وهل القدس مجرد ذريعة؟ بقلم أحمد عوض الله
تاريخ النشر : 2021-05-02
وهل القدس مجرد ذريعة؟   

بقلم: أحمد عوض الله

سؤالي إلى من تغيبوا عن اجتماع رام الله، ليلة جمعة تأجيل الانتخابات.

أولئك المعترضين على نتائج ذاك الاجتماع، ومعهم المشككين بل وحتى المزايدين والشتامين؛
 
لماذا تشاركوا بالاجتماع لتسجلوا موقفا سياسيا معلنا بدلا عن تلك البيانات العشوائية المستهلكة التي لا تليق بأي سياسي وذلك الاستعراض والاعتراض من على شاشات الفضائيات.
أليس الخلاف على أمر سياسي ووطني وحق شعبي؟؟؟ فلماذا تدار المعارك في الخفاء أو في غير ساحات المنازلة السياسية والوطنية؟
 
لنقل أن فتح تهربت والرئيس (نفد بجلده) وتنصل من الانتخابات حفاظا على كرسيه أو كما قلتم وتقولون، ولكن أليس من حق الرئيس نفسه، بل ومن حقنا جميعا كشعب فلسطيني أن نسألكم وأن نستحلفكم بالله بأن تعطونا رأيكم الصريح والواضح فيما كنتم ستفعلونه لو كنتم أنتم الرئيس وأنتم من يحمل الأمانة التاريخية أمام الله ثم أمام الشعب الفلسطيني، ووقفتم في هذا الموقف السياسي فيما يتعلق بالقدس في ظل صفقة ترامب وتنكر الاحتلال لحقوقنا وللاتفاقات وتهويدها والتطبيع، ومحاولات شطب أي حق فلسطيني فيها حتى الحقوق الواردة في اتفاق أوسلو نفسه، ماذا كنتم فاعلون؟

دعونا من الجدل و(الشتم المبدئي) وأعطونا موقفا صريحا وواضحا، ماذا كنتم ستفعلون؟؟؟ هل ستقولون للاحتلال نعم سنجري الانتخابات بدون القدس؟.هل ستقدون بأيديكم الحجة للاحتلال كي يخرج ويقول: الفلسطينيون تنازلوا عن الانتخابات القدس بمحض ارادتهم واعترف وا بأنها يهودية وعاصمة خالصة لاسرائيل؟؟؟؟

أم ستعلنون الكفاح المسلح على الاحتلال لتحرير القدس كي تجرى فيها الانتخابات؟؟

أم ستنفذون رغبة الاحتلال بإجراء الانتخابات في القنصليات الغربية وتسقطوا الحق السياسي الفلسطيني فيها وتنقذوا الاحتلال من تحمل المسؤولية التاريخية أمام العالم أجمع بأنه عنصري محتل يمنع الديمقراطية الفلسطينية.
أم ماذا أنتم فاعلون؟؟؟

بكل صدق نسأل؛ ماذا أنتم فاعلون؟؟؟

نعلم أن النظام السياسي الفلسطيني ترهل والشعب كله متعطش للانتخابات تغيير وتجديد ومحاسبة كل من أساء وأجرم بحق هذا الشعب على مدى خمسة عشر سنة سوداء مضت في التاريخ الفلسطيني، ونحتاج الانتخابات بأي ثمن، ولكن هل نحتاجها لو كان هو الثمن القدس؟؟!!!

طيب لنعتبر أن القدس حجة اختلقها ابومازن وجماعته حين استشعروا خسارته في تلك الانتخابات كما تنشرون؛ حسنا لنعتبرها حجة، ولكن قولوا بربكم انتم ماذا بشأن القدس كقدس؟؟؟
واسمحوا لي بهذا السؤال الافتراضي؛ ماءا لو أن الاحتلال عاد ووافق على الانتخابات في القدس، ما الذي ستقولون يومها؟؟؟
هل ستمنحون ذاك الانتصار السياسي على أصحابه وتكررون ذات الاتهامات؟؟
 
-تذكروا أن هذا ما حصل سابقا في العام 2006- أم نسيتم؟؟
والسؤال الأهم؛ من الذي يمنعكم (كمعارضة) من الاجتماع والاتفاق وتصدروا بيانا سياسيا وطنيا فلسطينيا مسؤولا وموحدا، تعلنون فيه موقفا صريحا وواضحا يقدم حلا عبقريا يجد حلا للمعضلة، ويوضح موقفكم جليا في قضية الانتخابات والقدس.
ألستم سياسيين وأحزاب سياسية حقيقية؛ تفضلوا قدموا لأنفسكم ولشعبكم ودافعوا عن حق شعبكم في التغيير الديمقراطي، فالانتخابات هي من حق الشعب كما هي حقكم كأحزاب وفصائل وقيادات لهذا الشعب، ولكنها لم تكن يوما حق للمتربصين أو المنتفعين من نتائجها ولا حتى من المنتفعين من إجرائها أو منعها.
تقولون: القدس ذريعة!!!
والمنطق يقول: ألهذا الحد تقزمون القدس وتجعلون منها (مجرد ذريعة)!!!!.