القدس معركة محتدمة لها متطلبات بقلم خالد صادق
تاريخ النشر : 2021-05-04
القدس: معركة محتدمة لها متطلبات

بقلم: خالد صادق

لا زالت تداعيات قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بتأجيل اجراء الانتخابات التشريعية تلقي بظلالها على الساحة الفلسطينية وتتباين المواقف بين من يؤيد قرار التأجيل بسبب عدم مشاركة اهلنا في القدس في هذه الانتخابات, وبين من يعارض قرار التأجيل على اساس ان الانتخابات يجب ان تفرض فرضا على الاحتلال في القدس ولا تستجدى منه, وبين الموقفين يقف الشعب الفلسطيني في انتظار ما يمكن ان تشهده المرحلة القادمة من احداث, وهل نحن بصدد ايجاد حلول ولو مرحلية كتشكيل «حكومة وطنية» لإدارة الاوضاع لحين سماح الاحتلال بإجراء الانتخابات في القدس كما قال الرئيس عباس, ام امام مشهد استمرار الانقسام وتراجع خطوات المصالحة الفلسطينية وتباين اكبر في المواقف السياسية وعدم القدرة على التغلب على العقبات وتحسين اوضاع الناس الحياتية والمعيشية في ظل تزايد خطر ازمة كورونا, واستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة منذ نحو خمسة عشر عاما, ام هناك مخرج يمكن ان ينقذنا من هذه الحالة الصعبة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني الآن, ويعيدنا الى رشدنا ويقوي شوكتنا ويعزز ارادتنا في مقاومة الاحتلال واحباط مخططاته.

فمن باب الشعور بالمسؤولية والواجب تجاه المجموع الوطني وتجاه الشعب الفلسطيني وبتدخل سريع وعاجل قبل انفلات الامور لا سمح الله, تدخل الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي القائد زياد النخالة ليدعو الى اجتماع عاجل للقوى الوطنية والاسلامية من اجل التوافق على برنامج وطني يحكم طبيعة العمل في المرحلة المستقبلية القادمة في ظل هذه التحديات الكبيرة التي يواجهها شعبنا الفلسطيني بفعل ممارسات الاحتلال وتهديداته المستمرة ضد شعبنا وأخرها ما أوردته صحيفة معاريف العبرية التي توقعت خلال تقرير نشرته الليلة قبل الماضية، عودة التصعيد في قطاع غزة في أقرب فرصة، وانه بات قاب قوسين أو أدنى». متذرعة بما اسمته المشاكل الاستراتيجية لـ»إسرائيل» وانها فهمت عمليا عمق المشكلة في القدس «فقط بعد 40 صاروخا من قطاع غزة، وهو ما يعني اننا امام خطر حقيقي بتهديد الاحتلال بشن عدوان جديد على قطاع غزة, وهذا يتطلب وحدة الموقف الفلسطيني, ووحدة الميدان, ووحدة القرار, وتعزيز حالة المواجهة والصمود في الجبهة الداخلية, فكان لا بد من خطوات سريعة وعاجلة لمواجهة هذه التحديات.

ان الخاسر الوحيد من كل ما يحدث وتشهده الساحة الفلسطينية الىن من تراشق اعلامي وتبادل اتهامات وتسريبات صوتية هو الشعب الفلسطيني الذي يؤمن بمقاومته ايمانا مطلقا, ويتلاحم معها بقوة, ويحميها من بطش الاحتلال, وهو ينتظر دائما انهاء الانقسام والشروع بخطوات عملية لرفع العقوبات التي تفرضها السلطة على قطاع غزة, ووقف مسلسل التناوش والتنابذ الذي لا ينتهي, وكل هذا يتطلب ان يتحلى الجميع المسؤولية وان يتم الجلوس على طاولة الحوار والبحث عن حلول للازمات المتجددة بين الفصائل الفلسطينية والسلطة, اليوم الامور متاحة للحوار والنقاش والوصول لحلول لمشاكلنا, لكننا لا نضمن غدا كيف تسير الامور, فالاحتلال يجثم فوق صدورنا ويسعى دائما للانقضاض علينا, ودائما لغة الوحدة والتلاحم والقوة تأتي من خلال الكلمة الثورية والفعل المقاوم, ففشل الانتخابات ليس نهاية المطاف ولن تكون القشة التي قسمت ظهر البعير, لأن هناك اولويات في الفعل المقاوم, واولى اولويات شعبنا هي المقاومة بكافة أشكالها, ودعم انتفاضة القدس الرمضانية, وتعزيز صمود اهلنا في القدس والوقوف معهم جنبا الى جنب لأنهم اليوم هم احوج ما يكون الينا.

المعركة محتدمة في القدس ويوم 28 رمضان الذي يسعى المستوطنون الصهاينة فيه لدخول الاقصى بأعداد غفيرة وممارسة طقوسهم الدينية فيه والتأسيس للتقسيم الزماني والمكاني يتطلب حالة استعداد خاصة من الشعب الفلسطيني ومقاومته, كما ان سلطات الاحتلال تقوم بإخلاء منازل في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يدعون ملكيتهم للأرض. 

والليلة الماضية هاجمت قوات الاحتلال الصهيوني الشبان المعتصمين داخل حي الشيخ جراح في القدس، واعتدت عليهم بالضرب قبل أن تجبرهم على مغادرة المكان, وهو يعني بالنسبة للمقدسيين انتفاضة عارمة في وجه الاحتلال, ونصرة من شعبنا وامتنا, فهل نحن مستعدون لما هو آت, اذا كنا مستعدين فيجب ان تجتمع الفصائل وتناقش وسائل التصدي للاحتلال واحباط مخططاته واهدافه في القدس والشيخ جراح, فهذا هو الاهم, والواجب علينا ان نستعد لمعركة القدس القادمة لأنها تؤسس للتحرير .