة العربية كما جرت العادة، ومن لا شهداء لديهم يستقبلون العيد بالكعك والزيارات والعيديات ولا لوم عليهم لأنها الحياة، ومن قضى أبناءهم فقدوهم بلا عودة.