مع القدس يتجدد الأمل
تاريخ النشر : 2021-05-10
مع القدس يتجدد الأمل
مصطفى إبراهيم


مع القدس يتجدد الأمل

بقلم: مصطفى إبراهيم

في الذكرى الثالثة والسبعون للنكبة لن نبقى لاجئين. ولا ندافع عن التاريخ انما عن اجدادنا وابائنا، الذي هُجروا قسراً، في مطلع شمس حارقة، وزقزقة العصافير، وتعود بهم الذاكرة من دم وروح وشوق.

تتزامن هبة القدس وتحدي المقدسيين لعملية التطهير العرقي والترانسفير التي تحاول دولة الاحتلال تنفيذها من خلال سرقة بيوت الشيخ جراح، وتكرار لما جرى ابان النكبة وعمليات المحو والاحلال مع ما كتبه رئيس الوزراء الا وللدولة الاحتلال بن غوريون في وثيقة نشرتها صحيفة هآرتس وكُشف عنها حديثا، وقوله أنه "توجد حالات، وصلفيها لاجئو الرملة واللد إلى غزة عن طريق رام الله، لأنهم اعتقدوا أنه من غزة سيسهل عليهم العودة إلى الرملة واللد. ويتساءل ما العمل؟

وجاءت الإجابة على سؤال "ما العمل" بأنه ينبغي "تنغيص عيشهم" دون كلل. كذلك يجب تنغيص عيشهم في الجنوب ودفع اللاجئين شرقا (إلى الأردن)، لأنهم لن يتوجهوا إلى البحر ومصر لا تسمح بالدخول".

ما يجري في الشيخ جراح ليس مجرد حدث انه صراع على الحق والذاكرة والسردية الفلسطينية. وسرقة ملكية تاريخية، ومحاولات مستمرة منذ قرن من الزمان.

ما يجري في القدس والاقصى والشيخ جراح هو انضاج لاستمرار هبة شعبية مستمرة وهي الاستفتاء والانتخابات الحقيقية ضد قرارات القيادة المرتبكة، وتحدي الإرادة الصهيونية ومحاولاتها كسر وهزيمة الفلسطينيين.
 
هبة المسجد الأقصى وانتصار المقدسيين في باب العامود وتحدي ومواجهة القمع في المسجد الأقصى منحت الفلسطينيين والمقدسيين الثقة وان المسجد الأقصى في ايدي المقدسيين اللذين يخوضون معركة حقيقية للدفاع عنه، والسيطرة هي المقدسيين وليس لإسرائيل أو الأردن وحتى السلطة الفلسطينية الغائبة، والسلطة الوحيدة هي سلطة المقدسيين الذي يخوضوا اشتباك حقيقي للدفاع عن ذواتهم ومسجدهم ومدينتهم ومواجهة السياسات الصهيونية العدوانية.

واثبت ان الشعب الفلسطيني هو صاحب الدار والقرار في تقرير مصيره، ولن يستطع احد التأثير في قضيته والمزاودة عليهم والحديث باسمهم، لا دول التطبيع والتتبيع او حتى أصحاب الوصاية يستطيعوا الوساطة ووقف مقاومة الفلسطينيين والدفاع عن انفسهم.

أظهرت هبة القدس وحدة الفلسطينيين في القدس والضفة وغزة والمقاومة التي يقوم بها الفلسطينيين، ومشاركة فلسطيني الداخل، يقلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، خاصة الاشتباك الميداني بين المقدسيين وشباب من فلسطيني الداخل مع المستوطنين في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى.

استمرار الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال وسياسة التطهير العرقي في القدس وسرقة بيوت المقدسيين في حي الشيخ جراح، ولا تزال سياسة الاحتلال في فرض سياسة الامر الواقع والقمع والانتهاكات بحق الفلسطينيين ومحاولات الاحتلال اقتحام المسجد الأقصى، ومنع الفلسطينيين من التواجد في باب العمود، والسياسات الاستيطانية والضم الزاحف في الضفة الغربية، وحصار غزة.

كل ذلك عوامل لاستمرار النضال الفلسطيني ومقاومة الاحتلال.
وفي ضوء ما يجري من جرائم تطهير عرقي في القدس وانتصارها على آلة القمع الاحتلالية يشكل فرصة للفلسطينيين في مواجهة الاحتلال والمضي قدما في انهاء الانقسام واتمام الوحدة الوطنية. والاستجابة لإرادة الفلسطينيين بالتغيير الديمقراطي في مؤسسات الشعب الفلسطيني.

ولا بديل امام القيادة الفلسطينية والفصائل سوى الاستجابة للإرادة الشعبية بالتغيير ووضع استراتيجيات نضالية لتعزير هبة القدس والروح الفلسطينية الوقادة في مقاومة الاحتلال، وتعزيز صمود الفلسطينيين واحترام حقوق الأنسان والحريات العامة، وفتح حوار وطني شامل بين مكونات النظام الفلسطيني لتريب الوضع الداخلي الفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية.

القيادة والفصل لا يحتاجون اعلان الحرب على إسرائيل، يكفي ان يثقوا بالشعب الفلسطيني وارادته وخياراته وقدراته. قضية القدس وحي الشيخ جراح فرصة لمواجهة إسرائيل ووقف التنسيق الأمني وإظهار وجها البشع والفاشية والعنصرية التي تمارسها بحق الفلسطينيين.

مع القدس يتجدد الامل في إعادة الاعتبار للمشروع الوطني، وبناء النظام الفلسطيني. واستعادة الروح الوطنية والمساندة الوطنية من قبل مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وكذلك التضامن العربي الشعبي نجح في هز الوجدان العربي والدولي، واحرج القيادة الفلسطينية، وزعزع الرواية الصهيونية وسياساتها العنصرية التي لن تستطع محو وشطب الذاكرة الفلسطينية.