المقاومة والسلطة حسابات جديدة بقلم بشير شعبان
تاريخ النشر : 2021-05-10
المقاومة والسلطة حسابات جديدة

بقلم: بشير شعبان

كل فصائل المقاومة تعرف أن السلطة الفلسطينية لا تسيطر إلا على 7 % من أراضي الضفة وهي سلطة محاصرة من كل الجهات ولا تتحكم في أي مدخل او مخرج لحدود ولا يتها و مكبلة باتفاقيات دولية وتؤسس لمشروع وطني جامع يرقى إلى دولة كاملة السيادة على الأراضي المحتلة عام 67 ولا تحفر أنفاق ولا تصنع صواريخ و هي سلطة ترفع شعارات المقاومة السلمية والقانونية والدبلوماسية وتخوض حربا أخلاقية مع إرهاب جيش الاحتلال لتثبيت وتجذير المواطنين في أرضهم ..

وبرغم كل هذه المعطيات تتهرب فصائل المقاومة من ممارس ة المقاومة وتطبيق شعاراتها على الأرض في 97 % من أراضي الضفة الغربية بما يشمل القدس والتي لا يمكن أن تسوق علينا مبررات التنسيق الأمني فيها إلا على جاهل والاغرب أن فصائل المقاومة بعد كل هذه المعطيات عن السلطة تطالب السلطة بالكفاح المسلح وتعفى نفسها من هذا الكفاح إلا إذا مس الاحتلال مصالحها في التمويل أو هدد حياة أحد قادتها .. المعادلة الآن واضحة وهبة القدس حشرت فصائل المقاومة رهن شعاراتها الكبيرة والمقاومة تهدد وتتوعد .... 

وأعتقد انها ستجبر على المواجهة حفاظا على ماء الوجه أمام المطالب الجماهيرية العاطفية التي لا تعتمد على الحسابات السياسية ... فعلا موقف السلطة محرج ولكن موقف المقاومة أكثر حرجا فالسلطة لم تهدد بضرب المدن الإسرائيلية ولن تستطيع وليس ضمن شعاراتها كما أسلفنا ولكن المقاومة بنت كل ثقة الجماهير بها على وعود التصدي لأي عدوان على الشعب الفلسطيني وضرب العمق الإسرائيلي وسأكون أسعد الناس _ هذه المرة _ لو أوفت المقاومة بوعدها وضربت بكل قوتها ولا أجد أنسب من هذه الفرصة للوفاء بالوعد ودفع الفاتورة وإن كانت باهظة الثمن.

وأعتقد ان أنسب ساعات الهجوم ستكون ليلة ثاني أيام العيد حيث ستنتهي كل المؤسسات من دفع المستحقات المالية من رواتب وشؤون ودولار قطر وتكون قد انتهت مراسيم أول أيام العيد وعلينا جميعا أن نقف خلف المقاومة لو فعلتها وأن نقف خلف السلطة في معركتها الدبلوماسية ليتكامل الهجوم ولنوحد صفوفنا ونعمل لحماية شعبنا كل بأدواته ووسائله دون أن يخون طرف الطرف الآخر وكل عام والوطن بخير.