الانتخابات في القدس- المجاز اللغوي – الفساد (2) بقلم: رامز طلب المدهون
تاريخ النشر : 2021-04-19
الانتخابات في القدس- المجاز اللغوي – الفساد (2)    بقلم: رامز طلب المدهون


الانتخابات في القدس- المجاز اللغوي – الفساد (2)

بقلم: رامز طلب المدهون

كثر اللغط في الأيام الماضية في موضوع تأجيل او إلغاء الانتخابات بسبب منع او عرقلة الاحتلال للانتخابات في مدينة القدس.

قاد حملة اللغط والتشويش بعض التنظيمات التي فشلت في تشكيل قوائم أو فشلت في الانضمام لقائمة وبعض الأشخاص الذين هم على خلاف مع تنظيماتهم أو غيرهم “وصار كل يغني على ليلاه" – مجاز لغوي.

الغريب في الأمر ان كل المذكورين أعلاه استخدموا المجاز اللغوي بطريقة أقرب الى الابتزاز الوطني والأخلاقي والديني لتبرير اهوائهم، فتارة "القدس في عيوننا" وتارة "نرفض انتخابات بدون القدس" وثالثة " عدم اجراء انتخابات في القدس هو تنازل وتهاون وتساوق مع صفقة القرن "..... الخ. كل ذلك مجاز لغوي غير حقيقي فاسد لأنهم يعلمون ان القدس محتلة منذ أمد ويعلمون ذلك عندما طبلوا وزمروا لإجراء الانتخابات ويعلمون ويعلمون ....!!.

طبعا صدرت ردود فعل مجازية – الى أن تتحقق - من تهديد بالعصيان وانفجار او تفجير الأوضاع أو نزع الشرعية ... الخ.

  قانون الانتخابات عبر القوائم النسبية جعل الوطن كله دائرة واحدة ولا يوجد هناك دائرة انتخابات لمدينة القدس والتي لو كانت موجودة لكان هناك مسوغ قانوني لعدم اجراء أو تأجيل الانتخابات بسبب تعطيل دائرة محافظة العاصمة!

أما والوطن دائرة واحدة، فتصبح مدينة القدس – بكل قدسيتها ورمزيتها الوطنية والدينية والأخلاقية- جزء من كل اسمه فلسطين!.

في كل الانتخابات حول العالم لا يكون عدد المصوتين مطابق لعدد من يحق لهم الاقتراع وهذا ما يسمى بنسبة التصويت، فاذا تسنى لكل من يحق له التصويت أو أراد أو تمكن من ذلك فبها ونعمت والا ستصبح نسبة التصويت في الانتخابات اقل  فقط لا غير! وهذا أسوأ احتمال بالنسبة لأهلنا في القدس. اما وقد أعلنت لجنة الانتخابات المركزية ان لديها "خطط بديلة إذا منع الاحتلال الانتخابات في القدس".

وبالتالي فإن البدائل التقنية في عصر التكنولوجيا والوسائط وغيرها متوفرة، إذا توفرت النوايا وصلحت الجهود.

فلا داعي لكل هذا الابتزاز الوطني والعاطفي والديني لتعطيل استحقاق دستوري يقوم عليه مجمل النظام السياسي الفلسطيني في دولة فلسطين، حيث ان ضرر التأجيل او الإلغاء أكبر بكثير من منفعة النشوة المؤقتة للشعارات الوطنية والدينية التي تروج للإلغاء.

من مصلحة القدس وأهلها ان تجرى الانتخابات حيث ان التشرذم والانقسام أضر بهم كما أضر بكل مواطن في جميع ارجاء الوطن. من مصلحة القدس وأهلها ان تجرى الانتخابات ليصبح النظام السياسي الفلسطيني اقوى في مواجهة الاحتلال. من مصلحة القدس وأهلها ان نتوقف عن الابتزاز وممارسة التنمر الوطني والديني والأخلاقي والعاطفي باسمهم. من مصلحة القدس وأهلها ان تجرى الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني.

من باب استخدام المجاز اللغوي أيضا في الرد على المطالبين بتأجيل أو إلغاء الانتخابات أقول: إذا لم يتمكن أهلنا في القدس – كل القدس- من المشاركة في الانتخابات، فإننا وطن واحد ونحن نصوت لهم ونصوت بهم ونصوت معهم!!!

الله المستعان