قرار تأجيل الانتخابات ليس ساراً لكنه قرار شجاع وفدائي بقلم د. عبد الرحيم جاموس
تاريخ النشر : 2021-05-09
قرار تأجيل الانتخابات ليس سارا لكنه قرار شجاع وفدائي ..!

بقلم: د. عبد الرحيم جاموس
 
إن قرار تأجيل الانتخابات الفلسطينية بالتأكيد لم يكن خبرا سارا للجميع .... لكنه كان قرارا شجاعا وفدائيا تلافى وقوع كارثة وطنية، وألقى الكرة في ملعب العدو وحلفائه من الغرب المنحاز والمنافق ..

وأسقط في يد المتهافتين والمتناغمين مع المتخنعين والمطبعين والمتهالكين على شهوة السلطة وامتيازاتها .. وأضاع الفرصة على المال السياسي الفاسد والعابث والمفسد من أن يحقق مآربه وأهدافه في تركيع فلسطين وشعبها والقبول بالإملاءات ... وأفسح المجال لإعادة ترتيب الصفوف الداخلية ومواصلة معركة الانتخابات مع المحتل سياسيا وقانونيا وديبلوماسيا وشعبيا على أسس ورؤية وطنية واضحة وموحدة لشعبنا الفلسطيني، حتى يرضخ الاحتلال ويقر بحق شعبنا في القدس وفي بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة في الحق بالانتخابات وفي الحق بالحرية والاستقلال في دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس ..
لا نريد انتخابات لتكريس الحكم الذاتي المحدود الذي انتهت صلاحيته ومدته منذ أكثر من عشرين عاما ..

نريدها انتخابات تمثل خطوة للخروج من مرحلة الحكم الذاتي المحدود إلى مرحلة الدولة التي اعترفت بها الأمم المتحدة في القرار 19/67 وتمهد لممارسة شعبنا حقه في تقرير المصير وأن تكون فعلا خطوة على طريق بناء الدولة المستقلة..

فمعركة الانتخابات ليست معركة بين فصائل وقوائم للفوز بمقعد هنا أو هناك، إنها معركة حقيقية مستمرة مع الاحتلال حتى يتم فرضها وإنجاحها وإن تأجيلها لا يعني إلغاءها مطلقا ...
هذه معركة يجب أن تشترك فيها جميع القوى الحية والمناضلة من أجل الخلاص من الاحتلال وانتزاع حقوق شعبنا المشروعة من حق العودة إلى حق الدولة وتقرير المصير.