لا زال بالإمكان أفضل مما كان بقلم عدنان الصباح
تاريخ النشر : 2021-05-02
لا زال بالإمكان افضل مما كان

بقلم: عدنان الصباح

رغم ان قرار تأجيل الانتخابات اشار الى عدم وجود قيادة فلسطينية وان لا راي في اجتماعات القيادة لاحد فقد قاطعت الاجتماع كل من حماس والجهاد الاسلامي واعلنت الفصائل المشاركة في الاجتماعات ممن لها قوائم انتخابية عن رفضها للقرار وكذا فعلت سائر القوائم الاخرى مما جعل السؤال أي بيان هذا الذي صدر عن اجتماع الغالبية العظمى من المشاركين فيه اعلنوا رسميا قبل وبعد الاجتماع رفضهم للقرار, ومع ذلك فان علينا ان لا نفتح ثقبا جديدا في جدارنا والامر منوط بالرئيس محمود عباس قبل غيره وبقيادة فتح قبل غيرها ما داموا قد راوا في التأجيل مصلحة وطنية فلسطينية فعليهم اذن ان يجدوا الاليات والروافع الضرورية لحماية الوحدة الوطنية الغائبة اصلا والتي حلم الجميع بغير حق ان الانتخابات ستمكننا من استعادتها.

المطلوب اليوم الاعلان العملي عن شراكة حقيقية للجميع بلا استثناء وايجاد مجلس تشريعي توافقي حتى لو كان بالعودة الى المجلس التشريعي السابق واعادة تفعليه وكذا اصلاح كافة مؤسسات السلطة بمشاركة الجميع بالقرار بما في ذلك الاصلاح الاهم في السلطة القضائية ووقف حالة الشلل القائمة وفتح حوار وطني حقيقي شامل للعودة الى الانتخابات بأسرع وقت ممكن عبر اعتبار معركة الانتخابات في القدس الانطلاقة الحقيقية للمقاومة الشعبية السلمية والتي تحدث الرئيس عنها بإصرار راجيا الجميع العمل بها على الارض.

ان علينا ان نستخلص العبر من هبة باب العامود والتي استطاع فيها شباب القدس فرض ارادتهم وتذكر هبة البوابات الالكترونية والكاميرات والتي تمكن شعبنا في القدس ايضا من فرض ارادته مما يعني ان فرض ارادة شعبنا بإنجاز الانتخابات كان ولا يزال وسيظل ممكنا وبالتالي فان العودة اليها الان وخلال فترة بسيطة كافية لحوارات وطنية فورية تخرج بقرار اجماع او قرار بالأغلبية اضعف الايمان بالمواصلة او عدمها منعا لتكريس حالة التشرذم والانقسام والاصطفافات التي كرستها حالة التحضير للانتخابات وحالة الرفض الكبير لقرار التأجيل.

ان ايجاد اليات تشريعية او البدء الفوري بالإصلاح الشامل بدءا من تشكيل حكومة انقاذ وطني ملزمَة وملزِمة بإجراء الانتخابات في اقرب وقت ممكن وعدم حل القوائم الحالية والابقاء عليها اعلانا عن الالتزام الانتخابات وايجاد اليات ايضا متوافق عليها لإجرائها في القدس مهما كلف الامر باعتبار اننا لا زلنا في معركة تحرير وطني وقضية القدس هي فرصتنا لإثبات ذلك وتلتزم حكومة الانقاذ الوطني عبر كتاب التكليف بمحاربة الفساد وتنظيم المؤسسات وحماية القضاء ومأسسة كل نواحي الحياة واعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية بوابة لغد جديد يكون فيه التحرير عنوان المرحلة وهدف الشعب الفلسطيني مما يجعل من الانتخابات ونتائجها ادوات كفاح حقيقية ويقطع الطريق على اية فرص للاحتلال واعوانه لشق الصف الفلسطيني وشرذمته اكثر مما هو عليه.

اننا اليوم لا زلنا نعلن جميعا رفضنا للانقسام والتشرذم والفرقة واذا لم نسارع لحماية لحمتنا الوطنية فستتجذر اكثر فاكثر حالة التشرذم الكارثية وفي سبيل ذلك لا بد من وجود قيادة وطنية موحدة تعتبر غرفة عمليات مشتركة لقيادة الفعل الوطني وادارة شؤون السلطة تتكون من الفصائل الرئيسية في منظمة التحرير الى جانب حركتي حماس والجهاد الاسلامي وتعتبر هذه القيادة في اجتماع دائم حتى تتمكن وخلال شهر واحد من وضع خارطة طريق وطنية فلسطينية يلتزم بها كل الشعب وقواه ومؤسساته ومنظماته حتى نتمكن معا من تجاوز ازمتنا الداخلية.

ان ترك الحال على ما هو عليه سيجعلنا بلا جدران ويجعل من ثقوب جدراننا بوابات لمن هب ودب ولن نتمكن من استعادة وحدتنا وسيغيب كليا مشروعنا الكفاحي أيا كان شكله وطريقته وروافعه لصالح الانشغال ببعضنا والبعض وسنكون كمن نحر نفسه بيديه وان تكون البداية باعتبار قرار الرئيس تأجيل قصير المدى جدا بهدف التوافق على اليات اجرائها في القدس ومع القدس وللقدس ترشيحا وقد حصل ويبقى دعاية انتخابية وتصويتا وهم ما ينبغي ان يحصل بدون إرادة الاحتلال واذا كان علينا ان ننتظر الى ان يوافق الاحتلال الذي يعمل جاهدا ساعة بساعة على تفريغ القدس من شعبها وشطب عروبتها وسنكون بذلك نعلن اعترافنا بان قرار القدس بيد الاحتلال لا بيدنا.