في القدس كسرت الهيبة الإسرائيلية بقلم واصف عريقات
تاريخ النشر : 2021-05-10
في القدس كسرت الهيبة الإسرائيلية وسجل شعبنا البطل إنجازاً عجزت عنه الجيوش

بقلم: واصف عريقات
خبير ومحلل عسكري

كان لي شرف القتال ضد العدو الإسرائيلي الغاصب في سن مبكر ومنذ العام ١٩٦٥ حيث شاركت في معركة هزيمة ١٩٦٧ ثم شاركت في معركة استرداد الكرامة عام ١٩٦٨ كضابط مدفعي في الجيش الأردني كانت نتيجة الأولى هزيمة ومشيا على الأقدام من جنين حتى السلط وتردي في المعنويات وخسارة الضفة الغربية ودرتها القدس الشريف وفي الثانية جاءت النتائج تعويض معنوي وثبات على الأرض وانتصار عسكري ومنع العدو من تحقيق أي إنجاز.

ومنذ عام ١٩٧٠ حتى عام ١٩٨٢ شاركت كفدائي في كل معارك المواجهة مع العدو الإسرائيلي وسجل للفدائيين الفلسطينيين صمودا في وجه الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة ونذكر منها العمليات في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة وحرب الأيام الأربعة وافشال محاولة اجتياح جنوب لبنان عام ١٩٧٢ و حرب تشرين ١٩٧٣ التي شارك فيها الفدائي الفلسطيني مع الجيوش العربية على الجبهات كافة، وفي عدوان اجتياح الليطاني عام ١٩٧٨ وحرب المدفعية عام ١٩٨١ ، هذا الصمود لم تعهده إسرائيل من قبل في مواجهة الجيوش ، توج بصمود حصار بيروت الذي استمر مدة ٨٨ يوم على يد الفدائيين الفلسطينيين والمقاومين الوطنيين اللبنانيين مقابل ١٣٠ الف جندي اسرائيلي تدعمهم الطائرات والبوارج الحربية الأمريكية .وكل أسلحة الإسناد الفتاكة.

استخدم السلاح ولو بشكل غير متكافئ بل مختلا لصالح الجيش الاسرائيلي مئات الأضعاف في كل هذه المعارك، ومع ذلك سجل الفدائيون صمودا بطوليا. وعلى الصعيد الشخصي كرمني الله بعدة جروح في معارك متعددة اعتبرها أوسمة على صدري.
وعلى ارضنا فلسطين كان لي شرف المشاركة في مواجهات انتفاضة القدس عام ٢٠٠٠وقد كرمني الله أيضا حيث أصبت خلالها برصاصة مطاطية أدخلتنني المستشفى وتأثيرها جاء محدوداً.

هذه المقدمة وهذا الاستعراض تمهيدا للقول والشهادة : بان ما يجري هذه الأيام من صمود بطولي بل أسطوري في القدس وفلسطين يفوق كل ما شاهدت في تاريخي العسكري من بطولات فردية وجماعية ، اجمع العالم بأسرة على الإعجاب بها حين شاهد كيف يصد الأبطال من رجال ونساء قطعان المستوطنين المدعومين من جيش الاحتلال وشرطته واجهزته الأمنية المدججين بالسلاح في القدس وباب العامود بصدورهم العارية وبشجاعة منقطعة النظير.

وفي الشيخ جراح يتصدون للمستوطنين المدعومين بالجيش وشرطته واجهزته الأمنية بصحون إفطارهم ووجبات طعامهم وهو صائمين وبالكراسي والأحذية وما توفر من إمكانيات، تعجز كل الكلمات عن وصف هذه البطولات والإنجازات ، شهد العالم فيها لهذا الشعب وقدرته على الصمود والتضحية ، ونتيجة لهذه البطولات اجبر قادة العدو على إصدار تعليماتهم لجيشهم وشرطتهم بالتراجع عن الإجراءات الظالمة وكسر أوامرهم ، وتأجيل بعض منها، وصلت إلى حد توسل رئيس وزراء العدو نتنياهو قطعان المستوطنين بالتراجع خوفا من استمرار المواجهات مع الفلسطينيين لفترة طويلة لا يستطيع المجتمع الصهيوني وقيادته بما لديهم من أزمات ان يتحملوها، وقد توجت هذه المواجهات المستمرة بهبة ابطال القدس بسياراتهم وعرباتهم وباصاتهم وتناديهم لنقل أهلنا القادمين من فلسطين التاريخية حين اعترضتهم الشرطة الاسرائيلية وحاولت منعهم من الوصول للمسجد الأقصى وأغلقت الطرقات في وجههم وأدت هذه الهبة وهذا الإصرار المقدسي على اجبار قادة الاحتلال على فتح الطرق وهو ما يعني كسر الهيبة عند الجيش الاسرائيلي ، هذه الهيبة التي عجزت الجيوش العربية مجتمعة ان تكسرها. كسرت في فلسطين وعلى اطهر ارض - ارض القدس وعلى يد أشبالها وزهراتها ونساءها وشيوخها وشبابها وشاباتها حين صرخوا بأعلى الصوت وقالوا من أراد العزة والشهامة والكرامة فليأتي إلى فلسطين ...إلى باب العامود والشيخ جراح في القدس.
وليشهد العالم بأن الجيش الذي يسوق نفسه أنه لا يقهر قد قهر في ازقة القدس وحاراتها وعلى أبوابها.

تحية اكبار واجلال واعتزاز لكل من شارك وسيشارك في هذه الملاحم البطولية، وهتف: القدس لنا ..القدس لنا.... حربنا حرب الشوارع ... طالعلك يا عدوي طالع من كل بيت وحاره وشارع، والى مزيد من البطولات والإنجازات.

المجد لصناع المجد والرحمة للش..هداء والشفاء للجرحى والفرج للأسرى وتحية لكل من آزرهم ودعمهم في الداخل والخارج وبالأشكال كافة .