إسدال ستارة مسرحية الانتخابات من المنظر الأول بقلم حمدي فراج
تاريخ النشر : 2021-05-02
إسدال ستارة مسرحية الانتخابات من المنظر الأول   بقلم حمدي فراج
حمدي فراج


إسدال ستارة مسرحية الانتخابات من المنظر الأول

بقلم : حمدي فراج
 
اسدلت مسرحية الانتخابات الفلسطينية ستارها بعد ثلاثة اشهر ونصف على فصلها الاول من مشهدها الاول المتعلق بانتخابات ما يسمى بالمجلس التشريعي ، المشهد الثاني بعنوان انتخابات الرئيس كان سيتم عرضه بعد ثلاثة اشهر والمشهد الثالث بعنوان انتخابات المجلس الوطني كان سيتم عرضه بعد اربعة اشهر .
وقد شهد هذا الفصل ، الاول من المشهد الاول ، اقبالا واسعا على التسجيل (93% من الناخبين) والترشح (36 قائمة انتخابية) وسرعان ما أسدل الستار قبل الفصل الثاني بعنوان الدعاية الانتخابية ، وقبل الفصل الثالث بعنوان التصويت والفرز.

لكن للتذكير والاستذكار فقط ، فقد صاحب سن المراسيم الانتخابية جملة أحداث نوعية جسيمة سرّعت في اسدال الستار ، ابرزها على الاطلاق سلسلة اجتماعات القاهرة بحضور كل الفصائل تقريبا ، تمخضت عنها مراسيم اخرى كمرسوم لجنة التقاضي ومرسوم اطلاق الحريات ، واختتمت اللقاءات بالتوقيع على ما اطلق عليه ميثاق الشرف ، فيتساءل المرء : ماذا لو لم يكن هناك ميثاق شرف.

من ضمن الاحداث الجسام ايضا خروج الدكتور ناصر القدوة عن إجماع اللجنة المركزية وتشكيل قائمة انتخابية هي الوحيدة من بين القوائم الستة والثلاثين التي لها مرشح رئاسي هو الاسير مروان البرغوثي الذي يحتفظ بعضوية اللجنة المركزية وما يزال ، ويحظى كما هو معروف باحترام والتفاف شعبي وازن ، ومنحته بالتالي منظمات استطلاع الرأي اعلى نسبة تأييد . وقد بذلت اللجنة المركزية جهودا غير عادية في محاولة ثني القدوة والبرغوثي عن توجههما الانشقاقي ، بما في ذلك زيارة الاخير في السجن ، لكنهما أصرّا على رأيهما بسبق اصرار وترصد ، و نفيهما انهما يقودان قائمة انشقاقية ، بل خشبة خلاص من الحالة المرضية التي تلم بالشعب كله منذ نحو عقد ونصف.

وليس ببعيد عما اصاب الحركة الرئيسية الحاكمة في الضفة ، اصيبت فصائل صغيرة في مقتل ، عندما أعلنت انها لن تخوض الانتخابات ، وإن كانت ستصوت للحركة الام ، وهذه الفصائل هي جبهة النضال والتحرير العربية والفلسطينية ، التي تحظى بمكانة مميزة في القيادة دون ان يكون لها امتداد جماهيري مواز ، فلكل منها ممثل معتمد في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، وبعضها لها وزارة في الحكومة ، لكنها لم تتجرأ على خوض الانتخابات لضآلتها ، وبعضها لم يجد قوام استحقاق الحد الادنى من المرشحين البالغ 16 عضوا.

كان لمثل كل هذه الاحداث الجسام ان تلقي بثقلها في وقف العملية واالتعجيل في اسدال ستارها قبل التورط في احداث اخرى اكثر ضراوة وجسامة ، من على شاكلة وصف احد كبار المسؤولين كل من يوافق على الذهاب للانتخابات بدون القدس انما يرتكب الخيانة ، ما يعنيه ذلك وصم نصف الشعب على الاقل بهذه الوصمة المهينة والخطيرة.

ستشهد الايام القادمة بالطبع ، حالة من الاشتباك السياسي مع المعارضين لإسدال الستارة المبكرة ، خاصة اولئك الذين دفعوا ثمن تذكرة كاملة - كالشعبية التي انطلت عليها المسرحية وحماس التي نزلت عند الانتخابات المتباعدة وتقاسم الكعكة - على ان يشاهدوا مسرحية مكتملة من ثلاثة مشاهد ، او على الاقل مشهدين، في انتظار ان تسمح اسرائيل بإجراء الانتخابات في القدس الشرقية التي ضمتها اليها كعاصمة ابدية قبل حوالي اربع سنوات.