القدس المحتلة مشاهد لا توصف بقلم خالد صادق
تاريخ النشر : 2021-05-10
القدس المحتلة مشاهد لا توصف

بقلم: خالد صادق

لا تستطيع الكلمات ان تصف ما يحدث في القدس، لا تستطيع ان تعكس بشاعة الصورة لغلاة المستوطنين وهم يعتدون على النساء والأطفال، ولا تستطيع الكلمات ان تعكس بشاعة المشهد للجنود الصهاينة "النجس" وهم يقتحمون الأقصى بنعالهم ويعتدون على المصلين من الشباب والشيوخ والنساء داخل الأقصى وقبة الصخرة المشرفة, كما لا يمكن وصف شعور المواطن الفلسطيني وهو يستغيث بالعرب والمسلمين ويصدر بشاعة ممارسات الاحتلال عبر توثيقها بالكاميرا لكنها "العواصم" التي تعيش عالمها الرمضاني فيحيون العشر الاواخر بالغناء والولائم والحفلات الترفيهية وجوائز المسابقات ونسوا او تناسوا ان شهر رمضان هو شهر الانتصارات والفتوحات والعمليات البطولية وهو رمز لعزة الامة وقوتها وتماسكها ووحدتها.

في المقابل شاهدت شابا يطلب من الشباب المقدسيين ان يحملوه على سواعدهم وفور ان حملوه طار في الهواء فوق مجموعة من شرطة الاحتلال العنصرية وهو يهتف الله اكبر, فانهالوا عليه بالضرب وقاموا باعتقاله, شاهدت فتاة تدفع جنود مدججين بالسلاح خارج حي الشيخ جراح وتلاحقهم من مكان لمكان وتصرخ في وجوههم اخرجوا خارج بيوتنا ايها الاوغاد لما تخش من فوهات بنادقهم التي تصوب نحوها وكأن نسائنا اقتدوا بالشهيدة الفلسطينية رحاب موسى, شاهدت طفلا لا يتجاوز عمره الثماني سنوات يقف على احد الحواجز في القدس ويمسك الحاجز بكلتا يديه امام الجنود ليغيظهم بفعلته, وعندما اقتربوا منه قفز قفزة بهلوانية اغاظت ذاك الجندي المرتجف المرعوب وهو مدجج بكل انواع السلاح.

وفي الوقت الذي كانت فيه قناة الجزيرة تبث الاحداث في موجة مباشرة مفتوحة وكذلك قناة الميادين وقناة القناة التركية والقنوات الفلسطينية وبعض القنوات العربية الاخرى, كانت قنوات الخليج والقنوات العربية الرسمية والمؤطرة تعيش عالمها بمفهومه الرمضاني المنافي لأبسط قواعد الدين, كانت تعمي على ما يحدث في القدس من خلال تجاهل الاحداث الدائرة فيها والتركيز على اخبار ليبيا وأفغانستان والعراق, والترويج للمسلسلات والبرامج الترفيهية والمسابقات تحت شعار سلي صيامك, غابت حتى لغة الاستنكار والشجب وسادت حالة من التجاهل لكل ما يحدث في القدس, انهم لا يريدون لشعوبهم ان تفكر في الأقصى، أو يشغل بالهم ما يحدث في القدس حتى لا ينعكس هذا عليهم بالسلب ويوتر علاقتهم "بإسرائيل".

القدس كاشفة العورات, وهى التي تزيل الأقنعة عن الوجوه الكالحة, ومهما كان حجم المؤامرات الداخلية والخارجية على القدس ومهما حاولوا صبغها بالصبغة اليهودية وتزييف تاريخها وتراثها ومحو معالمها الاصيلة ستبقى القدس محور الصراع الكوني بين تمام الحق وتمام الباطل, ولن تتخلى القدس عن هويتها العربية والإسلامية فهو مشعلة الثورات ومفجرة الانتفاضات ومن دروبها وازقتها القديمة تصنع الانتصارات.