مؤامرة ضد النظام أم حركة لإقصاء الأمير حمزة؟ بقلم كاظم ناصر
تاريخ النشر : 2021-04-07
مؤامرة ضد النظام أم حركة لإقصاء الأمير حمزة؟

بقلم: كاظم ناصر 

انشغل العالم العربي والعديد من دول العالم بأحداث الأردن الأخيرة، وانطلقت حملة شرسة من التسريبات والشائعات المتناقضة التي لم تتوقف حتى الآن، ومن المتوقع أن تستمر لبعض الوقت لأن الحكومة الأردنية لم تكشف عن تفاصيل عميقة مقنعة للرأي العام الأردني، ولم توضح الكثير من الحيثيات المتعلقة " بالمؤامرة " المفترضة والمشاركين فيها لزعزعة استقرار الأردن وتعريض أمنه ومستقبله للخطر؛ واكتفت بتصريحات متفرقة كان أهمها تلك التي أطلقها أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وتحدث فيها عن نشاطات الأمير ومؤيديه ومن أهمهم الأمير حسن بن زيد الذي شغل منصب مبعوث الملك عبد الله الثاني إلى الرياض، والوزير الأسبق باسم عوض الله، وعن " تعقّب اتصالات بين الأمير وجهات خارجية حول توقيت اتخاذ خطوات لزعزعة استقرار الأردن."
 
لكن الصفدي لم يفصح عن الجهات الخارجية والمحلية التي قال بأن حمزة كان يتصل بها وينسق معها! ولهذا هناك الكثر من الأسئلة التي يمكن طرحها ومنها: من هم الساسة والضباط وشيوخ العشائر الذين دعموا مخططات الأمير؟ ومن هي الجهات الأجنبية التي كانت على اتصال به وبمجموعته؟ ولماذا لم تعالج العائلة الحاكمة هذه الأزمة " على السكيت " كما فعلت في حالات سابقة منها إقصاء الأمراء الحسن بن طلال، وحمزة بن الحسين عن ولاية العهد؟
 
الأمير حمزة المعروف بانتقاده للأوضاع السياسية والاقتصادية والفساد المستشري في الأردن، والذي يتمتع بسمعة طيبة، وبتأييد شعبي واسع، وتربطه علاقات جيدة مع شيوخ العشائر .. نفى بشدة .. اشتراكه في أي مؤامرة خارجية، وندد بالخراب والفساد الذي آل إليه الأردن، وقال إن هدفه هو المساهمة في إصلاح الوضع الحالي والمحافظة على وحدة البلد واستقراره.

وبالنسبة للجهات الأجنبية التي قيل إنها تدخلت في هذا الشأن، فقد أشارت بعض وسائل الإعلام إلى السعودية الطامحة للمشاركة في الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس، وإلى الإمارات التي ساءت علاقاتها مع الأردن خاصة بعد الخلافات بين محمد بن راشد وزوجته السابقة الأميرة هيا بنت الحسين، وإلى إسرائيل التي تعتبر استمرار واستقرار النظام الأردني في غاية الأهمية لأمنها. لكنها تغير سياساتها وفقا لمخططاتها ومصالحها .. ولن تتردد .. في العمل على زعزعة استقرار الأردن إذا كان ذلك يخدم استمرار احتلالها ونواياها التوسعية ومخططاتها للتخلص من فلسطينيي الضفة والقطاع.
 
لكن السيناريو الأكثر واقعية والأقرب إلى التصديق هو أن ما حدث في عمان يوم السبت 3/ 4/ 2021، كان عملية مدروسة بعناية هدفها إيقاف نشاطات الأمير حمزة الانتقادية للدولة، وتهميش دوره السياسي، وتحجيم علاقاته مع شيوخ القبائل وكبار ضباط الجيش، وبالتالي وقف التأييد الشعبي المتزايد له ومنعه من بناء قاعدة جماهيرية تزيده قوة، وقد تؤدي إلى إجراء تغييرات سياسية هامة تشمل المناصب العليا في الدولة.
 
الملك عبد الله الثاني يحاول احتواء هذه الأزمة بإبقائها محصورة في العائلة الحاكمة وبعيدة عن إثارة الرأي العام؛ ولهذا كلف الملك عمه الأمير الحسن بن طلال التواصل مع الأمير حمزة لإقناعه بالتخلي عن" نشاطاته المسيئة " للنظام! فهل سيقبل الأمير ذلك ويلتزم به؟ من الصعب الإجابة على هذا السؤال الآن! لكن استحقاقات ما حدث في عمان لن تنتهي بإسكات الأمير حمزة؛ فالشعب الأردني الذي يعاني من التسلط والجمود السياسي، ومن انتهاكات إسرائيل واستخفافها بكرامته وكرامة أمته، ومن الفقر والبطالة والمحسوبية والفساد وجانحة كورونا .. لن .. يسكت عن هذا الوضع إلى ما لا نهاية، وسيحاول تغيير واقعه المر سواء بمشاركة الأمير حمزة أو بإبعاده عن الساحة!