من يقف وراء الحرائق والانفجارات في العمق الإسرائيلي بقلم: بكر السباتين
تاريخ النشر : 2021-05-04
من يقف وراء الحرائق والانفجارات في العمق الإسرائيلي!

بقلم: بكر السباتين

يبدو أن دولة الاحتلال الإسرائيلي "تحترق" في سياق حرب تل أبيب السرية مع طهران وأذرعها في إطار محور المقاومة في المنطقة. فالانفجار الكبير الذي وقع في مصنع للصواريخ قرب القدس المحتلة قبل خمسة أيام، وقبله سقوط الصاروخ الإيراني(الروسي) قرب مفاعل ديمونه جنوب فلسطين، ثم نشوب حريق ضخم قبل يومين في مصفاة للبترول في مدينة حيفا المحتلة، وحصول ذلك في وقت متقارب، إنما يؤكد على وقوف إيران خلفها في سياق الأفعال وردود الأفعال الغامضة.. حيث شهدت إيران منذ أواخر يونيو 2020 سلسلة انفجارات في محيط منشآت حساسة منها منشآت عسكرية ونووية وصناعية. كان آخرها حريق اندلع نهاية العام الماضي بمنشأة تابعة لشركة شهيد توندجويان للمواد البتروكيماية جنوب غرب إيران وتم إخماده على الفور، حسب ما نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن مسؤول محلي في حينها.

من هنا يمكننا تأويل ما صرح به مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني لشؤون التنسيق قبل أيام، اللواء محمد رضا نقدي، قائلاً إن دولة الاحتلال الإسرائيلي حاولت التكتم على الانفجارات في مصنع للأسلحة قرب القدس جنوب فلسطين؛ لكنها فشلت في حجب الأنظار عن ذلك! وكأنه يوحي بأنه ردٌ إيرانيٌّ على الانفجارات المتعاقبة الغامضة التي وقعت في إيران وسوريا حيث يُتهم الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراءها فيما ظلت القيادة الإيرانية تعد بالرد.

ولكن صحيفة "هآرتس" العبرية أفادت، بأن الانفجار وقع عندما كانت شركة "تومر" تدير تجربة على تقليد صناعة صاروخ قمر اصطناعي !! وهو تبرير غير مقنع، ويجيء خلافاً لما يشاع من أخبار وتحليلات ذهبت بالأسباب إلى إيران ومحور المقاومة في سياق الحرب السرية الدائرة بين الخصمين الإيراني والإسرائيلي. وهذا يذكرنا بالصاروخ الإيراني (صناعة روسية) الذي سقط بالقرب من مفاعل ديمونة، ولم يكن الهدف منه- وفق مراقبين- ضرب المفاعل مباشرة كيلا يؤدي إلى تسريبات إشعاعية بل هي رسالة قوية وجهت إلى تل أبيب لردعها بالقوة، من خلال تعريفها بقدرة إيران على الرد والتحكم بقواعد الاشتباك، وقد أصاب الصاروخ المعنويات الإسرائيلية في مقتل.. واستهتر حينها الاحتلال بالحادث ووصف المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفخاي أذرعي العملية بالانزلاق الصاروخي حتى يغطي على عجز القبة الحديدية عن كشف الصاروخ رغم تقنياته الضعيفة ومن ثم إسقاطه؛ ما يثبت فشلها الذريع!

ثم يأتي حريق مساء يوم الجمعة الماضي الذي اندلع بحسب وسائل إعلام عالمية وإسرائيلية في منشأة مصنع “BZN” في خليج حيفا، وأوضحت وزارة حماية البيئة أن الحادث وقع بسبب خلل في خط أنابيب، مشيرة إلى أنه تم وقف إمداد الوقود إلى الموقع.

وتمكنت الوحدات التابعة للمصنع من السيطرة على الحريق لكن فرقاً متعددة من خدمات الإطفاء والطوارئ انتشرت في الموقع تحسباً لاستئناف انتشار النيران.

ويبقى السؤال قائماً.. ماذا بعد حريق حيفا! هل ثمة من يشكك بأن هذه الحوادث تجيء في سياق الحرب السرية المتأججة بين الخصمين الإيراني والإسرائيلي! أليست هذه نقلة نوعية في إطار المواجهات بين الخصمين اللدودين من شأنها أن تكبد الاحتلال الإسرائيلي الكثير مادياً ومعنوياً وخاصة أنها نقلت المعركة إلى العمق الإسرائيلي المكشوف أصلاً للمقاومة المتمترسة في غزة وجنوب لبنان! الاحتلال نفسه الذي يعاني من التشرذم الداخلي القائم على الطبقية والعنصرية المقيتة! عجبي!